شم النسيم عيد مصري، قديم احتفل به الأجداد الفراعنة وظل على الأحفاد على العهد في نفس طريقة الاحتفال بقدوم الربيع، وهو عيد يرمز عند قدماء المصريين إلى بعث الحياة. كان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، أو بدء خلق العالم كما كانوا يتصورون، ومع مرور السنوات تعرَّض الاسم للتحريف على مرِّ العصور، وأضيفت إليه كلمة "النسيم" لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو، وطيب النسيم. ومنذ آلاف السنين لم ينقطع المصريون عن الاحتفال بهذه المناسبة إلا في حالة الأزمات التي تعصف بالوطن مثل أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد التي نتعرض لها اليوم؛ وهي بالطبع ليست الأولى من نوعها فالتاريخ المصري به أحداث مشابهة غاب على إثرها الاحتفال بعيد شم النسيم نستعرضها في هذا التقرير: الشدة المستنصرية الشدة المستنصرية هو مصطلح يطلق على مجاعة حدثت بمصر نتيجة غياب مياه النيل بمصر لسبع سنين متواصلة عرفت بالعجاف نهاية عصر الخليفة الفاطمي المستنصر بالله في مستهل النصف الثاني من القرن الخامس الهجري من تاريخ الدولة الفاطمية في مصر 1036 - 1094، روى المؤرخون حوادث قاسية، فلقد تصحرت الأرض وهلك الحرث والنسل وخطف الخبز من على رؤوس الخبازين وأكل الناس القطط والكلاب حتى أن بغلة وزير الخليفة الذي ذهب للتحقيق في حادثة أكلوها وجاع الخليفة نفسه حتى أنه باع ما على مقابر آبائه من رخام وتصدقت عليه ابنة أحد علماء زمانه وخرجت النساء جياع صوب بغداد وذكر ابن إلياس أن الناس أكلت الميتة وأخذوا في أكل الأحياء وصنعت الخطاطيف والكلاليب؛ لاصطياد المارة بالشوارع من فوق الأسطح وتراجع سكان مصر لأقل معدل في تاريخها. وفي السنوات العجاف لم يجد المصريين قوت يومهم فما بالك بالاحتفال بعيد شم النسيم أو أكل السمك والبصل فتوقف الاحتفال في هذه السنوات. عهد صلاح الدين في بداية عهد صلاح الدين في حكم مصر، كانت هناك شدة وأزمة اقتصادية، عانى من الشعب المصري، وكانت الظروف الاقتصادية شديدة الصعوبة على الأسر المصرية وبالتالي كان الاحتفال بشم النسيم غير موجود في هذه الفترة من الأزمة. الحملة الفرنسية مع ثورة القاهرة الأولى في 20 أكتوبر 1798 للشعب المصري ضد الحملة الفرنسية على مصر قادها الأزهر وشيوخه بسبب فرض الفرنسيين للضرائب الباهظة خاصة على التجار على عكس وعود نابليون عند قدومه لمصر، وتفتيشهم للبيوت والدكاكين بحثا عن أموال، وهدم أبواب الحارات لتسهيل مطاردة رجال المقاومة وهدم المباني والمساجد بحجة تحصين المدينة، وثورة القاهرة الثانية ثورة قامت من الشعب المصري ضد الفرنسيين في 20 مارس 1800م وانطلقت الثورة من حي بولاق واستمرت قرابة شهر حتى تمكن الجنرال كليبر من ضرب أحياء القاهرة وإحراقها بمدافعه في 21 أبريل 1800، واستسلام الثائرين من أهالي مصر، فمع الاحتلال والثورات المستمرة ضد الاحتلال الفرنسي لمصري لم يحتفل المصريين بشم النسيم.