بوابة شموس نيوز – خاص عزيزى القارىء : علك سمعت عن مذبحة القلعة التى وقعت فى عهد محمد على .. ولكن هل سمعت عن مذبحة الجمالية ؟؟ فقط أكمل القراءة لتتعرف عليها . …. حدث فى عهد الخليفة المستنصر بالله الفاطمي في مصر ان وقعت العديد من الاحداث الجسام من أشهرها : الشده المستنصرية وهى من اسوأ المجاعات التى التي اجتاحت مصر عبر عصورها المختلفة و استمرت لمدة سبع سنوات فقد تصحرت الأرض .وهلك الحرث والنسل , واكل الناس الميتة, وأخذوا في أكل الأحياء وصنعت الخطاطيف والكلاليب؛ لاصطياد المارة بالشوارع من فوق الأسطح وتراجع سكان مصر لأقل معدل في تاريخها ….و تبعها الطاعون الذي أتي علي ثلث سكان مصر. ثم : صراعات الجنود المغاربة و الأتراك و السود و المرتزقة، الذين عاثوا في الأرض فساداً و احترفوا السلب و النهب، و أشاعوا الفوضي في أرجاء البلاد. و كانت شوكتهم قد قويت حتي أن الخليفة نفسه لم يعد قادراً عليهم. لم يكن أمام الخليفة المستنصر بالله للخروج من هذه الأزمة العاتية سوى الاستعانة بقوة عسكرية قادرة على فرض النظام، وإعادة الهدوء والاستقرار إلى الدولة التي مزقتها الفتن وثورات الجند، وإنهاء حالة الفوضى التي عمت البلاد، فاتصل ببدر الجمالي واليه على "عكا"، وطلب منه القدوم لإصلاح حال البلاد، فأجابه إلى ذلك، واشترط عليه أن لا يأتي إلا ومعه رجاله، فوافق الخليفة على شرطه. لبي بدر الجمالي نداء المستنصر، و دخل القاهرة سراً عام 1074 م / 466 ه و معه جنده من الأرمن. و نزل هو في أحد البيوت في حارة يرجوان بجوار مسجد الحاكم بأمر الله في الجمالية. و نزل جنوده في انحاء متفرقة من القليوبية، ثم تسللوا في مجموعات صغيرة إلي داخل القاهرة حتي لا يشعر بهم أحد. بدأ بدر الجمالي يعد خطة للقضاء علي رؤوس الفساد في البلاد. فأرسل إليهم مندوبين عنه برسائل فيها كثير من التظاهر بالود و التعاطف يدعوهم فيها إلي مساعدته في القضاء علي ما في البلاد من فساد و نهب و سلب. ثم دعاهم لمأدبة كبيرة في الجمالية لتدعيم أواصر المحبة و التعاون، ثم عهد إلي كل قائد من قواده بقتل أحد أمراء الجنود من رؤوس الفساد من المغاربة و الأتراك و المرتزقة. قضي الأمراء الليل في غاية المرح و السرور ، و شربوا من الخمور ما أدار رؤوسهم. و كلما استأذن احدهم لقضاء حاجته، ينقض عليه أحد قواد بدر الجمالي و يقتله و يقطع رأسه. حتي إذا أشرقت شمس اليوم التالي، كانت ساحة البيت قد تكدست بجثث أجساد الأمراء ، أما الرؤوس فقد جمعها بدر الجمالي في جوال و حملها إلي الخليفة المستنصر وهو يزف له الخبر الذي طالما أراد أن يسمعه و هو أن القاهرة قد تطهرت من كل رؤوس الفساد في ليلة واحدة. قتل الجمالى من المصريين اعدادا من الخلائق لا يحصيها إلا خالقها، إلا انه نجح فى اعادة السيطرة للحكومة، وأعاد سلطة القانون للبلاد، وعاونه فى إنجاز هذه الأهداف ابنه «الأمير الأفضل» الذى كان رجلاً عسكرياً مثل أبيه. فانعم الخليفة عليه بوزارة مصر. و سمي منذ ذلك الحين بالسيد الأجل، أمير الجيوش، سيف الإسلام، ناصر الإمام، كافل قضاة المسلمين، وهادي دعاة أمير المؤمنين أبو النجم بدر المستنصري. ويقول المؤرخون إن المصريين والخليفة «المستنصر» فرحوا أيما فرح بنجاح أمير الجيوش فى تحقيق مهمته …. ويقول ابن تغري بردي تحكم (بدر) في مصر تحكم الملوك، وأصبحت خيوط السلطة كلها فى أصابعه . وأدخل «الجمالى» العديد من الإصلاحات فى الجهاز الإدارى للدولة وأعاد تقسيم البلاد إلى مجموعة من الولايات (المحافظات بالمصطلح الحديث) شملت قوص والشرقية والغربية والإسكندرية، بالإضافة إلى القاهرة والفسطاط، وهو الأمر الذى ساعد أمير الجيوش على إحكام سيطرته على البلاد من ناحية، وأدى إلى ضبط الأوضاع العامة عاش أمير الجيوش ثمانين عاماً، وشيئاً فشيئاً أخذ فى الانسحاب والاختفاء من المشهد بسبب المرض وكبر العمر، خصوصاً بعد إصابته بمرض الفالج (الشلل) ليتولى الأمر من بعده ولده «الأفضل» وكم من المحن والمصائب التى مرت بك ايتها المحروسة وانت صابرة متشبثة بصفحات تاريخ تروى ماكان وما سيكون أميمه حسين