انعقاد أولى جولات الحوار الاستراتيجى بين مصر والهند

عقدت الجولة الأولى من الحوار الاستراتيجى بين مصر والهند، أمس الأول، بالعاصمة الهندى «نيودلهى»، برئاسة الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، ووزير الشؤون الخارجية الهندى، الدكتور سوبرامانيام جايشانكار.
وقال السفير تميم خلاف، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن انعقاد الجولة اللأولى من الحوار الاستراتيجى يعكس التطور المتسارع فى العلاقات الثنائية بين البلدين، والرغبة المشتركة فى تطوير الشراكة الاستراتيجية، والتى تم تدشينها خلال زيارة رئيس الوزراء الهندى، ناريندرا مودى، إلى مصر، يونيو 2023، غير أنها تؤكد اعتزام مصر والهند الارتقاء بمستوى التعاون المشترك والحرص على متابعة تنفيذ مُذكرات التفاهم التى تم التوصل إليها فى مختلف المجالات، بما يحقق المصلحة المشتركة.
واستعرضت جولة الحوار الاستراتيجى سبل تعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى ودعم التعاون فى مجال التكنولوجيا والابتكار، وتعزيز الشراكة الدفاعية خاصة فى مجال التدريب المُشترك والصناعات الدفاعية، والتعاون الأمنى فى مجال مُكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات، فضلا عن تبادل وجهات النظر حول الموضوعات السياسية الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز التعاون جنوب-جنوب.
وفيما يتعلق بالشق الاقتصادى والتجارى فى العلاقات الثنائية، استعرض «عبدالعاطى»، الإصلاحات الاقتصادية التى نفذتها الحكومة منذ عام 2016، بما فى ذلك اتباع سياسة نقدية رشيدة وتطبيق نظام سعر صرف مرن، وهو ما انعكس إيجاباً على تحسن أداء الاقتصاد المصرى ورفع تصنيفه الائتمانى، وساهم فى تهيئة مناخ جاذب للاستثمار.
وتطرقت المناقشات إلى فرص التعاون فى توطين الصناعات المرتبطة بالتحول الأخضر، مثل تصنيع الألواح الشمسية وتوربينات الرياح والمحللات الكهربائية المستخدمة فى إنتاج الهيدروجين الأخضر، إلى جانب قطاع المنسوجات والملابس الجاهزة الذى تبدى العديد من الشركات الهندية اهتماماً متزايدًا بالاستثمار فيه، وحث «عبدالعاطى»، الشركات الهندية على الاستثمار فى مصر لتلبية احتياجات السوق المحلية والتصدير إلى الخارج، لا سيما عبر المنطقة الاقتصادية لقناة السويس التى تمنح الشركات العاملة فيها حوافز استثمارية وإعفاءات ضريبية وجمركية متعددة.
وخلال الزيارة الرسمية، سلّم وزير الخارجية، رئيس الوزراء الهندى، ناريندرا مودى، رسالة خطية من الرئيس عبدالفتاح السيسى، تناولت سبل تطوير العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وأعرب وزير الخارجية خلال لقاء مع «مودي»، عن الاعتزاز بالتطور اللافت الذى تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين، والذى تجسد فى تبادل الزيارات رفيعة المستوى، ورفع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، فضلاً عن منح رئيس الجمهورية «قلادة النيل العظمى» لرئيس الوزراء الهندى، تقديرًا لدوره فى تعزيز العلاقات بين البلدين.
وأكد «عبدالعاطى»، التطلع لعقد الدورة الثامنة من اللجنة المصرية-الهندية المشتركة خلال النصف الأول من العام المقبل، والتى تستضيفها القاهرة، بما يسهم فى الارتقاء بمستوى التعاون المشترك فى مختلف المجالات، كما أشاد وزير الخارجية بانطلاق الجولة الأولى من الحوار الاستراتيجى، مؤكدًا الحرص على عقد الحوار بشكل دورى بالتناوب بين البلدين، وأهمية تبادل الرؤى حول سبل تعزيز التعاون الثنائى فى إطار الآلية الجديدة، خاصة فى المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
وأشار «عبدالعاطى» إلى الاهتمام بالتوسع فى التعاون مع الهند فى مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار، والعمل على رفع حجم التبادل التجارى ليصل إلى 12 مليار دولار خلال السنوات ال 5 المقبلة، مستعرضًا الإصلاحات الاقتصادية التى نفذتها الحكومة المصرية خلال السنوات الأخيرة، بما فى ذلك السياسة النقدية ونظام سعر الصرف المرن، والتى ساهمت فى تحسن أداء الاقتصاد ورفع التصنيف الائتمانى لمصر، وتعزيز مناخ الاستثمار.
وشدد «عبدالعاطى» على أهمية تشكيل مجلس رجال أعمال بين البلدين، وإنشاء غرفة تجارة مصرية هندية، فضلًا عن عقد منتدى أعمال خلال زيارة الوزير الهندى إلى مصر خلال الربع الأول من العام المقبل، وذلك فى إطار تنشيط التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى بين مصر والهند.
وتناول اللقاء سبل التعاون فى مجال الربط والممرات التجارية الدولية بمختلف أبعادها السياسية والاقتصادية، لا سيما فى ظل ما تمتلكه مصر من بنية تحتية متقدمة التى تسمح بالربط بين البحر الأحمر والمتوسط، بالإضافة إلى الدور المحورى لقناة السويس، وقدم «عبدالعاطى» التهنئة لرئيس وزراء الهند، بمناسبة قرب توليها رئاسة مجموعة بريكس عام 2026، معربًا عن التطلع لتعزيز التعاون مع دول المجموعة، خاصة فى المجالات الاقتصادية والمالية والنقدية، بما يحقق التنمية والازدهار لشعوب الدول الأعضاء.
وفيما يتعلق بالتطورات الإقليمية فى الشرق الأوسط، استعرض «عبدالعاطى»، مخرجات قمة شرم الشيخ للسلام، والجهود التى بذلتها مصر للتوصل لاتفاق وقف الحرب فى قطاع غزة، بالتعاون مع الولايات المتحدة والشركاء الإقليميين، مشددًا على ضرورة أن يلتزم طرفا الاتفاق بتنفيذه من أجل تثبيت الاتفاق ودعم الاستقرار بالمنطقة، كما تناول فى هذا السياق موقف مصر من الترتيبات الأمنية والحوكمة فى القطاع، ونفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية، ومؤتمر التعافى المبكر وإعادة الإعمار الذى تعتزم مصر استضافته نوفمبر المقبل.
من جهته، طلب رئيس الوزراء الهندى نقل تحياته وتقديره للرئيس السيسى، مؤكدا اعتزاز بلاده بعلاقة الصداقة الوطيدة مع مصر والشراكة الاستراتيجية التى تجمع البلدين، مشيدًا فى الوقت ذاته، بالجهود الحثيثة التى تضطلع بها مصر لدعم السلام والأمن والاستقرار بالشرق الأوسط، وكذا بمخرجات قمة شرم الشيخ للسلام، التى شهدت التوقيع على اتفاق وقف الحرب.