قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير أصدرته اليوم الخميس، إن على الحكومة الصومالية الجديدة أن تتبنى إصلاحات ملموسة من أجل مواجهة العنف الجنسي المتفشي بالبلاد، وأوضحت أنه على مدار العام الماضي تعرضت السيدات والفتيات لمعدلات عالية من الاغتصاب والتجاوزات الجنسية، بما في ذلك من قِبل جنود حكوميين في "مقديشو" العاصمة. وقالت لايزال جيرنهولتز، مديرة قسم حقوق المرأة في هيومن رايتس ووتش: "تعيش الكثيرات من السيدات والفتيات في مقديشو في خوف دائم من الاغتصاب، لم تترجم التزامات الحكومة الصومالية المعلنة إلى حماية أفضل للنساء أو دعم للضحايا منهن". وقابلت هيومن رايتس ووتش - أثناء إعداد التقرير - 72 سيدة في مقديشو تعرضن للاغتصاب، وقد تعرضت بعضهن لاعتداءات من قبل عدة جناة في أكثر من واقعة وقعت جميع الحالات منذ أغسطس 2012، تاريخ تولي الحكومة الاتحادية الصومالية الجديدة للسلطة، وقد وقعت تلك الحوادث في منطقة بنادير، وتشمل مقديشو، وهي منطقة تخضع بالأساس للسيطرة الحكومية، وحيث تم استثمار موارد لتحسين الحالة الأمنية وبناء مؤسسات الحكومة، بما في ذلك القضاء والصحة. قام معتدون مسلحون – بينهم عناصر من قوات الأمن التابعة للدولة، بحسب هيومن رايتس ووتش - بالاعتداء جنسياً على السيدات والفتيات واغتصابهن وإطلاق النار عليهن وطعنهن، وقالت هيومن إنها أبلغت الأممالمتحدة بحوالي 800 حالة من العنف الجنسي في مقديشو وحدها، وذلك على امتداد الشهور الستة الأولى من 2013، رغم أن العدد الفعلي يرجح أن يكون أعلى كثيراً، ولفتت المنظمة إلى أن العديدات من الضحايا لا يبلغن بالاغتصاب والاعتداء الجنسي لأنهن غير واثقات في نظام القضاء، أو لا يعرفن بتوفر خدمات صحية وقضائية، أو لا يمكنهن الوصول إلى تلك الخدمات، ويخشين الانتقام والشعور بالعار. وعندما سألت هيومن رايتس ووتش إحدى الناجيات: "لماذا لم تبلغي عن اغتصابك"، هزّت رأسها وقالت: "الاغتصاب شائع في الصومال، الاغتصاب أمر عادي هنا"، وبحسب اليونيسيف، فإن نحو ثلث ضحايا العنف الجنسي في الصومال من الأطفال تحت سن 18 عاماً.