أفتى الشيخ عبد الرحمن البر مفتي الإخوان بعدم جواز تهنئة المسيحيين في عيد القيامة! وقال البر “,”إن عيد القيامة يخالف عقيدة المسلمين، بأن عيسى (عليه السلام) لم يمت ولم يصلب، لذلك لا نهنئهم بشيء لا نعتقده، أما الأعياد التي لا تصادم عقيدة المسلمين مثل عيد الميلاد فيجوز تهنئتهم بها“,”. اعتبر الأقباط هذه الفتوى تحريضا على الكراهية وخروجا عن أعراف المصريين المستقرة منذ آلاف السنين. وصرح كمال زاخر ل“,”البوابة نيوز“,” منسق جبهة العلمانيين الأقباط ساخرًا من فتوى البر بالقول: هذه فتاوى عقابية وانتخابية لأن البر ذهب في الأعياد السابقة إلى الكاتدرائية، وحضر القداديس فلماذا التلون الآن؟ وأشار زاخر إلى أن الكثيرين من قادة الإخوان مثل الكتاتني والعريان ومرسي ذهبوا للكنيسة، وحضروا القداديس، وهنأوا الأقباط ولكن يبدو أن وراء الأمر أمور سياسية استجدت وتقدم العديد من الفقهاء والعلماء بدحض هذه الفتوى فقهيا مثلما قال للبوابة نيوز الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية: إن كلام “,”البر“,” غير صحيح، ويخالف ما جاء في تعاليم الأديان السماوية، التي تجيز تهنئة الأقباط بعيد القيامة، لأن المسلم يؤمن بجميع الرسل والأنبياء والأقباط هم أهل ذمتنا والرسول (صلى الله عليه وسلم )أوصى بهم خيرا، كما أنهم شركاء الوطن. احتار المصريون مسلمين ومسيحيين من تلون الجماعة ومفتيها .. خاصة بعد أن تقهقر“,”البر“,” للخلف وتراجع ثم كما يقول المثل الشعبي :“,”قعد يكحلها عماها“,”، حيث قال: “,”لا يمكن لأحد أن يزايد عليّ في هذا الموقف الواضح، ولم يحدث والحمد لله في أي من تلك المناسبات أن فعلت شيئا يناقض عقيدتي، كالتهنئة بما يسمى (والكلام للبر) عيد القيامة، فعقيدتنا نحن المسلمين التي لاتحتمل لبسا أن المسيح عليه السلام لم يقتل ولم يصلب.....“,”. الجميع يعلم أن الجماعة وذراعيها السياسية والرئاسية، ومفتيها، لم يكتشفوا رؤية الإسلام للصلب والقيامة الأسبوع الماضي! ترى ماذا وراء هذا التحول في موقف الجماعة تجاه الأقباط والكنيسة الآن؟ لمحاولة الإجابة عن ذلك السؤال لابد من قراءة المشهد الكنسي، ومتغيرات تداعيات الموقف البابوي بعد جريمة الخصوص وكارثة الاعتداء على الكاتدرائية، قبيل تصريحات مفتي الجماعة بيومين فوجئ المراقبون للشأن القبطي بتصريحات للبابا تواضروس لوكالة رويتر(26 أبريل) تمثل تطورا نوعيا في العلاقة بين الكنيسة والدولة ومؤسسة الرئاسة بالقول: “,”إن المسيحيين في مصر يشعرون بالتهميش والتجاهل والإهمال من جانب السلطات التي تقودها جماعة الإخوان المسلمين والتي تقدم تطمينات لكن لم تتخذ إجراءات تذكر لحمايتهم من العنف“,” وعن رد فعل الحكومة على أحداث الخصوص والكاتدرائية قال البابا: “,”فيه تقصير“,”، وانتقد البابا ما كتبه د. عصام الحداد مستشار الرئيس للشئون الخارجية على الفيس بوك واتهامه للأقباط باستخدام العنف في الكاتدرائية، قائلا: “,”هذا الكلام مرفوض 100%، وأضاف: “,”ده كلام محض افتراء، السيد رئيس الجمهورية كلمني في بداية الأحداث يطمئن فقط، وأنا كنت في الإسكندرية، لكن البيان اللي طلع من مكتبه، وهم أنكروه في الرئاسة هذا البيان طلع بالإنجليزي لوزارة الخارجية الأمريكية علشان يبرروا موقفهم ويغطوا، لكن البيان ده كله أكاذيب، لم يذكر الحقيقة“,”. اعتبر المحللون أن تصريحات البابا لرويترز بداية صدام مع الحكم الإخواني، وبالفعل فإن تصريحات البابا حملت تطورا نوعيا، حيث إنه قد أكد منذ تجليسه على أنه لن يتدخل في السياسة، ولكن الاعتداء الأخير على الكاتدرائية ترك جرحا غائرا في الوعي الجمعي القبطي.. خاصة أن مثل هذه الجريمة لم تحدث منذ تأسيس الدولة الحديثة (1805)، وأثار فزع الأوساط القبطية أنه قد سبق ذلك اعتداء على رمز “,”الإسلام المصري الوسطي “,”مشيخة الأزهر صمام الأمن الإسلامي للأقباط بل وترك حصار المحكمة الدستورية والعدوان على القضاء مخاوف مشروعة لدى الأقباط.. وعبر البابا في تصريحاته السابقة عن تلك المخاوف، قائلا: “,”إن القضاء أحد اعمدة المجتمع المصري ويجب عدم المساس به“,”، وتمثل تلك التصريحات خطابا مغايرا للخطاب السابق للبابا، ومن جهة الإخوان المسلمين اعتبروا تلك التصريحات معادية لهم.. خاصة أن تلك التصريحات ارتبطت لدى مشايخ مكتب الإرشاد بزيارة مهمة من رئيس أركان القوات المسلحة السابق الفريق سامي عنان الكاتدرائية للعزاء وما تردد بعدها من أنباء في مواقع التواصل الاجتماعي من رغبات قبطية من ترشح الفريق لانتخابات الرئاسة المبكرة المقبلة! وقبل أن يفوق الإخوان من صدمة التصريحات البابوية لوكالة رويترز فاجأهم تواضروس الثاني بحوار مماثل يحمل بين طياته الغضب القبطي لقناة الحياة (26 أبريل)، قال فيه: “,”إن قبول الكنيسة للحلول العرفية في أزمة الخصوص بسبب غياب القانون، وإننا في مصر نعرف أسباب الأزمات الطائفية ولكن المسئولين يتجاهلون ذلك“,”، مشيرا إلى أن الإهمال المتعمد للحكم الإخواني لمطالب الأقباط.. وفي تطور نوعي آخر حمل أكثر من رسالة لأكثر من جهة وردا على سؤال حول دور القوات المسلحة.. أكد البابا أن القوات المسلحة “,”كان موقفها إيجابيا في المرحلة الانتقالية“,” وحتى بعد أن حاولت المذيعة الربط بين مذبحة ماسبيرو وبين الإجابة السابقة، ولكن البابا رفض الربط بين القوات المسلحة وبين مذبحة ماسبيرو في إشارة واضحة لتجاوز الكنيسة عن ماسبيرو مما اعتبره كثيرون بداية توافق جديد بين الكنيسة والقوات المسلحة، إلا أن تلك الرسالة وصلت للإخوان على أن هناك بروزا لتحالف قبطي عسكري في مواجهتهم. لذلك كلف مكتب الإرشاد مفتي الجماعة عبد الرحمن البر بتوليف الفتوى السابقة التجهيز بعدم تهنئة المسيحيين في أعيادهم كرسالة واضحة المعالم للأقباط: “,”رسائل البابا وصلت وإليكم رسالتنا....“,”.