الشاطر والبلتاجى حرضا على الأقباط بعد أحداث «الاتحادية».. وحجازى وعبد الماجد تعمدا إرهاب المسيحيين قبل 30 يونيو منذ إعلان رئيس المحكمة الدستورية الأسبق، المستشار فاروق سلطان، نتيجة انتخابات الرئاسة بفوز محمد مرسى مرشح الإخوان، بدأت حالة من القلق والتوتر تنتاب عددا كبيرا من المواطنين المسيحيين، خوفا من الإخوان، لكن الجماعة بوصولها إلى الحكم لم تفعل ما يصرف حالة الخوف والقلق، بل زادت بشكل أكبر بعد نحو شهرين من أداء مرسى اليمين الدستورية، مع أحداث دهشور، التى تم فيها تهجير مسيحيى القرية بالكامل.
فى شهر نوفمبر 2011 قام مرسى بإصدار ما سمى «الإعلان الدستورى»، الذى حصَّن فيه قراراته من الطعن أمام القضاء، فخرج المصريون ضد هذا الإعلان، وكانت هناك مظاهرة حاشدة أمام قصر الاتحادية مساء الثلاثاء 4 ديسمبر 2012، قدر عدد المشاركين فيها بنحو 800 ألف متظاهر، وفى اليوم التالى خرجت ميليشيات جماعة الإخوان على المعتصمين أمام باب القصر، ونتج عن ذلك مقتل 9 مواطنين، وخرج بعدها نائب مرشد الجماعة المحبوس حاليا خيرت الشاطر، فى مؤتمر صحفى وقال «إن 80٪ من متظاهرى الاتحادية أقباط»، وكذلك خرج محمد البلتاجى القيادى فى الجماعة وحزبها على منصة رابعة العدوية فى أثناء تظاهرات مضادة لأنصار الجماعة، ليقول إن 60٪ من متظاهرى «الاتحادية» أقباط، فكان هذا بمنزلة تحريض واضح، ضد المواطنين المسيحيين من قبل قيادات الجماعة لشحن المواطنين البسطاء، باعتبار أن الأقباط هم «ضد الشريعة وضد الحكم الإسلامى»، ويضاف ذلك إلى عدم ذهاب مرسى لحضور حفل تنصيب البابا تواضروس يوم الأحد 18 نوفمبر من نفس العام.
لم تنته التصريحات العدائية من قيادات الجماعة وحلفائها عند هذا الحد، فقد أصدر مشايخ من السلفيين فتوى بعدم جواز تهنئة المسيحيين فى أعيادهم، فلم يكن أمام شيخ الأزهر ومفتى الجمهورية إلا الذهاب إلى البابا تواضروس للتهنئة بأنفسهما، بينما أصدر مفتى الجماعة نفسه عبد الرحمن البر الذى ذهب لزيارة البابا شنودة بصحبة مرسى والكتاتنى فى قداس عيد الميلاد فى يناير 2012 بالكاتدرائية، فتوى بعدم جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم، وكانت فى وقت عيد القيامة فى أبريل الماضى حيث قال «إن عيد القيامة يخالف عقيدة المسلمين بأن المسيح عيسى (عليه السلام) لم يمت ولم يصلب، لذلك لا نهنئهم بشىء لا نعتقده، أما الأعياد التى لا تصادم عقيدة المسلمين مثل عيد الميلاد فيجوز تهنئتهم بها».
ومع انتشار حملة تمرد ونشاط أعضائها فى جمع التوقيعات، لسحب الثقة من مرسى وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة ودعواتها المصريين للخروج فى 30 يونيو 2013، خرجت بعض أصوات قيادات الجماعة وحلفائها من الجماعة الإسلامية لتهديد الأقباط والكنيسة بشكل علنى وواضح، عندما قال صفوت حجازى من منصة رابعة «رسالة إلى الكنيسة المصرية، من مصرى مسلم أقول للكنيسة: والله والله لو تآمرتم واتحدتم مع الفلول لإسقاط مرسى سيكون لنا شأن آخر، أعلم أن 60٪ عند الاتحادية نصارى».
وفى لقاء تليفزيونى على إحدى القنوات التابعة لهم قال «اللى هيرش مرسى بالميه هنرشه بالدم»، بينما حذر القيادى بالجماعة الإسلامية عاصم عبد الماجد المواطنين المسيحيين، محذرا إياهم من المشاركة فى 30 يونيو، وأكد تلك التحذيرات أكثر من مرة، رغم أنه تراجع عن الصيغة التحريضية الأولى، فى التصريحات التالية عندما قال إنه «يحذر الأقباط خوفا عليهم من رجال أعمال فاسدين»، فكان رد فعل المواطنين المسيحيين المشاركة بكثافة فى 30 يونيو، إضافة إلى مواقف البابا تواضروس الشجاعة، فهو لم يدع إلى المشاركة، لكنه رفض طلب السفيرة الأمريكية السابقة آن باترسون بمنع الأقباط من المشاركة، وقال لها إنها حرية شخصية، ولا دخل للكنيسة فى ذلك.