ما بين الخوف من المتطرفين الإسلاميين، وثورة الأقباط الغاضبين.. فالرئيس بين نارين.. هل سيذهب إلى الكاتدرائية، ويحضر قداس عيد القيامة، ويستجيب للدعوة الرسمية التى وجهت له من الكاتدرائية، أم سيستجيب لتهديدات بعض الإسلاميين المتطرفين؟! وهل سيخاف من الأقباط الثائرين الذين رفضوا ذهابه إليهم، ودشنوا صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى يخاطبون فيها الآباء بسحب الدعوة التى وجهوها للرئيس، فهل سيذهب الرئيس إلى الكاتدرائية، أم لن يحضر كعادته؟! ∎إلى الآباء الأقباط
دشن النشطاء الأقباط صفحة بعنوان «نطالب آباء الكنيسة بعدم دعوة مرسى وجماعته. إلى الكاتدرائية، والاكتفاء بالصلاة فقط احتراما لدماء شهدائنا»، قالوا فيها: «الشباب المسيحى غاضب غضب لا يوصف ولا داع لاستفزاز مشاعرهم أكثر من ذلك.. هذا العيد للصلاة بدون احتفالات أو استقبالالتهانى».
وأضاف النشطاء فى بيان لهم نشروه على جميع مواقع التواصل الاجتماعى: «منذ أن تولى السيد مرسى وأهله وعشيرته عرش إمارة مصر الإسلامية عانينا من اضطهاد ممنهج منه ومن جماعته تمثل فى ازدياد حالات الاختطاف للبنات القبطيات ومهاجمة الكنائس دون أى رد فعل محترم للدولة».
كما طالبوا آباء الكنيسة وعلى رأسهم البابا تواضروس الثانى، والذى وصفوه بالرجل الذى لا يخاف إلا الله ولا يقبل إلا بالحق، ورجوه أن يحترم مشاعر الأقباط وحالة الغضب العارمة بين صفوف الشباب، واختتموا البيان بقولهم: «جهزوا شبابكم وأبناءكم بشجاعة لقبول الموت شهادة لاسم المسيح».
∎تهديد الإسلاميين
من ناحية أخرى هدد بعض الإسلاميين بالتصعيد ضد الرئيس مرسى فى حالة ذهابه للكاتدرائية، فقد أكد الدكتور عبدالرحمن البر، مفتى جماعة الإخوان المسلمين، وعضو مكتب إرشاد الجماعة، أنه لا يجوز شرعاً تهنئة الأقباط بالمناسبات الدينية المخالفة لعقائدنا.. وقال مفتى الجماعة: من الممكن أن تتم تهنئتهم فى المناسبات العامة، لكن فى الأمور الدينية لا يجوز شرعا، كما أن تهنئتهم تعتبر شعيرة دينية خاصة بهم، فما دخلنا نحن كمسلمين بها.. كما طالب الدكتور خالد سعيد المتحدث الرسمى باسم الجبهة السلفية الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية باستفتاء هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
وقال للرئيس: إن الثابت فى عقيدة أهل السنة أن الذهاب للكنائس «غير محرم»، مؤكداً أنه لا يجوز لمسلم المشاركة فى تهنئة غير المسلمين فى أعيادهم الدينية أو حضور القداس الذى يقام داخل الكنائس لما يحدث فيه من أمور «شركية تخالف عقيدة المسلمين».
∎ يقتل القتيل
تقول سوزى عادل - أحد المدشنين للصفحة الرافضة للزيارة: لا يشرفنا حضور هؤلاء الناس، فهم قتلة سافكون لدماء الأقباط، ومستبيحون لها، فكيف يقتلون القتيل ويمشون فى جنازته، فلا للمرشد ولا لمرسى، ولا للإخوان.. وأنا أستغرب وأستعجب دعوة الآباء فى الكنيسة لسافكى دماء الأقباط فى كل مكان على أرض مصر، وأناشدهم أن يمنعوا كارثة محققه وكبيرة للغاية، وهى دخول الكاتدرائية للمحرضين على قتل أولادهم، فعليهم أن يمنعوا هذه الكارثة الكبرى قبل فوات الأوان من أجل المسيح.
∎ رافضون
ويعلق على ذلك الموضوع الناشط القبطى رامى كامل - عضو اتحاد شباب ماسبيرو: أرفض تماما حضور الرئيس مرسى أو أحد من جماعته، فقداس العيد مناسبة دينية مختصة بالأقباط فقط، ومرفوض تماما استخدامها فى السياسة وألعابها.. والشىء الأهم هو مراعاة شعور الأقباط أهالى المصابين والشهداء فى الأحداث الأخيرة، وما قبلها.
∎نحن الأفضل
أما بولس زكى - الناشط القبطى- فكان له رأى آخر، يقول عنه: يجب أن نكون نحن الأفضل دائما، أليست تعاليم المسيح تقول: إننا لا يجب أن نرفض أى شخص يريد أن يدخل الكنيسة حتى لو كانوا قتلة.
والإنجيل يقول: إذا ضربك أحد على خدك الأيمن.. أدر له خدك الأيسر.
كما أننى أرى أن دعوة البابا لمرسى إحراج سياسى، فهو يعرف أن مرسى لن يحضر احتفالات عيد القيامة.