يخرج كل صباح ليشترى قفصًا أو اثنين من التين الشوكي، ثم يفرزهما على عربته البسيطة، المحملة بفاكهة الفقراء، ويختار مكانا ليقف فيه بحثًا عن رزقه، وبملامحه الطيبة والبسيطة والمُبتسمة دائمًا، يجلس عم إبراهيم الصعيدى الذى تخطى الستين في الشارع ليبيع التين الشوكى للمارة، ورغم أن هذه المهنة تبدو في غاية البساطة فإنها تُمثل كل شيء بالنسبة له ويرفض التخلى عنها. يقول عم إبراهيم في حديثه ل«البوابة نيوز»: إن فاكهة التين الشوكى هى فاكهة الفقراء، وهو يحبها ويحب العمل بها، وهى حرفة لا يستطيع الجميع العمل بها لأن التين الشوكي له طريقة تقشير معينة، ففى البداية يرش عليه بعض الماء من أجل تقليل الشوك ثم يقوم بتقشيره للزبائن حيث يطلب معظم الناس ثمرة أو ثمرتين. ويقول عم إبراهيم إنه يعمل في هذه المهنة منذ 45 عامًا ولا يستطيع العمل بمهنة غيرها حتى أصبحت تمثل له كل شيء، وأن أبناءه متيسرين ماديًا ودائمًا ما كانوا يطلبون منه التوقف عن النزول إلى الشارع والعمل من أجل إراحته ولكنه رفض ذلك تماما وقال إنه إن لم يذهب إلى عمله في يوم ما يشعر أن يومه ينقصه شيء ما. وعن قشر التين الشوكى يقول إنه دائمًا ما يتخلص منه في القمامة، ولا يقوم ببيعه، حيث يقوم بعض البائعين ببيعه لاستخدامه في أغراض علاجية أو كغذاء للطيور.