"بتعرف عالناس وبتعلم الصبر وأنا ببيع التين الشوكي".. بتلك الكلمات بدأ "حسام" طالب من أسيوط بالصف الثالث الثانوي بالشعبة الأدبية، حديثه معنا عن بيع التين الشوكي في شوارع الدقي. "حسام" أكد أنه يأتي كل صيف للقاهرة ليتربح من التين الشوكي، ذلك النبات القاسي الذي يعد مكسًبا له وبهجة لعابري الطريق من متعسري الحال، وكذلك يعلمه مهارات الحياة والصبر كما قال. أما أحمد فيعد نفسه من المحظوظين القلائل الذين يعملون في مجال دراستهم، فهو في الصف الأول في التعليم الثانوي الزراعي، ويعمل في التين الشوكي وعندما ينتهي موسمه يبدأ في موسم الحرنكش والذرة ليكسب قوت يومه من مسليات الغلابة، ويرسل لأهله في الصعيد ما يجنيه من بضعة جنيهات. أما الحاج سلامة الصاوي "المعلم الكبير" كما يطلق عليه بائعو التين الشوكي، هو الذي يأتي بالتين من "غيطان البحيرة"، من مزارع البستان والتحرير. ولا يقتصر عمل المعلم الصاوي على أنه المورد الأكبر للتين الشوكي فحسب، بل يعد هو المالك لمعظم عربات التين الشوكي في القاهرة، فالحاج الصاوي و"رجب تيتو" هما أصحاب عربات التين، يوزعونها مجانا على من يريد ضامنين أن من أخذ عربة سيشتري التين ممن منحها إياه في موسم التين، ليسلمها مع انتهاء الموسم. ولا يقتصر بيزنس التين على البائعين والتجار فحسب، بل يعد "عاطف فريد" ممن يسترزقون منه أيضا، فهو يجعل عربته رهن تجار التين في موسمه، فالحاج عاطف هو من ينقل التين من أرضه الرملية يوميا إلى التجار في القاهرة، لنقل ما يعادل 120 صندوقا وبالصندوق ما يقارب ثمانين ثمرة تين، أي ما يقارب عشرة آلاف حبة تين يوميًا. وعن سعر التين الشوكي، فيتباين السعر حسب المنطقة التي يُباع فيها، فليس للبائع أو منتجه دخل في تحديد سعره بقدر المنطقة التي يُباع فيها التين، فعادةً تباع الثمرة بجنيه واحد، أما إذا كان البائع في مكان راقٍ وزبائنه "متريشين" على حد قول أحد الباعة، فيرتفع سعر الثمرة لتصل لجنيهين أو جنيهين ونصف الجنيه. أما في الأماكن الشعبية، فيصل سعر الثمرة جنيها واحدا، ليكون التين الشوكي فاكهة الفقراء و"آيس كريم الغلابة".