بسبب سوء الأحوال الجوية.. تعطيل العمل والامتحانات بجامعة جنوب الوادي    محمد جبران رئيسًا ل«المجلس المركزي» لنقابات العمال العرب    بالصور.. رفع المخلفات والقمامة بعدد من شوارع العمرانية    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية التعاملات السبت 27 إبريل 2024    رغم قرارات حكومة الانقلاب.. أسعار السلع تواصل ارتفاعها في الأسواق    شهداء وجرحى جراء قصف طائرات الاحتلال منزل في مخيم النصيرات وسط غزة    الرجوب يطالب مصر بالدعوة لإجراء حوار فلسطيني بين حماس وفتح    قطر تصدر تنبيها عاجلا للقطريين الراغبين في دخول مصر    "أسوشيتدبرس": أبرز الجامعات الأمريكية المشاركة في الاحتجاجات ضد حرب غزة    الأهلي يكرر إنجاز ريال مدريد التاريخي بعد تأهله إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا    موعد مباراة الأهلي والترجي التونسي في نهائي دوري أبطال أفريقيا    أرقام مميزة للأهلي بعد تأهله لنهائي دوري أبطال أفريقيا    علي فرج يهزم مصطفى عسل ويتوج بلقب بطولة الجونة الدولية للإسكواش    نهائي دوري أبطال أفريقيا.. تعرف على موعد مباراة الأهلى والترجي    رد حاسم من وائل جمعة على مقارنة كولر بجوزية    السيطرة على حريق في جرن قمح بقنا    %90 من الإنترنت بالعالم.. مفاجأة عن «الدارك ويب» المتهم في قضية طفل شبرا الخيمة (فيديو)    عاصفة ترابية وأمطار رعدية.. بيان مهم بشأن الطقس اليوم السبت: «توخوا الحذر»    علي الطيب: مسلسل مليحة أحدث حالة من القلق في إسرائيل    استئصال ورم سرطاني لمصابين من غزة بمستشفى سيدي غازي بكفر الشيخ    أوكرانيا: تسجيل 79 اشتباكا قتاليا على الخطوط الأمامية للجبهة مع الجيش الروسي    بمشاركة مصطفى محمد، نانت يتعادل أمام مونبلييه بالدوري الفرنسي    جهاز منتخب مصر بقيادة التوأم في مباراة الأهلي ومازيمبي    قلاش عن ورقة الدكتور غنيم: خلاصة فكره وحرية الرأي والتعبير هي درة العقد    تعرف علي موعد صرف راتب حساب المواطن لشهر مايو 1445    "مخاطر الهجرة غير الشرعية ودور الجامعة في الحد منها" ندوة آداب الوادي الجديد    محافظ القاهرة: حملة لرفع الإشغالات وإعادة الانضباط بشبرا    بلاغ يصل للشرطة الأمريكية بوجود كائن فضائي بأحد المنازل    حظك اليوم برج العقرب السبت 27-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    تهاني شم النسيم 2024: إبداع في التعبير عن المحبة والفرح    محمد التاجي: فاتن حمامة فضلت محافظة على وزنها 48 كيلو وهذا ما ورثته من عبد الوارث عسر (فيديو)    ناهد السباعي تحتفل بعيد ميلاد والدتها الراحلة    أول تعليق من تامر حسني عن مشاركته في احتفالية ذكرى تحرير سيناء    سميرة أحمد: رشحوني قبل سهير البابلي لمدرسة المشاغبين    أخبار الفن| تامر حسني يعتذر ل بدرية طلبة.. انهيار ميار الببلاوي    البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة "باتريوت" متاحة الآن لتسليمها إلى أوكرانيا    أعراض وعلامات ارتجاج المخ، ومتى يجب زيارة الطبيب؟    ذوي الهمم والعمالة غير المنتظمة وحماية الأطفال، وزارة العمل تفتح الملفات الصعبة    أسعار النفط ترتفع عند التسوية وتنهي سلسلة خسائر استمرت أسبوعين    الصحة تكشف خطة تطوير مستشفيات محافظة البحيرة    كرم جبر : الرئيس السيسي رفض الرد على نتنياهو أكثر من مرة    برلماني: استرداد سيناء ملحمة وطنية تتناقلها الأجيال    محافظ القاهرة: تطبيق المواعيد الصيفية لفتح وغلق المحال بكل حزم    الزراعة: إصلاح الفدان الواحد يكلف الدولة 300 ألف جنيه    فصل طالبة مريضة بالسرطان| أول تعليق من جامعة حلوان.. القصة الكاملة    العمل في أسبوع.. حملات لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية.. والإعداد لإطلاق الاستراتيجية الوطنية للتشغيل    الكشف الطبي بالمجان على 1058 مواطنا في دمياط    أحمد فايق يقدم نصائح لطلاب الثانوية العامة عبر «مصر تستطيع»: «نجتهد دون قلق»    شركة GSK تطرح لقاح «شينجريكس» للوقاية من الإصابة بالحزام الناري    "ذكرها صراحة أكثر من 30 مرة".. المفتي يتحدث عن تشريف مصر في القرآن (فيديو)    مصرع طفل سقط في مصرف زراعي بالفيوم    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    «أرض الفيروز» تستقبل قافلة دعوية مشتركة من «الأزهر والأوقاف والإفتاء»    إقبال كثيف على انتخابات أطباء الأسنان في الشرقية (صور)    بعد حادث شبرا الخيمة.. كيف أصبح الدارك ويب السوق المفتوح لأبشع الجرائم؟    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء نصر موسى: سيناء تحولت من أرض "الفيروز" إلى أرض الدم والنار
نشر في البوابة يوم 25 - 04 - 2013

اللواء طيار أركان حرب نصر موسى، رئيس شعبة التسليح السابق:
سيناء تحولت من “,”أرض “,”الفيروز“,” إلى “,”أرض الدم والنار “,”
- مرسي عزل سيناء عن الجسد المصري وتركها لإرهابيي تنظيم القاعدة.
- مخطط إسرائيلي لزعزعة الاستقرار الأمني للمنطقة “,”ج“,” لدعوة العالم للتدخل وفرض السيطرة على سيناء.
- شعب مصر لن يسمح بأخونة قواته المسلحة.. والجماعة تحتاج إلى 20 عامًا لتحويله لجيش تابع.
- أسقطت طائرتي “,”فانتوم“,” بطريقة جعلتها مسجلة باسمي في المراجع الأمريكية والإسرائيلية.
حوار: محمد عبد السلام
أكد اللواء طيار أركان حرب نصر موسى، رئيس شعبة التسليح السابق، على أن سيناء تحولت من “,”أرض الفيروز“,” إلى أرض “,”النار والدم“,”، مشيرًا إلى وجود مخطط إسرائيلي لزعزعة الاستقرار الأمني للمنطقة “,”ج“,”؛ لدعوة العالم للتدخل وفرض السيطرة على سيناء.
وقال اللواء نصر موسى -في حوار خاص مع “,”البوابة نيوز“,”- إن “,”مرسي“,” عزل سيناء عن الجسد المصري، وتركها لإرهابيي تنظيم القاعدة، وأن الموساد الإسرائيلي يحلم بتوطين أكثر من 1.8 مليون من أهل غزة في سيناء، مبينًا أن الرئيس السادات وضع خطة طموحة لتوطين 2 مليون مصري، ولكنها تحولت مع مر السنين إلى “,”حبر على ورق“,”.
وإلى نص الحوار
§ في البداية.. ونحن نحتفل بعيد تحرير سيناء، كيف ترى الوضع في أرض الفيروز؟ وهل تعتقد أننا استطعنا أن نحافظ عليها طوال هذه السنوات؟
((Img1)) في الحقيقة، ونحن نراقب ما يحدث في سيناء، نجد أننا أجرمنا كثيرًا في حقها، بل ووصلنا إلى حد أننا ضيعنا دماء اكثر من 100 الف شهيد مصري ضحوا بدمائهم من اجل ارض الفيروز، واذا كانت سيناء شبة جزيرة تعاني من مشاكل أمنية قبل ثورة يناير، فإنها الآن أصبحت دويلة منعزلة، وكأنها لا تنتمي للشعب لمصر.
§ في رأيك ما هي الأسباب التي أدت إلى ذلك؟
- هناك أخطاء كثيرة ارتكبت في حق سيناء، لكن الأهم هو الإهمال الواضح الذي تعرضت له بعد الثورة، فمؤسسة الرئاسة وجماعة الإخوان المسلمين حولوا سيناء إلى مرتع للجماعات الإرهابية وتنظيم القاعدة، فتحولت من أرض الفيروز إلى أرض النار والدم.
§ في كل ذكري واحتفال لسيناء نطالب بضرورة تعميرها والاهتمام بها، في رأيك لماذا أهملنا سيناء وتجاهلناها كل هذه السنوات؟
- بعد تحرير سيناء من العدو الصهيوني وضع الرئيس الراحل محمد أنور السادات خطة طموحة لنقل أكثر من 2 مليون مصري، ولكن للأسف تم إهماله وتجاهله حتى اليوم، وتحول هذا المشروع الطموح من مطلب شرعي إلى مجرد “,”حبر على ورق“,”، على الرغم من أن البشر هم خط الدفاع الأول.
§ ومن له مصلحة في عدم خروج مشروع توطين المصريين في سيناء؟
- بالطبع العدو الصهيوني ومن يسانده هنا في مصر، فإسرائيل لها هدف من سيناء لم تتنازل عنه بسهولة، فهي تحلم بتوطين “,”الغزاوية“,”، أهل غزة، الذين تخطوا 1.8 مليون نسمة إلى سيناء، وهذا الهدف تسير معه مخططات شيطانية من خلال أنفاق رفح التي يتم استخدامها في تهريب السلاح من شمال السودان إلى سيناء ومنها إلى غزة.
§ معنى هذا أن هناك مخططًا لخلخلة الاستقرار الأمني في سيناء واتخاذ ذلك ذريعة للتدخل...؟
( مقاطعًا): ليس سيناء كلها، ولكن المنطقة “,”ج“,” الملاصقة للحدود الإسرائيلية حتى مدينة شرم الشيخ، فبمجرد أن تزداد المشاكل في تلك المنطقة ستقوم إسرائيل بتقديم شكوى إلى المجتمع الدولي تدعي فيها أن عمقها الإستراتيجي يتعرض لإرهاب تنظيمات تستوطن سيناء.
§ في ظل محاولات الجماعة لأخونة كل مؤسسات الدولة، هل تعتقد أن الجيش المصري يمكن أن يتعرض لتلك الأخونة، أم أن له حصانة يمكنه أن يصمد أمام تلك المخططات؟
- ما يميز الجيش المصري أن أكثر من 95% من رجالة يشكلون كل العائلات المصرية، وهذا يؤكد على أن جيش مصر ملك لكل الشعب المصري، والشعب المصري لن يسمح بأخونة جيشه، فجيش مصر منذ فجر التاريخ وهو جيش وطني، ولم يكن في يوم من الأيام جيشًا تابعًا لفصيل سياسي.
§ ولكن هناك محاولات بالفعل..
- هذا يمكن أن يحدث مع الزمن بالطبع.. فإذا دخل طالب من فصيل محدد اليوم للقوات المسلحة فسيحتاج إلى 20 عامًا ليصبح ذا تأثير وقيادة في الجيش، وهذا يعني أن الجماعة ستحتاج إلى سنوات طويلة ليحولوا الجيش إلى مجرد تابع لها.
§ في ظل ما يحدث في الساحة المصرية من أزمات سياسية واحتقان واشتباكات في الشارع يطالب البعض بعودة الجيش المصري إلى الشارع من جديد، فهل تعتقد أنه آن الأوان لنزول الجيش؟
- الجيش المصري لن يعود إلى الشارع مرة ثانية؛ لأنه يحمي الشرعية الدستورية، ولكنه سيكون مضطرًّا للنزول في حالة وجود خطر، وللأسف الشديد الوضع العام في مصر يؤكد على وجود خطورة قد تضر بالأمن القومي، فالقيادة السياسية للأسف تشارك في هذا الانهيار، فإذا كان “,”مبارك“,” يتأخر أسبوعًا في اتخاذ القرار “,”فمرسي“,” يتأخر شهرًا كاملاً.
§ نعود إلى ذكرى تحرير سيناء، متى بدأت قصتك مع الطيران الحربي، وكيف ارتبط ذلك بالصراع مع إسرائيل؟
أنا من أبناء السويس الذين شاهدوا الهجمات الإسرائيلية على مدن القناة، وتعرضت مدينتي للقصف الجوي الإسرائيلي المتكرر بعد النكسة، فاضطررت للهجرة مع أسرتي إلى القاهرة مع أوامر التهجير الإجبارية التي أصدرها الرئيس عبد الناصر لكل سكان مدن القناة، وأكملت دراستي في السنه الثالثة الثانوية بالقاهرة، وعند خروجي أقسمت بأن أعود إلى مدينتي مقاتلاً من الطراز الأول، وفي شهر أكتوبر 1968 طلبت الكليات العسكرية دفعة جديدة من شباب مصر ليساهموا في إعادة بناء القوات المسلحة بعد هزيمتها في يونيو، وكانت هذه هي نقطة التحول والسبب الرئيسي لتقدمي لكلية عسكرية، وكنت أتمنى الانضمام إلى القوات البحرية؛ لأني كنت أريد الدفاع عن محافظة السويس، فأكملت جميع مراحل الاختبارات بنجاح حتى الوصول إلى كشف الهيئة الذي كان يمثل الاختبار الأخير، ولكنني في المرحلة الأخيرة غيرت رأيي والتحقت بالقوات الجوية.
§ وكيف كانت بدايتك في الكلية الجوية؟
- تقصد “,”عش النسور“,”.. كانت البداية ككل فترات المستجدين، فيها يتم تحويل الطالب من الحياه المدنية إلى العسكرية خلال 45 يومًا، وتكون تلك الفترة مجمعة لكل الطلبة في كل الكليات العسكرية المتخصصة، وبعدها يتم توزيعهم على عدة مطارات، وكان مطار المنيا من نصيبي، وبعد فترة تم انتقاء طلبة ممن يجيدون اللغة الإنجليزية للتدريب مع مدرس طيران هندي، في تلك الفترة كان هناك دعم للمدرسين من الهند لسد النقص في المدرسين المصريين، وكان يتم تدريب الطيارين على طائرة التدريب الأساسية، ثم الطيران منفردًا على تلك الطائرة المخصصة للتدريب الابتدائي، حتى جاءت بعثتي.
§ إلى أين؟
إلى الاتحاد السوفيتي بالطبع.. فقد تم اختيار 20 طالبًا، كنت أحدهم، للسفر إلى الاتحاد السوفيتي؛ ليتم إعدادهم كطياري مقاتلات رغم أن عمري لم يتجاوز بعد 18 عامًا، وللأسف لم يكن أحسن تأهيل يتجاوز ساعات طيرانه 32 ساعة طيران، وهو رقم يكاد لا يمثل أي شيء في عالم الطيران؛ لهذا طلب منا قائد القوات الجوية قبل سفرنا إلى الاتحاد السوفيتي ضرورة عودتنا بالعلم والخبرة اللازمة للقتال، وشدد على أهميه التركيز في التحصيل العلمي وعلوم الطيران، لضيق الوقت، على أهميه التدريب على الطائرات ذات السرعات العالية مثل السوخوي 7 والميج 21، والتي تمثل أحدث ما في الترسانة السوفيتية في ذلك الوقت، وقد كنت أفضل السوخوي، ولكن القيادة في مصر كانت تعد هؤلاء ال20 طيارًا الذين سافروا للاتحاد السوفيتي لكي يصبحوا طياري ميج 21.
§ وماذا عن طبيعة الدراسة في الاتحاد السوفيتي؟
- كانت الدراسة دقيقه ومركزة جدًّا، من خلال دراسة الطائرة وأدق تفاصيلها، سواء كان ميكانيكا الطائرة أو نظريات الطيران والإيروديناميكس، فقد تعلمنا دراسة الطائرة قطعة قطعة، بداية من المحرك والأجزاء الثابتة والمتحركة بالطائرة لدرجة جعلتنا نحفظ وظيفه كل قطعه مهما كانت صغيرة بالطائرة.
§ وهذا الأسلوب الجديد أفادك؟
- بالطبع.. هذا الأسلوب أفادنا جميعًا في التحول إلى الطائرات الأمريكية في بداية الثمانينيات، وكنت بفضلها من أوائل من عادوا بطائرات الإف 16 من أمريكا إلى مصر.
§ من هنا جاءت شهرتك العالمية في مجال الطيران الحربي؟
- ليست شهرة كما يعتقد البعض، ولكنها طريقة قتال أمتاز بها، فأثناء حرب أكتوبر قاتلت طائرتين إسرائيليتين بطريقة جعلتها مسجلة باسمي في المراجع الأمريكية والإسرائيلية.
§ هذا بفضل المعلمين الروس.. ماذا إذن عن معلميك المصريين؟
قدراتي القتالية اكتسبتها من أساتذتي المصريين، فما تعلمته في روسيا شيء، وما تعلمته في مصر على يد الطيارين الأقدم مني شيء آخر، وعلى الأخص على يد اللواء طيار سمير عزيز ميخائيل، صحيح أنني عدت من روسيا طيارًا يقود طائرة “,”ميج 21“,”، ولكنني لم أكن طيارًا مقاتلاً وقتها، وفي مصر تعلمت على يد سمير عزيز وآخرين كيفيه القتال الجوي، وكيفيه جعل تلك الأسطوانة الحديدية أداة قتل رهيبة، فتحولت على يد أساتذتي المصريين في السرب 46 من قتال إلى قاتل.
§ تقصد محارب؟
- بل اقصد قاتل.. فالقتال الجوي كما علموني هو الدخول في المعركة “,”يا قاتل يا مقتول“,”، وأنا لا أنسى أبدًا أن أستاذي سمير عزيز ميخائل قد أنقذني من الموت أثناء إحدى المعارك بسبب اندفاعي، وبعد انتهاء المعركة عنفني وقال لي: “,”بص وراك قبل ما تضرب الطيارة اللي قدامك“,”.
§ كيف انضممت إلى السرب 46 مقاتلات؟
- بعد 21 شهرًا من الدراسة بالاتحاد السوفيتي، وتحديدًا في نوفمبر 1970، عدت إلى مصر، وتخرجت في الدفعة 25 طيران برتبة الملازم تحت الاختبار، وتم توزيعي على التشكيلات الجوية المختلفة، كان نصيبي الانضمام إلى السرب 46 قتال من اللواء 104 الجوي الذي كان يطلق عليه لواء المنصورة، وكان معي عدد من دفعتي، منهم عبد المنعم همام وأسامة حفني وماهر بشاي عبد المسيح ومحمد سليمان متولي ومحمد أحمد عرفة.
§ في قاعدة المنصورة كانت بدايتك كمقاتل جوي؟
- لم يبدأ السرب 46 قتال في المنصورة في بادئ الأمر، ولكنه تمركز بقاعدة أنشاص قبل أن يعود إلى قاعدة المنصورة، وكان قائد السرب المقدم طيار سمير عبد الله، وقائد ثان السرب النقيب سمير عزيز، وكان الالتزام والانضباط هما السمه الأساسية بالسرب، والتركيز على أن يتم إعداد الطيارين لكي يصبحوا مقاتلين بالقوات الجوية، فكما قلت تعلمنا الطيران في الاتحاد السوفيتي ولم نتعلم شيئًا عن القتال الجوي، وهذا كان دور قادتنا والطيارين القدامى بالسرب، فالطيران بالطائرة شيء، والطيران بها في معركه جوية شيء آخر، وكنت في هذه الفترة ضمن تشكيل رباعي بقيادة النقيب سمير عزيز، الذي غرز فينا الثقة بالنفس والقتال بشراسة.
§ ومتى انتقلتم إلى المنصورة؟
- انتقل السرب إلى قاعدة المنصورة عام 1971، وفي عام 1972 سافر عدد من قادة الأسراب إلى سوريا لكي يتم تدريبهم مع طيارين باكستانيين على مناورة جديدة عرفت فيما بعد بما يسمى مناورة سرعة الصفر، وبعدها سافر باقي الطيارين القدامى إلى ليبيا أيضًا لتعلم تلك التكتيكات من خلال طيارين من باكستان ممن تعلموا الأسلوب والتكتيك الأمريكي، فعادوا إلى مصر بخبرات كبيرة جدًّا، فقد كان قبل ذلك السرعات لا تقل عن 400 : 500 كم/س، حسب التعليمات الروسية في الاشتباكات الجوية.
§ طوال فترات التدريب.. هل كنت تشعر أن الدور الأكبر سيكون للسلاح الجوي؟
- جميع أسلحة القوات المسلحة لها دور كبير في الحرب.
§ ولكن الدفاع الجوي درع لسماء البلاد.
- معك حق في ذلك.. والحقيقة بالفعل أننا كنا ندرك حجم المهمة الملقاة على عاتقنا، وأحسسنا بقرب القتال، ففي بادئ الأمر قاموا بترقيتنا في يوليو 1973 إلى رتبة نقيب أنا ودفعتي، وهى ترقية قبل موعدها بعامين كاملين، وكان ذلك من الأشياء الغريبة، كما أن قادتنا كثيرًا ما كانوا يجمعوننا ليقولوا لنا “,”أنتم وقود الحرب القادمة“,”، كل هذا والتدريب يزداد حدة من حيث الكثافة والتركيز على اللياقة البدنية والمستوى الصحي والغذائي للطيار، وتم إعادة تمركز بعض الأسراب بين المنصورة والأقصر، وأصبحت الحالة تنذر بشيء ما في الأفق لم يكن واضحًا، وكان انطباع الطيارين بأن الوضع يدل على شيء ما سيحدث قريبًا جدًّا.
§ وماذا عن عشية يوم الحرب؟ كيف كان يوم 5 أكتوبر؟
- في مساء 5 أكتوبر اجتمع بنا العقيد أحمد عبد الرحمن نصر، قائد اللواء الجوي 104 جوي، وأبلغنا أن غدًا السادس من أكتوبر هو موعد الحرب، ولكنه لم يبلغنا بساعة التنفيذ.
§ وما هي المهام المحددة للسرب 46 مقاتلات؟
سرب 46 مقاتلات سرب قتال جوي ليلي، أي أن مهامه في الدفاع عن الطائرات المغيرة ليلاً، ولم يكن من مهام السرب ضرب أهداف أرضية أو حماية القاذفات، ولكن للاعتراض والاشتباك مع المقاتلات المعادية إذا حاولت اختراق المجال الجوي المصري ليلاً.
§ كيف كان شعور الطيارين بعد نجاح الضربة الأولى؟
- بمجرد أن علمنا أن نتيجة الضربة الجوية الأولى تعدت نسبه نجاحها 95% أحسسنا بحماس شديد، بل إن هذا الحماس وصل إلى الفنيين الذين يعملون على الطائرات، ويكفي أن الفنيين حطموا الزمن اللازم لإعادة تزويد الطائرة بالوقود والذخيرة إلى مستويات غير مسبوقة، فقد كانوا يحملون الصواريخ التي يتم تركيبها على الطائرات بأيديهم دون الانتظار للرافعة الميكانيكية المخصصة لذلك.
§ ومتى بدأ دورك في الحرب؟
- صباح 7 أكتوبر، تعرضت قاعدة المنصورة لهجوم شديد من طائرات الفانتوم الإسرائيلية، وحاولوا تدمير ممر المطار وطائراته، فقد تخيلوا أنهم يستطيعون تدمير طائراتنا وهي جاثمه بأرض المطار، على غرار ما حدث في الضربة الجوية الإسرائيلية في 67، ولكنهم فشلوا؛ لأن طائراتنا كانت في سماء المعركة تعترضهم وتمنعهم من تنفيذ مهامهم، ومن يشاهد الطائرات الإسرائيلية في بداية حرب أكتوبر سيجد أنهم كانوا يتحركون بذعر، حتى أن قنابلهم كانت توجه بدون دقه فطاشت.
§ وماذا فعلتم بعد أن فشلوا في تدمير مطار المنصورة؟
- بمجرد فرارهم انطلقت بتشكيل بقيادة مجدي كمال قائد السرب، وهناك شاهدت طائرات إسرائيلية من طراز سكاي هوك، فحاولت الاتجاه إليها لإسقاطها، ولكن المسافة بيننا كانت كبيرة وزاوية الدخول في المعركة كانت صغيرة، فلم أستطع الاقتراب منها لمسافة تسمح بإسقاط أي منها، وكانت هذه أول مرة أشاهد طائرة إسرائيلية في الجو.
§ الأمر اختلف بالنسبة للسرب يومي 8 و 9 و 10 أكتوبر؟
- هذا صحيح.. في الثامن من أكتوبر فوجئنا بإسقاط طائرة سمير عزيز فوق بورسعيد، يومها بكيت لأول مرة في حياتي على أستاذي وقائدي، فلم نكن نتخيل أن هذا الرجل يمكن إسقاطه أبدًا، فقد رفض ترك المعركة وترك طياريه بمفردهم في الجو، فطاردته طائرتا ميراج حتى أسقطا طائرته، وفي المساء وجدنا سيارة إسعاف تدخل المطار حامله سمير عزيز وهو في طريقه إلى المستشفى في القاهرة، ورغم إصابته في العمود الفقري رفض أن يتجه للمستشفى قبل أن يعطي بعض نصائحه لنا.
§ ماذا قال لكم؟
- قال لنا نصيحتين: “,”لا تضرب طائرة إلا قبل أن تتأكد من عدم وجود طائرات خلفك“,”، و“,”الطائرات الإسرائيلية لا تدخل معركه إلا لو كانت متفوقه في العدد“,”.
§ اليوم الثاني لسقوط قائدك شاركت في أول معركة في سماء المنصورة.. كيف كانت هذه المعركة؟
كانت كالزلزال.. فقد فوجئنا بهجوم 16 طائرة فانتوم على قاعدة المنصورة للمرة الثانية منذ بدء الحرب، هذه المعركة تحديدًا ذكرتني بما كان يحدث لمدينة السويس بعد حرب يونيو 67، فقد كنت أرى الفانتوم تقوم بالهجوم الغاطس على المطار بدون رادع، فخرجت من الاستراحة مندفعًا محتميًا بدشم الطائرات، ولحق بي النقيب طيار محمد سليمان، إلى أن انتهى الهجوم بعد أكثر من 10 دقائق، فبدأ الزملاء يجتمعون ويطمئنون على بعضهم البعض، وكان النقيب طيار مدحت عرفة يقود سيارة جيب أثناء الضرب بالمطار فانقلبت سيارته وكسر كتفه، ولكنه أصر على الاستمرار بالطيران بعد ذلك، كما استطاعت طائرات الفانتوم أن تصيب الممر بشكل بالغ، أدى إلى توقف المطار يوم 9 حتى صباح 10 أكتوبر، وجاء طلبة المدارس والجامعات لإزاله الأتربة من على الممرات بالتعاون مع مهندسي القاعدة في حماس ووطنية، بلا أي خوف من القنابل الزمنية أو الموت المدفون تحت الرمال، في ملحمة قلما تراها الآن؛ لكي تعود قاعدة المنصورة من جديد للعمل.
§ وبعد أن عادت إليه الحياة؟
- مر 11 أكتوبر بلا اشتباكات جوية، وفي 12 أكتوبر كنت في السماء في تشكيل جوي تعزيزًا لاشتباك في أي لحظة، وشاهدت بالفعل الطائرات المعادية، ولكن كان الدخول في اتجاه خاطئ لا يسمح بالتمكن من ضرب تلك الطائرات، ومرة أخرى لم تسنح لي الفرصة لضرب إحداها.
§ الفرصة جاءت 14 أكتوبر حين بدأت فيها أحد أكبر المعارك الجوية التاريخ....
- ( مقاطعًا): لم تكن معركة حربية، بل سيمفونية جميلة.. فقد حاولت القوات الجوية الإسرائيلية تدمير قواعد الطائرات الكبيرة بدلتا النيل في كل من طنطا والمنصورة والصالحية ؛ لكي تحصل على التفوق في المجال الجوي؛ مما يمكنها من التغلب على القوات الأرضية المصرية، ولكن تصدت لها الطائرات المصرية، وكانت أكبر تصدٍّ لها في يوم 14 أكتوبر بمدينة المنصورة في أكبر معركة جوية بعد الحرب العالمية الثانية ، ويكفي أننا اتخذنا من هذا اليوم العيد السنوي للقوات الجوية المصرية ، وفي المقابل أصبح أسوأ يوم في تاريخ القوات الجوية الإسرائيلية، وكسر أنف الطيار الإسرائيلي وغروره.
§ وكيف كانت المعركة؟
- كانت 180 طائرة في سماء المنصورة، بينهم 120 طائرة إسرائيل ية مقاتلة من النوع إف-4 والإسكاي هوك، في أكبر غارة تقوم بها منذ 67 لتدمير قاعدة المنصورة الجوية، واستمرت المعركة 53 دقيقة كأحد أطول فترات القتال الجوي في التاريخ، واستطعنا إسقاط 17 طائرة بالإضافة إلى 29 طائرة أخرى تم إسقاطها بواسطة وسائل الدفاع الجوي.
§ وكيف بدأت هذه المعركة؟
- في تمام الساعة 3 ظهرًا تم إطلاق ثلاث طلقات حمراء؛ إيذانًا بإقلاع فوري لاثنتي عشرة طائرة لحماية المطار من طائرات تهاجمه في أقل من ثلاث دقائق، فانطلقت بتشكيل من داخل الدشم إلى الممر في أقل من دقيقة، ومن خلفي انطلق تشكيل الطيار مجدي كمال، وبعد خروجي من الدشمة شاهدت قائد التشكيل يهاجم إحدى الطائرات الفانتوم؛ فانطلقت بسرعة البرق على الممر، وبمجرد ارتفاعي بأمتار قليلة شاهدت الممر خلفي يدمر بشكل بشع، وشاهدت إحدى الطائرات الفانتوم تهاجمه، فالتفت إليها وألقيت بخزانات الوقود الثلاث وقمت بمناورة قتال حتى أصبحت خلفها، وتمكنت من الإمساك بمؤخرة الفانتوم، فظلت تناور حوالي دقيقة حتى بدأت تسير بشكل مستقيم، وتخيلت أني استطعت الإمساك بها وكنت سأضربها، ولكنني تذكرت نصيحة أستاذي سمير عزيز “,”قبل ما تضرب بص وراك“,”، فنظرت خلفي بطرف عيني ووجدت بالفعل طائره فانتوم بشكلها المخيف وبجناحيها المرتفعين كالوحش الساقط على فريسته، تسير خلفي مباشرة وعلى وشك أن تفتك بي، وبحركة لا إرادية، وبشعور الفزع من ذلك المنظر المفاجئ، قمت بمناورة حادة للغاية جهة اليمين تعدت 10 جي، دون أن أفقد الوعي مؤقتًا في هذا المعدل العالي من المناورة، فوصل عداد الحمل داخل الطائرة إلى أقصى درجة ممكنة، ومرت الفانتوم التي كانت خلفي بجانبي وأفلتُّ منها وسط دهشه الطيار الإسرائيلي من سرعة رد فعلي وقوة المناورة.
§ وماذا فعلت بعد ذلك؟
طاردت الطائرتين الفانتوم بطائرتي المتواضعة، فبعد مناورتي الحادة أصبحت خلف الطائرة الإسرائيلية مرة أخرى، وحاول الطيار الإسرائيلي هو الآخر تقليد مناورتي يمينًا ويسارًا ولكنني لم أتركه، فقد كانت الفانتوم ثقيلة في المناورة عن الميج 21، وكان الطيار الإسرائيلي يريد أن يتخلص من هذا الاشتباك والخروج من تلك المنطقة المرعبة المليئة بطائرات في كل مكان، فقام بالنزول على ارتفاع منخفض مع زياده سرعته القصوى، ولكن في تلك اللحظة قللت من ارتفاع طائرتي أكثر على عكس ما توقع الطيار الإسرائيلي فأصبح أسفل الفانتوم، وأطلقت عليه صاروخًا اصطدم به مباشرة، وبدأت سرعتها تقل وخرج منها دخان أسود ينذر بإصابتها البالغة، ثم انفجرت، فصرخت بأعلى صوتي “,”الله أكبر.. الله أكبر“,”، بعدها حاولت الاتصال بغرفة العمليات لكي يتم توجيهي على أهداف أخرى.
§ وهل كان هناك طائرات إسرائيلية أخرى في طريقك؟
- كانت السماء مليئة بالأهداف المعادية، والصواريخ المنطلقة كانت في كل اتجاه، وأيضًا مليئة بالمظلات البرتقالية المميزة لطياري القوات الجوية الإسرائيلية الذين يقفزون من طائراتهم بعد إصاباتها، كان الزحام شديدًا في السماء من طائرات العدو وطائراتنا التي قدمت من مطارات طنطا وأنشاص وأبو حماد لتعزيز مطار المنصورة في معركته التاريخية، وقد شاهدت طائرة فانتوم تسير بشكل متعرج فدخلت خلفها، ولم يشاهدني قائدها، وحاولت إصابتها بمدفعي ذي العيار 23 مم بدفعات قليلة؛ حتى لا تنفد طلقاتي ال 200، واستمرت هذه المطاردة حتى البحر المتوسط، استهلكت فيها كمية كبيرة من الوقود في الاشتباكين، فتركته واتجهت إلى المطار، وأثناء عودتي كان المنظر لا يتخيله عقل فطائرات العدو وطائراتنا قد زادت كالنجوم في السماء، والانفجارات في كل مكان.
§ وماذا بعد أن نزلت إلى المطار؟
- استقبلني جميع الطيارين بحفاوة كبيرة، ووضعوا على طائرتي نجمه تدل على إسقاطي الفانتوم، وفي المساء قام قائد القوات الجوية بزيارتنا في القاعدة لتهنئتنا بما حققناه من نجاح، وأبلغنا بتحية وتقدير الرئيس السادات لكل الطيارين الذين سطروا أمجد الانتصارات لقواتهم الجوية في ذلك اليوم.
§ هل هذه المعركة أثرت في أداء الطيارين المصريين؟
بالطبع.. ففي اليوم الثاني للمعركة استيقظنا في نهار 15 أكتوبر 1973 وقد زادت ثقتنا، فقد تأكدت أنني أصبحت مقاتلاً جويًّا محترفًا؛ فقد أسقطت طائرة فانتوم، وهذا جعل إسرائيل تشعر بالذعر؛ حتى أنها قررت أن تقتل هذه الحماسة بهجمة أخرى يوم 15 أكتوبر، وللمرة الثانية جاء أمر إقلاع فوري “,”إسكرامبل“,” لتشكيلي لصد هجمة معادية ضد المطار، وبالفعل أقلع التشكيل قبل أن تصل الطائرات المعادية إلى المطار، فتم توجيه تشكيلي إلى طائرات الفانتوم التي كانت تطير وكأنها تبحث عن شيء ما، فدخلت خلفها مباشرة، وبدأ الطيار الإسرائيلي بالمناورة للتخلص من الاشتباك، ولكنني استمررت في المطاردة بمهارة كبيرة وثقه؛ حتى أحكمت التنشين عليها، وأطلقت صاروخًا فانفجر الصاروخ تحت جناح الفانتوم وهوت إلى الأرض.
§ للمرة الثانية؟
- وبطريقتين مختلفتين.. حقيقة لقد كانت أسعد لحظة في حياتي القتالية؛ فقد استطعت أن أسقط طائرتي فانتوم في يومين متتاليين.
§ كانت بداية جديدة للقوات الجوية المصرية؟
بالطبع.. فقد تأكد الطيران الإسرائيلي أنه عاجز عن تدمير “,”قلعة المنصورة الجوية“,”، فاضطروا لمهاجمة بورسعيد، فذهبت في تشكيل يضم القائد حسن صقر وأبو النجا وعبد المنعم همام لتعزيز الاشتباك هناك، فكان الموعد مع الاشتباك الأول ضد طائره ميراج إسرائيلية، ولكنني فوجئت بأن هذه الطائرات لم يكن بها أي علامة سلاح تدل على أنها إسرائيلية، وعرفت بعد ذلك أنها من جنوب إفريقيا، فاشتبك همام، وأنا من خلفه، مع إحدى طائرات الميراج، وعندما أصبح همام في وضع سيئ وكادت الميراج أن تفلت منه تمهيدًا للامساك بمؤخرة طائرته؛ صرخت فيه قائلاً “,”أنا وضعي أحسن يا عبده أنا أحسن“,”؛ فاستجاب همام لي وقال: “,”خش واضربه يا موسى“,”، وارتفع همام إلى أعلى لكى يستعيد وضعه ويعززني إذا لزم الأمر، وبالفعل دخلت خلف الميراج التي كانت تنفّذ ما يسمى بمناورة المقص على سرعات بطيئة، ونجح ذلك الطيار أن يجعلني بجانبه لكي يضعني أمامه في الخطوة التالية، واستمر هذا الوضع من المناورات الحادة جدًّا في محاولة للفرار، حتى وصل الارتفاع من 5 كيلومترات إلى أقل من 300 متر، وكدنا نسقط على الأرض لولا أننا قررنا أن نتخلص من هذا الاشتباك، وبمناوره مماثلة مررنا بجانب بعضنا البعض، كلٍّ إلى اتجاه مطاره؛ فقد اتجهت إلى الجنوب، ولكنني اكتشفت أن الطيار الآخر لم يكن إسرائيليًّا، والدليل على ذلك أن الطائرات الإسرائيلية عندما جاءت للتعزيز اشتبكوا مع الميراج ظنًا منهم أنها طائرة مصرية.
§ لم يعرفوا أن طائرتهم فوق بورسعيد؟
- محمد الطباخ، كبير موجهي قاعدة المنصورة، أقسم بأغلظ الأيمان لقائد القوات الجوية على اللاسلكي بأن جميع الطائرات المصرية عادت سليمة، وأنه ليست هناك طائرات لنا في هذا الاشتباك الدائر فوق بورسعيد، فقد كانت الإشارات اللاسلكية من بورسعيد تفيد بحدوث معركة جويه فوق بورسعيد وسقوط ثلاث طائرات بينما كل طائرات المنصورة خارج هذا الاشتباك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.