"المسرح ما له وما عليه" كان عنوان الندوة التي عقدت أمس الإثنين لمناقشة حال المسرح المصري ورؤية المستقبل في ظل رئاسة الفنان فتوح أحمد للبيت الفني للمسرح الذي حضر الندوة وقدم رؤيته المستقبلية للنهوض بالمسرح المصري وسبل عودة الجمهور إليه، وأدار الندوة الدكتور حسن عطية. في البداية قال الفنان فتوح أحمد، إنه موظف في مسرح الدولة منذ عام 1981، وكان دائما يرفض كل المناصب التي تعرض عليه لقناعته الشخصية بأن الفساد يسيطر على النشاط المسرحي، وأن كل ما يحدث داخل مسارح الدولة هو إهدار للمال العام، إلا أنه فوجئ بقرار تعيينه رئيسا للبيت الفني للمسرح. وأضاف: ذهبت لوزير الثقافة وشرحت له الوضع في مسارح الدولة كما أراه وقلت له أن ما يحدث إهدار للمال العام، ولا يمكن أن أعمل في ظل عدم وجود ميزانيات للعمل وكل المسارح بلا جمهور، ومسرح الدولة الآن تصل أسعار التذاكر به إلى 100 أو70 أو50 أو 30 جنيه، أي أن الأسرة ستتكلف 300 جنيها. وعندما راجعت ميزانية البيت الفنى للمسرح وجدتها 86 مليون جنيه.. 76 مليون منها قيمة أجور العاملين، والباقي مقسم بين الضرائب الرسوم التي تدفع لوزارة المالية، ولا يتبقى سوى 5 مليون جنيه تقريبا لإنتاج المسرحيات، وبالطبع المسئول مغلول اليد في هذا المنصب، ولا يستطيع أن يفعل شيئا، وبالطبع لكى تطالب بزيادة الميزانية ستواجه مشاكل أكثر وأكبر من وزارة الثقافة نفسها، ولكن هل نستسلم؟!! و يجيب الفنان فتوح أحمد بالطبع لا، فعندما تتوافر النية الحسنة والإرادة المقاتلة ستجد دائما حل لكل المشاكل التي تواجهها، المهم التحدي الأول الذي واجهته هو إعادة الجمهور إلى المسرح، وبالتالي تعود الحركة المسرحية للعمل والنشاط وبالتالي الإنتاج، وعندما فكرت في كيفية إعادة الجمهور للمسرح توصلت لفكرة "المسرح المصرى لكل مصرى" والتي تحولت إلى مبادرة بعد موافقة وزير الثقافة، وقتال مستمر مع وزارة المالية، وتتلخص المبادرة في عمل كارنيه لكل مواطن مصري يرغب في مشاهدة مسارح الدولة بتكلفة 50 جنيه فقط لا غير. وبهذا الكارنيه يستطيع أن يدخل أي مسرح من مسارح الدولة، وأضفت عليه 2 جنيه ثمن طباعة الكارنيه، و3 جنيهات مقابل تسويقه، ونقطة التسويق هذه لأن البيت الفني للمسرح الذي يدير وينتج المسرحيات بلا إدارة تسويق، ويستطيع كل مواطن أن يتوجه إلى أي مسرح من مسارح الدولة ويعمل هذا الكارنيه ببطاقة الرقم القومي فقط. واختتم فتوح: "كنت دائما أقول إن وزارتي الثقافة والإعلام هما المسئولتان عن تدهور الذوق المصري والثقافة المصرية، وانتشار ثقافة العشوائيات والتطرف، وإذا أردنا أن نستعيد وجه مصر المشرق لا بد وأن نبدأ من المسرح، فإذا وصل المسرح لكل مواطن في ربوع مصر ستكون بلدنا شكل تاني، وستعود إلى سابق عهدها مرة أخرى.