أكد رئيس الوزراء اللبناني المستقيل نجيب ميقاتي أن الوضع في بلاده بات متداخلا بشكل كبير مع تعقيدات الوضع في سوريا وأي تفاهم لبناني داخلي في ملف تشكيل الحكومة الجديدة لن يشكل حلا جذريا للمشكلة وسيبقي الوضع اللبناني معلقا الى ان تتضح الصورة الكاملة في المنطقة . ولفت ميقاتي الذي يزور ألمانيا حاليا خلال لقاء عقده مع السفراء العرب المعتمدين هناك على أن التفاهم على تشكيل حكومة لبنانية جامعة أتى في لحظة إقليمية مناسبة أعطت الضوء الاخضر للمشاركة لكن هناك مغالاة داخلية في الخلافات وإغراقا في التفاصيل بما يتجه بالامور بعيدا عن التوافق والتفاهم . ووصف ميقاتي الوضع العربي خلال اللقاء الذي أذاع مضمونه مكتبه الاعلامي في بيروت ، بالمؤلم نتيجة الخلافات والإقتتال الداخلي بين الطوائف والمذاهب ، موضحا أن الديموقراطية ليست مجرد قرار يتخذ في لحظة معينة بل هي عبارة عن ثقافة طويلة وراسخة في التربية مرتكزها الاساسي الحرية والقبول بالاخر رغم ان الثورات التي قامت في اكثر من بلد شكلت تعبيرا عن الكثير من الهواجس والمطالب المحقة . وحول قضية فلسطين ، أعرب عن أمله في أن يتم التوصل الى حل للصراع الطويل على قاعدة استعادة الحقوق ولو اقتضى الامر بعض التسويات الضرورية دون التفريط بحق عودة اللاجئين . وأشار الى أن هناك جهدا جديا يقوم به حاليا وزير الخارجية الامريكية ، معتبرا أن من شأن الاتفاق دفع مسيرة السلام العادل والشامل في المنطقة ، داعيا الى أن تكون المبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في قمة بيروت منطلقا أساسيا للحل . وأكد ميقاتي في رده على سؤال عن الخلاف السوري السعودي وانعكاسه على لبنان ، أن بلاده تشكل دوما الانعكاس الاول للوضع في العالم العربي وكانت تاريخيا تتأثر من المملكة العربية السعودية ومصر وسوريا واي خلاف بين دولتين من هذه الدول الثلاث ينعكس على لبنان وهو ما يحدث حاليا إضافة الى الواقع الاقليمي المستجد بدخول ايران القوي على الخط . ووصف بلاده إزاء هذا الوضع بانها على خط زلازل واضح واي زلزال او هزة تحدث في أية منطقة سيترك انعكاسه على لبنان خصوصا وأن التركيبة اللبنانية المعقدة القائمة على الطوائف تترك المجال للتدخلات الخارجية بحيث تقوم كل طائفة بالاستقواء بالخارج لتحقيق مكاسب داخلية فيما يتعلق بإدارة شؤون الحكم . وأكد أن خلاف الدول الخارجية يترك اثره السريع على الواقع اللبناني بينما التفاهم الخارجي يحتاج الى وقت أطول ليجد ترجمته على صعيد الواقع اللبناني الداخلي . وعن الوضع في سوريا ، أوضح ميقاتي أنه لمس من لقائه مع الموفد الاممي الاخضر الابراهيمي أن الأجواء تتطلب الصبر الطويل ، مبديا الأسف لأن هذا الوضع الخطير يدفع ثمنه الشعب السوري بعد أن دخلت سوريا في صراع دولي على النفوذ والمصالح وتداخلت فيها عوامل اقليمية عديدة ، معتبرا انه لا يمكن حل الصراع في سوريا إلا من رأس الهرم الى أسفله عبر توافق الدول الكبرى وملاقاة الواقع الإقليمي لهذا التوافق ومن ثم يمكن التوصل الى حل توافقي لمطالب الشعب السوري في الحرية والديموقراطية .