تحل اليوم ذكرى وفاة الشاعر مأمون الشناوي اليوم الخميس والذي غادر عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 1994. بدأ حياته صحفيًا في مجلة "روز اليوسف" وكان في ذلك الوقت طالبا بكلية الحقوق، لم يبق كثيرا بروز اليوسف وانتقل لمجلة "آخر ساعة". كان الشناوي شغوفا محبا للكتابة والصحافة الحرة الذي تمتع بها عن غيره حينذاك فالتحق ب"أخبار اليوم" وكان واحدا ممن شاركوا في تأسيسها، لينتقل فيما بعد إلى الجمهورية، صانعا زاوية خاصة به يغرد فيها وحده ليحرر بابه الشهير "جراح القلوب"، ليخرج خارج السرب مغردا منفردا بالاشتراك مع صلاح عبدالحميد في تأسيس مجلة "كلمة ونص" عام 1949. أحب الشناوي الكتابة لتصبح ملهمته في حياته الادبية فغلبت عليه موهبته، وتوجه إلى عالم الشعر الغنائي فكان أشهر الشعراء الذي تغني لكلماته محمد عبدالوهاب، في "وردي عليا، وانسى الدنيا، وقابلته، وكل ده كان ليه"، ولم تفر من بين موهبته كوكب الشرق فكانت مغردة بصوتها لأعذب كلماته وغنت له 4 أغنيات هي "أنساك يا سلام، كل ليلة وكل يوم، بعيد عنك، ودارت الأيام". عاش "الشناوي"، في زمن الغناء الأصيل والطرب الاكثر أصالة، فهو من مواليد مدينة المنصورة 28 يناير 1914، قدم العديد من الكلمات الراقية والمبدعة لرواد الغناء في العالم العربي مثل عبدالحليم حافظ، ومحمد عبدالوهاب، وفريد الأطرش، أسمهان، وليلى مراد، وفايزة أحمد. كان الشناوي يلمس بحسه الفني الموهبة الكامنة في أي مطرب صاعد واشتهر مأمون بحرصه الشديد على مساعدة الموهوبين فدائما ما كان يتحمس للصاعدين، ويقدم لهم النصائح، ويقدمهم إلى الساحة الفنية، ويكتب لهم كلمات من تأليفه إيمانا منه بموهبتهم. ساعد "الشناوي"، الفنان هاني شاكر، في بداية مشواره الفني، فكان يصطحبه من يديه ويقدمه للكتاب والصحفيين حتي يكتبوا عنه كموهبة فذة ونجم صاعد. يعد ظهور هاني شاكر وسط جيل العمالقة أمثال عبدالحليم وفريد الأطرش، هو المناخ الذي نشأ فيه ليصبح فيما بعد "أمير الغناء العربي"، لم يكتفي بهذا القدر من المحبة فدعم الشناوي أيضا الفنانة عزيزة جلال، حيث كتب لها أغنية "تخاصمني حبة وتصالحني حبة"، إضافة إلى مساعدته للموسيقار سيد مكاوي حيث كان يصطحبه إلى كل الجلسات واللقاءات الصحفية والفنية حتى أصبح مكاوي فيما بعد رائدا في مجال التلحين والغناء في مصر والعالم العربي. استطاع مأمون أن يترك لنفسه بصمة بجوار كبار رموز ونجوم زمن الفن الجميل بالإضافة إلى دوره في إعادة صياغة أغاني الفلاحين والأغنيات الشعبية الفلكلورية المصرية، وهو أخو المؤلف كامل الشناوي. أثرى مأمون الشناوي، الطرب الأصيل بكلماته الرومانسية العذبة البسيطة، التي تعبر عن مراحل الحب والحياة، ما يقرب من 427 أغنية، ورحل عن عالمنا في مثل يومنا 27 يونيو عام 1994، عن عمر ناهز 80 عاما.