يسعى كل يوم منذ الصباح حتى نهاية المساء يجوب الشوارع متحملًا قسوة الشمس فى الصيف، مصطحبًا أدواته البسيطة فرشاة تلوين، والوان مياه، ومادة تلميع، وبعض الأوراق اللاصقة، ويصنع بها رسومات فنية كبيرة القيمة تسر ناظريها هو الشاب محمد بدر،27 عامًا، يبذل قصارى جهده من أجل رسمة بسعر من 5 إلى 10 جنيهات، ليجنى رزقه اليومى له ولأسرته. حباه الله عقلًا ينير له عتمة أيامه ومنذ صغره تدرب على المعاملات المادية مثل البيع، والشراء، والمكسب، والخسارة، والادخار لما يواجهه من ظروف مادية عسرة فكان منذ الصغر يقف بالمكتبات والصيدليات، يبيع مسلتلزماتهم إلى الزبون متحملًا مسئولية عائلته، فهو بمثابة الأب الروحى ليهم، لكنه فى عمر 20 عامًا قرر أن يعمل لحسابه الخاص، ويكون حرًا نفسه بعمله آملًا أن يجنى رزقًا أكثر ويتحدى غلاء الأسعار فى كل شيء. ويضع محمد دائمًا أهدافه المستقبلية نصب عينيه، حتى تمنحه سلامًا داخليًا ويتصبر على ما يخفيه له قدره: «خاصة أنى أنا ورايا لسه جواز، وأجهز شقة، وشبكة، ومهر، ومش ملاحق وأهو بحاول على قدر ما بقدر أكمل نص دي» فتعلم حرفة الرسم على الوجوه مستخدمًا ألوانه التى لا تشكل عوائق للبشرة، ويرسم أشكالًا مختلفة طبيعية، لكن أكثر ما يتطلب منه هو الرسومات الكرتونية والحيوانات. ويلفت إلى أن أكثر ما يشغفون برسوماته هم الأطفال: «يعنى طفلة تكون لسة مجاش دورها ترسم تبص للى برسملها تقولى أنا عاوزة الرسمة دى وما تعمليش إلى قولتلك عليها». فيرى أن تلك الصفة أكثر ما يضحكه ويثير إعجابه فى آن واحد، ويميلون إلى الرسومات الكرتونية، بينما فئة الشباب يميلون إلى رسم الحيوانات خصيصًا القطط لدى الفتيات، والأسود والنمور لدى الصبيان، ويرى أن عمله ممتع ويستفيد بعائده المعنوى الأكثر من المادى. ويرى أن أكثر الأوقات رواجًا لعمله هى المناسبات وخصيصًا مباريات كرة القدم فيكون الإقبال عليه كبيرًا جدًا، ففى تلك الأوقات يجمع مالًا كثيرًا، ويضع جزءًا منه من أجل زواجه: «أنا على قد ما بقدر بحاول أوفق ما بين إلى يحتاجونه أهلى واللى يحتاجه جوازى وحياتى الشخصية، وأهو ماشى بتوفيق ربنا».