ما زالت القاهرة الحلم الكامن فى نفوس أبناء القرى والنجوع على أمل الفوز بالفرص المتراكمة كما تصورها أفلام الستينيات، فيطيحون بحاضرهم وماضيهم مقابل مستقبل أبنائهم، فيهجروا الأرض والعرض والأبناء مقابل كيلو من اللحم، ليصبح شعار فواعلية مصر " أحنا بنسعى والأرزاق على الله". يقول عم "محمود" أحد الفواعلية العاملين بالقاهرة معبرًا عن حياة الترحال القاسية، "بسافر من أسيوط للقاهرة لمدة شهرين وأعود أسبوع واحد لأسيوط راجعًا للأسرة بما يكفيهم فترة غيابى حتى أعود لهم من جديد". ويضيف عم "إبراهيم": "بعدما عملت لمدة 12 ساعة مع أحد المقاولين وجدته يوزع اليومية على العمال فهممت لأخذ حقى فأخبرنى عن أى حق أطلب منه، وعندما أصريت أمر العمال لديه بطردى خارج الموقع".