زكاة الفطر.. ركن الصيام الأعظم

يستعد المسلمون في شتى بقاع الأرض لتحري هلال شهر شوال لعام 1440ه، مغرب اليوم الإثنين، إيذانًا باكتمال صيام شهر رمضان 1440ه، وقدوم عيد الفطر المبارك، ويرتبط الفطر زكاة رغب إليها رسول الله صل الله عليه وسلم، بل فرضها على المسلمين من خلال تحديدها بمقادير وموازين معينة، حيث فرض على الناس زكاة الفطر من رمضان صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير على كل حر أو عبد ذكر أو أنثى من المسلمين.
صدقة مفروضة
وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن زكاة الفطر صدقة مفروضة على كل مسلم عند الفطر من رمضان، وتؤدى قبل صلاة عيد الفطر، مشيرًا إلى أنها شرعت تطهيرًا للصائم من الذنوب وسدًا لما وقع في أثناء الصوم من نقص وتقصير حتى يختم القائم رمضان بزكاة بين يدي صومه يرجو بها القبول من الله، ولإغناء الفقراء عن السؤال في العيد.
واجبة على كل المسلمين
وأوضح الأزهر أنها تجب زكاة الفطر على كل مسلم، غنيًا أو فقيرًا، توفر لديه ما يكفيه لقوته وقوت أولاده من حاجات الأصلية يوم العيد وليلته، ويجوز أن يخرجها بنفسه أو يوكل غيره في إخراجها، كذلك الأصل أن تخرج زكاة الفطر طعاما، ويجوز إخراج قيمة ذلك الطعام مالًا ويراعي في ذلك مصلحة الفقير.
مراعاة مصلحة الفقير
وبين أنه يستحب أن يراعي المزكي مصلحة الفقير على حسب حاله يسرًا أو إعسارًا، باعتبار ما يطعمه وعياله، فمن كان معسرًا فليخرج الزكاة من القمح مثلًا، أي ما قيمته 13 جنيهًا كحد أدنى للفرد، ومن كان متوسط الحال فليخرج الزكاة على الأرز مثلا؛ أي ما قيمته 25 جنيهًا عن الفرد، ومن كان ميسورًا فليخرج الزكاة على الزبيب مثلًا، أي ما قيمته 125 جنيهًا عن الفرد.
ركن من الإسلام
وأوضح الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أهمية تلك الزكاة، حيث يشير إلى حديث ابن عباس الذى قال:"فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين"، مشددًا هى ركن من أركان الإسلام لأنها من الزكاة الركن الثالث الذي بنى عليه الدين.
وأكد أنها تزيل وتنقي الصائم من بعض الأمور المخالفة التي قد تحدث خلال شهررمضان، بالإضافة إلى دورها الاجتماعى الذى تخدم من خلاله مساكين الأمة، مشددًا على ضرورة أن يخرج المسلمين القادرين زكاة الفطر قبل صلاة عيد الفطر المبارك، حتى لا تتحول إلى صدقة فى حال إخراجها بعدها.
الأنسب إخراجها قيمة
وحول إخراجها نقدًا أو حبوبًا، يقول من حيث قيمتها الزكاة الشرع حددها بصاع من شعير أو تمر، والأنسب فى عصرنا هذا أن نخرج القيمة، لافتًا إلى أن قيمة الصاع تبلغ 2 كيلو و400 جرام، وفى حال أردنا قيمة صاع القمح سيكون ما بين ال10 إلى 15 جنيها بينما القيمة فى التمر تتراوح ما بين 70 إلى 80 جنيها ويجوز للإنسان أن يخرج بين هذين الحدين والأحسن والأولى لنا أن نخرج الحد الأكبر.
سد حاجة الفقراء
بينما أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، على أن زكاة الفطر تستمد مشروعيتها من السنة النبوية، وشرعت لسد حاجة الفقراء والمساكين، لافتًا إلى أن السنة هي المصدر للمسلمين قولًا وفعلًا.
وأشار المفتي إلى أن يوم عيد الفطر هو يوم فرحة وسرور ولقاء الناس ببعضهم ببعض، فلا يجب أن يكون بيننا من مد يده ليسأل الناس ليعطوه وليساعدوه، مشددًا على أن أن زكاة الفطر واجبة، حتى يكون الجميع في بوتقة من السرور، كما أنها طُهرة للصائمين، فأنها تسد النقص الذي قد يكون حدث في الصيام.