تحتفي الكنيسة الأرثوذكسية، اليوم الأربعاء، بذكرى استشهاد القديس مارجرجس الروماني، الملقب ب "أمير الشهداء"، وفي السطور المقبلة، ترصد "البوابة نيوز"، مقتطفات من حياة "مارجرجس".. 1- ولد عام 236 م تقريبًا في بلدة كبادوكية، وتقع في دولة تركيا حاليًا. 2- كان والده الأمير أنسطاسيوس حاكمًا لمدينة ملطية التي كانت تقع في شرق كبادوكية بآسيا الصغرى. 3- والدته هى الأميرة ثيؤبستى، ابنة الأمير ديونسيوس، حاكم مدينة اللد بفلسطين. 4- كان للقديس أختين أصغر منه، هما "كاسيا ومدرونه". 5- كان جده الأمير يوحنا، حاكمًا لبلدة كبادوكية. 6- كانت أسرة القديس مسيحية أبًا عن جد واسعة الثراء والمكانة والنفوذ. * وإليكم مسيرة القديس ماجرجس بعد وفاة والده.. - توفى أنسطاسيوس، والد القديس مار جرجس، عندما كان يبلغ القديس آنذاك من العمر عشر سنوات تقريبًا ثم انتقلت أسرة القديس لتعيش في فلسطين، وتزامن ذلك مع تعيين الأمير يسطس حاكمًا على فلسطين. - ولما بلغ القديس مار جرجس من العمر عشرين عامًا رحلت والدته فحزن عليها كأم إلا أنه تعزى بتعزيات السماء لأن أمه كانت تقية وقديسة بعد ذلك أراد الأمير يسطس أن يكرم الأمير جرجس، فأعلن أمام كبار رجال دولته أنه سيزوجه من ابنته الوحيدة، وبدأ الأمير يعد لزواج ابنته، وأثناء ذلك انتقل يسطس الوالي إلى السماء فتغيرت الأمور وكان ذلك كله تدبر العناية الإلهية. - ذهب القديس إلى مدينة صور في لبنان لمقابلة الإمبراطور داديانوس الفارسي ليُطالب بأحقيته في استمراره في حكم فلسطين خلفًا للأمير يسطس وذلك لأن بلاد الشام كانت تابعة للنفوذ الفارسي في ذلك الوقت. - وعندما ذهب مار جرجس إلى صور دُهِشَ حال وصوله عندما وجد أن معظم أهل المدينة والحكام يعبدون الأصنام، هذا بالإضافة إلى أن أهل المدينة المسيحيين كانوا يخشون أن يجاهروا بمسيحيتهم خوفًا من استشهادهم. - رفع جرجس عينيه إلى السماء.. فنظر وإذ رئيس الملائكة الجليل ميخائيل يكلمه: " تشدد يا جرجس تشجع ولا تخف سأكون معك ستنال عذابات كثرة على اسم مسيحك الذي أحبك وفي النهاية تسافر إلى مدينة الأبكار في أورشليم السمائية". - وسعى القديس جرجس إلى الجهاد وإعلان مجد الله في داخله وأنه، لا شيء في الدنيا يستطيع أن يفصله عن محبة المسيح، ولما رأى الأمير جرجس منشور يعلن اضطهاد المسيحيين، تقدم وأمسك به ومزقه أمام الجميع واندفع بشجاعة نادرة إلى قصر الإمبراطور ودخل على مجلس الحكم ووقف أمامهم وسط جميع الحاضرين وصرخ بصوتٍ عال قائلًا: "أيها السادة إلى متى تصبون غضبكم على المسيحيين الأبرياء، إنهم مخلصون ولا يعملون شيئًا رديًا.. لماذا تجبروهم على عبادة أصنام حجرية لا تحس ولا تشعر ولا تسمع ولا تتكلم.. كيف يترك المسيحيون الإله الحي القدوس الذي به نوجد ونحيا ونتحرك ويعبدون الأصنام التي بها شياطين.. عندئذ انتبه الإمبراطور داديانوس وقال للقديس: من أنت؟ وكيف دخلت إلى هذا المكان؟ وكيف تتحدى أوامري أنا الإمبراطور؟ - وضع مار جرجس في السجن وبدأ الإمبراطور يستدرجه عن طريق إغرائه ومحاربته في عفته وطهارته، فأرسل إحدى فتيات القصر الجميلات إلى القديس في السجن ومكثت معه ليلة كاملة لعلَّها تستطيع أن تغريه وتسقطه معها، ولكن القديس عرف كيف يحول السجن إلى هيكل طاهر ترفع فيه الصلوات والتسابيح، فأخذ يبشرها بيسوع المسيح ينبوع الطهارة. وقالت له: "أنا أتيت لك بسحر خلاعتي وأنت جذبتني إليك بسحر طهارتك". - لما أقبل رجال الإمبراطور في الصباح الباكر لأخذها إلى الوالي إذ بهم يجدون الفتاة الخليعة وقد اكتست بالحشمة وتعلن ندمها وايمانها بالسيد المسيح. فلما ممع الإمبراطور أصدر أمره بقطع رأسها في الحال. وهكذا نالت إكليل الشهادة. - الشهيد مار جرجس ضرب أقوى الأمثلة في احتمال صنوف العذابات، وقد لا تكون هناك وسيلة تعذيب إلا واحتملها، استخدموا معه كل الآلات وكل الوسائل حتى حار أمرهم في شخصه المبارك. عندما بلغ الإمبراطور خبر موت زوجته، ضاق صدره من جهة القديس وأمر بتعذيبه بشتى أنواع العذابات. - سبع سنوات متصلة هى المدة التي قضاها القديس في تحمل شتى أنواع العذابات بحيل وألاعيب وإغراءات مختلفة قام بها الملك داديانوس الفارسي الوثني ومعه حشد من الحكام والولاة عددهم تسعة وستين كانوا يسيطرون على المدن والبلاد التي كانت تحت حكم وسيطرة الفرس بعد انتصارهم على الرومان ومنها بلاد الشام وفلسطين. .. واليكم بعض العذابات التي احتملها خلال سبع سنوات متواصلة: 1- وضع حذاء المسامير في رجليه. 2- تعذيبه بالشفرات الحادة لتقطع جسمه. 3- سمروه على لوح خشب ودحرجوا على بطنه قاعدة عامود. 4- ضربوه مائة سوط على بطنه ومسحوا جراحاته بجير حي، 5- سُمِّر على سرير نحاسي وصبُّوا الرصاص الساخن في فمه. 6- وُضِعَ على عجلة كبيرة فيها مناجل وسيوف حادة. 7- نُشر بمنشار إلى نصفين وأسلم الروح للمرة الثانية. 8- عصروه في معصرة وجعلوا مشاعل النار على جنبيه، وسلم الروح للمرة الثالثة. 9- قُطعت رأس الشهيد مار جرجس، وأخذ السيد المسيح نفسه الطاهرة وسط تهليل الملائكة. أخذ خادمه سقراطيس جسده الطاهر ولفه في أكفان غالية فاخرة ومضى به إلى مدينة اللد بفلسطين. بُنيت على اسمه كنيسة عظيمة بمدينة اللد بفلسطين، كُرِّست في 16 نوفمبر.