رحلة قصيرة فى عرض نهر النيل، بتكلفة زهيدة، لا تتعدى 3 جنيهات، بالأتوبيس النهرى التابع لهيئة النقل العام، تبدأ وتنتهى خلال 30 دقيقة، بدءا من كورنيش التحرير وصولا إلى حديقة الحيوان بالجيزة، لا يقصد الركاب خلالها وجهة معينة، فقط أرادوا البراح، فذهبوا لرؤية وجه الشمس على صفحة النيل. تقول «مريم» ربة أسرة: «الأتوبيس وسيلة مريحة للتنزه وغير مكلفة، واعتدت اصطحاب أطفالى فى يوم الإجازة الأسبوعية، أحيانا نستقل الأتوبيس ليصلنا إلى حديقة الحيوان، ونعود به مرة أخرى ونتمشى ساعة على الكورنيش لنحظى بنزهة رائعة وغير مكلفة»، وتابعت، «لكن فى شم النسيم بنروح القناطر». وقالت سميرة أبوالنجا، طالبة بكلية الصيدلة، كانت أحد أفراد الرحلة القصيرة برفقة صديقاتها، علينا ضغط من المذاكرة والمحاضرات وفلوسنا رايحة على التعليم ومستلزماته، ولم يتبق سوى القليل، لذا نلجأ للوسائل الترفيهية الأقل تكلفة، وأكثرهم قبولا لدينا هو الأتوبيس النهرى. وعبر الطفل «إبراهيم» ذو الخمس سنوات عن سعادته بالرحلة النيلية وقال «بحب الأتوبيس النهرى لأنه بينزلنى نهر النيل، وبحبه أكتر يوم شم النسيم». أما نادر صقر، أحد سائقى الأتوبيس النهرى، الملقب بين زملائه ب«القبطان»، والذى يعد أقدمهم، منذ حصل على تدريب فى إدارة الملاحة النهرية للقيادة، وكان عمره وقتئذٍ لا يتعدى الثلاثين، فقال: «هيئة النقل أعدت الأتوبيس النهرى كوسيلة مواصلات، إلا أن الركاب يقصدونه للنزهة، ويعد أرخص تذكرة سياحية فى مصر، يقصدونه فى المناسبات والأعياد، كما يتزاحم عليه الركاب فى شم النسيم، هم فى الغالب لا يقصدون وجهة بعينها، وإنما يقصدون رؤية النهر والنسيم الجميل». وتابع: «أسر بكامل أفرادها تستقل الأتوبيس للتنزه فى الإجازة الأسبوعية أو فى نصف الأسبوع، ولا تكلفهم النزهة سوى بضعة جنيهات «حاجة على قد الإيد» شوية فيشار وترمس من البيت، وحاجة ساقعة»، وبكده يكون يوم جميل ويقدروا يكملوا بيه باقى الأسبوع». ويختتم: «الأتوبيس النهرى من أجمل وسائل السياحة لسعرها الزهيد، كما أن الفسحة فى النيل لها مذاق خاص، وكأن الركاب يقصدونها لرمى همومهم فى النيل، ونعمل على مدار 12 ساعة بدءا من السادسة صباحا، وننتظر استقبال أعداد هائلة من السياح البسطاء احتفالا بأعياد الربيع وشم النسيم، منهم من يكتفى باستقلال الأتوبيس من كورنيش التحرير ثم العودة مرة أخرى، والبعض يتجه لحديقة الحيوان فهى الأخرى مقصد المواطنين كوسيلة زهيدة هى الأخرى للتنزه بين الحيوانات والأشجار».