استطاعت الفنانة الراحلة سناء جميل أن تخلد اسمها في ذاكرة الجمهور العربي، بموهبتها الفريدة، وأدوارها التي علقت في أذهان الجماهير، لكن وراء كل قصة نجاح عظيمة، قصة عناء أكبر، فعانت الفنانة من قطيعة أهلها وتبرأهم منها بعدما لجأت للفن والتمثيل، كما توجد بعض المواقف الطريفة، التي رواها زوج الفنانة الراحلة، ربما تكون أحد الأشياء التي هونت عليها معاناتها، أهمها زواجها من "لويس جريس" الذي كان لها بمثابة الأب والعائلة. هاجرت أسرة الفنانة التي ولدت في 27 أبريل عام 1930، من عروس الصعيد "المنيا" قبل الحرب العالمية الثانية إلى القاهرة، كانت لها شقيقة توأم، التحقتا بمدرسة الميردي دييه الفرنسية، وكانت ذات 9 سنوات، وفي المرحلة الثانوية من الدراسة، شاركت في المسرح المدرسي، ليتعلق قلبها بالتمثيل، ومن هنا جاءت معاناتها، لأنها التحقت بالمعهد العالي للتمثيل دون علم شقيقها وأسرتها، وعندما علموا بالأمر تبرأوا منها وطردوها، وساعدها كثيرا الفنان زكي طليمات ووفر لها سكنا تقيم به وآمن بموهبتها. تزوجت "لويس جريس" الذي روى في حوار له مع الإعلامية لميس الحديدي عن قصة طريفة عن زواجهما،: تعرفت على سناء بعد عودتي من جامعة ميتشجان، عن طريق الصحفية خديجة صفوت، وجمعت بيننا صداقة حوالي 4أعوام، وكنت أحبها كثيرا وتمنيت الزواج منها، إلا أنني كنت أظنها مسلمة، لأنها كانت تردد دائما كلمات مثل "والنبي"، "والله العظيم"، "صلي على النبي"، لدرجة أنني قلت لها معانيا القدر، آه لو كنتي مسيحية كنت تزوجتك ياسناء، وتكن المفاجئة إذ صارحته بقولها: أنا مسيحية يا لويس، وتابع قائلا:بعد مرور وقت من الزمن، قلت لها انتي عائشة لوحدك وأنا عايش لوكدي، تعالي نعيش سوا، فقالتي قصدك نتجوز، لم ترد بأي كلمة، وانقطع الحديث بيننا شهرين، وأتفاجئ بعدهما باتصال سناء تقول لي يلا نتجوز ياجريس، وتم الزواج في يونيو 1961، وربط بينهما الرباط المقدس نحو 40 عاما وكانا اتفقا على عدم الإنجاب، وربط الحب بينهما طيلة حياتهما معا. كانت تطرب بسماع صوت الأذان، وقال جريس عن حبها لصوت الآذان أنها كانت تنصت له وتحب سماعه، وذات يوم فوجئت بتغيير شيخ المسجد المقابل لمنزلها، ورأت أن صوت المؤذن الجديد لم يكن أفضل، فطلبت من زوجها الصحفى الراحل لويس جريس الاتصال بوزير الأوقاف آنذاك ودعته لتناول كوب من الشاى فى منزلهما، والاستماع لصوت أذان العصر. وفى خلال أسبوع استجاب لها الوزير وقام بتغيير المؤذن خصيصا حتى تستطيع سماع الأذان كما اعتادت عليه. عانت سناء في أيامها الأخيرة من سرطان الرئة، وقال زوجها إن سناء قالت له لو عاد بي الزمن كنت سأتوقف عن التمثيل، وأنجب أطفالا، أفصل لهم الملابس وأعيش ربة منزل وأم، حيث كانت تجيد حياكة الملابس، وأملأ حياتي بالاستقرار بعيدا عن الشهرة والتمثيل، وأعلن زوجها خبر وفاتها، وانتظر لثلاثة أيام لعل أحدا من أقاربها يشارك في دفنها لكن دون جدوى، رغم نشر خبر وفاتها في 22 ديسمبر عام 2002 في كل الصحف العربية والأجنبية، ودُفِنت سناء جميل فى اليوم الرابع من وفاتها وخرجت جنازتها من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لتظل ذكراها وأعمالها خالدة في قلوب كل المصريين والعرب.