أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي حرص دولة الإمارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ومتابعة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على توثيق التعاون مع جمهورية الصين وتوسيع نطاق التعاون البنّاء على مختلف الأصعدة، في ضوء الإرادة السياسية للدولتين للمضي قدمًا في طرح المزيد من الأفكار الداعمة للشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وهو ما تم تأكيده خلال الزيارة التاريخية لفخامة الرئيس شي جين بينغ إلى دولة الإمارات العام الماضي، والتي مثلّت نقطة انطلاق جديدة للشراكة بين الدولتين، لاسيما على الصعيد الاقتصادي الذي يمثل ركيزة مهمة للعلاقات الثنائية. وقال خلال جلسة مباحثات موسعة مع شي جين بينج، رئيس جمهورية الصين الشعبية في قاعة الشعب الكبرى بالعاصمة الصينية بيكين، على هامش أعمال منتدى الحزام والطريق للتعاون الدول، إن التعاون الاقتصادي يضيف بعدًا استراتيجيًا للشراكة الإماراتيةالصينية والعلاقات التاريخية بين البلدين، وتوسيع دائرة هذه الشراكة مع الصين، ونتطلع لمزيد من فرص التعاون على مستوى القطاعين الخاص والعام، وهدفنا أن نرقى بالتعاون بين البلدين إلى آفاق جديدة في شتى المجالات. وأكد، أن العلاقات الوثيقة والشراكة الاستراتيجية القائمة مع الصين بكل ما تتمتع بها من مقومات حضارية واقتصادية كبيرة تدعم توجهات دولة الإمارات نحو المستقبل، وتعزز من إمكانيات العمل المشترك نحو تهيئة الظروف لخدمة طموحات الجانبين لتحقيق إنجازات تنموية نوعية تؤكد الريادة للشعبين الصديقين، وتكفل لهما أسباب التقدُّم في مختلف المجالات. وقال محمد بن راشد: "الصين دولة كبرى صاحبة حضارة عريقة، وهي الشريك التجاري الأول لدولتنا خلال السنوات الخمس الماضية، ونتطلع لرفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 70 مليار دولار بحلول العام 2020، وتفتح المجال أمام تحقيق نجاحات لا محدودة، والإرادة المشتركة لتوسيع دائرة التعاون أساس قوي ننطلق منه معًا نحو تحقيق ما نصبوا إليه من أهداف استراتيجية للمستقبل. واتفق الجانبان على أهمية العمل على رفع مستوى التعاون في المجال السياحي، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الإماراتيةالصينية تطورًا لافتًا على هذا الصعيد، إذ زار دولة الإمارات العام 2018 أكثر من 850 ألف سائح صيني، كما تطرق الاجتماع إلى مناقشة آفاق توسيع دائرة التعاون على مستوى القطاع الخاص، مع الاستفادة من المناخ الداعم الذي توفره دولة الإمارات للاستثمارات العالمية بما في ذلك من بنية أساسية قوية وعالية الاعتمادية ومرافئ جوية وبحرية عالمية المستوى تيسّر الوصول إلى أسواق منطقة مترامية الأطراف، في حين وصل عدد الشركات الصينية التي تتخذ من الإمارات مقرًا إقليميًا لها إلى أكثر من 4000 شركة. من جهته أعرب الرئيس "شي بينج" عن تقديره للدور الرائد لدولة الإمارات على الصعيدين الإقليمي والدولي، وإسهاماتها في دفع وتيرة التعاون الدولي وحرصها على مد جسور التواصل مع شعوب العالم، ما يعكس نهج الانفتاح المتوازن الذي تتبعه الإمارات في علاقاتها الخارجية، ويؤكد مدى حرص قيادتها على تأكيد قيام الإمارات بدور مؤثر في إفشاء روح التسامح والتعاون كأساس مهم لتمكين شعوب العالم من اجتياز التحديات المشتركة التي تواجه العالم. وتعد الصين الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات، وبلغ إجمالي التبادل التجاري غير النفطي في عام 2017 أكثر من 53.3 مليار دولار، بنمو تزيد نسبته على 15%، بينما وصلت حصة الإمارات إلى ما نسبته 30% من صادرات الصين للدول العربية، و22% من إجمالي التجارة العربية الصينية خلال عام 2017، وبلغ عدد الشركات الصينية العاملة في الدولة حتى ذلك العام أكثر من 4000 شركة، شاملة شركات المناطق الحرة، إضافة إلى نحو 300 وكالة تجارية و5000 علامة تجارية.