ليس هناك شك فى أن «البحر» يشكل نمط وطبيعة حياة البشر فى المدن الساحلية، وهو ما يتجسد فى حى «الأنفوشى» بالإسكندرية، حيث مهنة الصيد، وصناعة أدواته المهنة الرئيسة لعدد كبير من القاطنين فى الحى التابع لمنطقة بحري، خاصة صناعة المراكب ففى «الأنفوشي» توجد أقدم ورش تصنيع المراكب والسفن فى مصر. وعن ذلك يقول صبرى إبراهيم عبدالرحمن أحد صناع تلك المراكب: «عملت فى هذه المهنة منذ صغري، فى البداية كانت هواية قبل أن تصبح مهنتى، مضيفا أن تلك المهنة تتطلب جهدا وصبرا طويلا، لاسيما أن صناعة المركب الواحد قد تستغرق عاما وأكثر، لافتا إلى أن أجود المراكب والسفن تلك التى تصنع من الخشب المعروف باسم «التيكنا» لأنها تتميز بالقوة والمتانة لذا يطول عمرها، كما أنها تتميز بأنها عند كسر جزء أو وجود ثقب بالمركب يسهل تغييرها، بخلاف المراكب المصنوعة من الحديد أو الفايبر. وعن مراحل صنع المركب يقول: «هى مكونة من مراحل، أولها يبدأ باختيار الشكل المراد صنعه، ثم يبدأ التنفيذ من «الأرينة» أى قاعدة المركب أو السفينة، حيث تعد تلك المنطقة بمثابة العمود الفقرى للمركب، بعدها يتم عمل الرّيش بجانبى المركب كالقفص الصدرى لدى الإنسان، ثم البدء منها إلى تكملة صنع التجهيزات العلوية، وينتهى بتوصيلها بالمكن، والترومبات، والكهرباء، لذلك يستغرق المركب فترة طويلة فى صنعه، بالرغم من أن الخامات ليست مستوردة إلا أنه يمكن جلبها من المحافظات المجاورة، موضحا أن طاقم صناعة المركب لا يقل عن 12 فردًا، لكل منهم مهمته ما بين «مصمم فرما، نجار، مساعدين، الفات، سنبكة، سباكة، مكنة، كهرباء».