أقبل «نعيم ومصطفى» شابان سوريان، مع أسرتهما الصغيرة، إلى مصر، بعد تدهور أوضاع وطنهما، لم يستسلما ولم يسألا الناس، فاختارا طريق الكفاح بصحبة والديهما الرجل الخمسيني، حلوا فارغي الأيدي والحقائب ضيوفا على خالهما الذي سبقهما لمصر من قبل سنوات، والذي كان يعمل بصناعة الأنتيكات، ولضمان حياة كريمة، علمهما خالهما الحرفة، وخلال سنوات معدودة، امتلكا ورشة كبيرة لصناعة الأنتيكات والتحف المصنوعة بالفايبر بوليستر، وذاع صيتهما بمنطقة بحري، وتصدر اسمهما تداولها، لاحتراف الصناعة التي نافست قرينتها من الصيني والمستورد بخامات مصرية. يقول «نعيم الحسيني»: «هجرنا سوريا منذ الأحداث الأولى للثورة، وجئنا لمصر بلا مال، وكان بيت خالنا ملجئا لنا وورشته مصدر رزقنا، ربما كان لطفا من الله، كى لا نسأل الناس خبزا نقتاته، واحترفنا الصناعة واستطعنا بالاجتهاد والمثابرة، عمل ورشة باسم والدي، متابعا: «نجحنا وذاع صيتنا فزاد رأس المال والأرباح، ونبيع بالجملة والقطاعي بأسعار مميزة، وما يسعدني إدخال عمالة مصرية للورشة، وهذا اعتبره كنوع بسيط لرد الجميل لمصر التي احتوتنا وتعاونهم معنا في العمل والشارع بقلب أشقاء أوفياء». ويضيف، صناعتنا في طياتها فن وتطلب جهدا بدنيا وذهنيا، والصبر هو قائدنا للنهاية. ويختم، «الأنتيكة الصينية أكثر جذبا لمتانتها وثقلها، لذا نصنع مثلها لتنال إعجاب الزبائن، وزبائننا من كل الفئات بمصر، ولكن أكثرهم من الميسرين ماديا، وويفضلون «الشعلة» و«الحصان» على بقية التحف، وما يسعدني أن الأجانب القادمين للسياحة فى الإسكندرية يتوافدون علينا خاصة الروس، وهذا يثبت نجاحنا».