تتسارع الأحداث في ليبيا عسكريًا، منذ الخميس الماضي، بعد إعلان قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، بدء عملية عسكرية واسعة، تشنها قوات الجيش من محاور عديدة على العاصمة الليبية طرابلس، لاستعادة طرابلس من قبضة الميليشيات العسكرية، والتي حاولت السيطرة على العاصمة من أجل الحصول على السلطة. وكشفت صحيفة "صنداي تايمز" أنّ حفتر قدر أن خصومه في حالة ضعف كبير، وبالتالي فهو ليس ملزمًا بتقاسم السلطة معهم، بل يمكنه أخذ الحكم كاملا وحده. ودفعت قوات الجيش الوطني الليبي في إطار عملية "طوفان الكرامة" التي تشنها ضد الميليشيات الإرهابية في طرابلس بمزيد من التعزيزات العسكرية، خاصة من قوات الصاعقة، إلى محاور القتال في طرابلس، استعدادًا لمواصلة استكمال عملياته ضد الميليشيات المسلحة، وأعلن الجيش الليبي أن المنطقة الغربية من البلاد منطقة عمليات عسكرية. ومن ناحيته قال هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية: إنه كانت هناك دوافع حقيقية لتحرك الجيش في الوقت الحالي، ومنها التوقيت مقصود قبل الملتقى الجامع الذي سيمنح الإسلاميين ميزات سياسية ووضع سياسي ومكتسبات لا يستحقونها في المشهد المستقبلي برعاية المبعوث الأممي المنحاز للإسلاميين على حساب الجيش الوطني الذي شعر بأن التحرك قبل هذا الملتقى وفرض أمر واقع قبل فعالياته من شأنه تغيير معادلة موازين القوى لصالحه وفرض واقع جديد على الأرض تمنحه القدرة على تعزيز حضوره السياسي أثناء التسويات النهائية والملتقى الجامع وفي المقابل حرمان الميليشيات المسلحة من اتخاذ سيطرتها على العاصمة كورقة تعطيها مبررات فرض نفسها على المشهد والتحكم في شكل وطبيعة النظام السياسي القادم وأطراف تشكيله. فيما لفت أحمد العناني، الباحث المتخصص فى الشأن الدولي، إلى أن ما يحدث فى ليبيا باختصار دفاع عن هوية وطنية ومقدرات شعب من قبل جيش وطنى بقيادة المشير خليفة حفتر، أما الميليشيات الموجودة تعتبر وكيلة لمشروع الإرهاب الإقليمى فى المنطقة وحليفة الناتو الطامع فى بترول غرب ليبيا الذى يقتسمه الغرب مع الجماعات المتطرفة مقابل بقاء هذه الحكومة بقيادة السراج على رأس السلطة. وأضاف العناني في تصريحات ل"البوابة نيوز" أن أمن دول الجوار في الشمال الإفريقي والذى يتضرر من بقاء الإرهاب الممول من دول إقليمية ذات أجندة معروفة، ولا توجد غضاضة فى تواجد جيش وطنى يطهر ليبيا من الإرهاب ويكرس لمرحلة انتقالية بعيدا عن النظام الشمولي المدعوم بأجندات إقليمية وغربية. بينما أشار هاني نسيرة، الباحث في المركز العربي الإقليمي للدراسات، إلى أن جيش الإنقاذ الوطني بقيادة حفتر يحاول السيطرة على باقي ليبيا، حيث أوضح حفتر بشأن ما وصفه بجهود لقتال الإرهابيين في ليبيا بما في ذلك قرب العاصمة طرابلس في غرب البلاد وحقق المشير حفتر إنجازات مهمة ضد داعش والميليشيات، مضيفا أن هذه العملية لن تكون الأخيرة، لأن الحرب ستزيد شددة بين جيش الإنقاذ الوطني بقيادة المشير حفتر والميليشيات في ليبيا، وتعمل القوة الخارجية على إيجاد حل سياسي للأزمة في ليبيا، وإيجاد حوار بين فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية وخليفة حفتر قائد الجيش الليبي، مؤكدا أن موقف ليبيا غير مطمئن.