بعد افتتاحه رسميا.. نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد السيدة زينب رضي الله عنها    426 مليون جنيه إجمالي مبيعات مبادرة "سند الخير" منذ انطلاقها    رئيس اتحاد الجاليات الفلسطينية: إسرائيل لن تلتزم بقرارات العدل الدولية    فتح: نخشى أن يكون الميناء الأمريكي على شاطئ غزة منفذا لتهجير الفلسطينيين    روسيا: مستعدون لتوسيع تقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة    الخارجية الروسية: لا نخطط للتدخل في الانتخابات الأمريكية    كولر يعقد محاضرة فنية قبل مران اليوم استعدادا للترجي    بحوزته 166 قطعة.. ضبط عاطل يدير ورشة تصنيع أسلحة بيضاء في بنها    إعدام 6 أطنان أسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي بكفر الشيخ    "القاهرة الإخبارية" تحتفي بعيد ميلاد عادل إمام: حارب الفكر المتطرف بالفن    أحمد السقا عن أصعب مشهد بفيلم «السرب»: قنبلة انفجرت حولي وخرجت سليم    وزيرة التخطيط تشارك بافتتاح النسخة الحادية عشر لقمة رايز أب    مصر تشارك بأكبر معرض في العالم متخصص بتكنولوجيا المياه والصرف الصحي بألمانيا "IFAT 2024" (صور)    تضامن الدقهلية تنظم ورشة عمل للتعريف بقانون حقوق كبار السن    الحبس والغرامة.. تعرف على عقوبات تسريب أسئلة الامتحانات وأجوبتها    سعر الدولار فى البنوك المصرية صباح الجمعة 17 مايو 2024    الجزار: انتهاء القرعة العلنية لحاجزي وحدات المرحلة التكميلية ب4 مدن جديدة    مواعيد مباريات الجمعة 17 مايو.. القمة في كرة اليد ودربي الرياض    سيد عبد الحفيظ: مواجهة نهضة بركان ليست سهلة.. وأتمنى تتويج الزمالك بالكونفدرالية    بعد 3 أسابيع من إعلان استمراره.. برشلونة يرغب في إقالة تشافي    ليفربول يُعلن رحيل جويل ماتيب    مصر تفوز بحق تنظيم الاجتماعات السنوية للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في 2027    17 مايو 2024.. أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية اليوم    مصرع ربة منزل ونجليها في حادث دهس أسفل سيارة بعين شمس    دون إصابات.. تفاصيل نشوب حريق بقطعة أرض فضاء في العمرانية    تجديد تكليف مي فريد مديرًا تنفيذيًا للتأمين الصحى الشامل    الخشت يستعرض دور جامعة القاهرة في نشر فكر ريادة الأعمال    برنامج للأنشطة الصيفية في متحف الطفل    وفاة أحمد نوير مراسل قنوات بين سبورت.. موعد ومكان الجنازة    طارق الشناوي ل «معكم منى الشاذلي»: جدي شيخ الأزهر الأسبق    الإثنين.. المركز القومي للسينما يقيم فعاليات نادي سينما المرأة    دعاء يوم الجمعة المستجاب.. «اللهمَّ اجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أعمارنا أواخرها» ردده الآن    انطلاق قافلة جامعة المنصورة المتكاملة "جسور الخير-21" المتجهة لحلايب وشلاتين وأبو رماد    في 5 دقائق.. طريقة تحضير ساندويتش الجبنة الرومي    مرور مفاجئ لفريق التفتيش الصيدلي على الوحدات الصحية ببني سويف    طريقة عمل الهريسة، مذاقها مميز وأحلى من الجاهزة    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    خبير سياسات دولية: نتنياهو يتصرف بجنون لجر المنطقة لعدم استقرار    «الأوقاف» تعلن افتتاح 12 مسجدا منها 7 إحلالا وتجديدا و5 صيانة وتطويرا    أين وصلت جلسات محكمة العدل الدولية للنظر في دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل؟    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 17 مايو 2024 والقنوات الناقلة    احذر.. قلق الامتحانات الشديد يؤدي إلى حالة نفسية تؤثر على التركيز والتحصيل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17-5-2024 في المنيا    سيولة مرورية وسط كثافات محدودة بشوارع القاهرة والجيزة    الاغتسال والتطيب الأبرز.. ما هي سنن يوم «الجمعة»؟    انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني لطلاب الشهادة الإعدادية بالجيزة.. غدا    جيش الاحتلال: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان وانفجار أخرى في الجليل الغربي    يوسف زيدان: «تكوين» امتداد لمسيرة الطهطاوي ومحفوظ في مواجهة «حراس التناحة»    النواب الأمريكي يقر مشروع قانون يجبر بايدن على إمداد إسرائيل بالأسلحة دون انقطاع    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    "كاميرا ترصد الجريمة".. تفاصيل تعدي شخص على آخرين بسلاح أبيض في الإسماعيلية    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"التوحد" كوكب منعزل يسكنه مليون طفل.. نسبة الإصابة بين الذكور أربعة أضعاف الفتيات.. أطباء: تشخيص المرض ليس سهلًا ويحتاج فحوصات معقدة.. ومتخصصون: علاجه صعب.. وثلاث طرق مقترحة لمواجهته
نشر في البوابة يوم 01 - 04 - 2019

اعتمدت الأمم المتحدة اليوم الثاني من أبريل كل عام «يوم عالمى للتوحد» إذ يعلن فيه العالم بأسر تضامنه مع الأطفال المصابين بالتوحد، خاصة بعد زيادتهم الملحوظة عامًا بعد عام حتى وصلت النسبة إلى واحد من كل 160 طفلًا حول العالم مصاب بطيف التوحد، وفى مصر وصل العدد إلى أكثر من 800 ألف طفل،
وقدر أطفال التوحد أن يكونوا هكذا «انطوائيين، ومنعزلين» حياتهم فى الغالب صامتة وبلا حراك أو تفاعل، «البوابة» تقترب من عالمهم، كيف يعيشون وكيف يتعايشون مع هذا العالم، بعضهم بحسب دراسات المسح الطبي التى أجريت على كثير منهم، زائغ البصر، لا يمكنه التخاطب معك موجهًا إليك بصره فقط، والبعض الآخر يثير الأرض من حوله شقاوة ممزوجة بسلوكيات عنيفة قد تؤذيه ومن حوله، وفريق ثالث يصرخ أو يتمايل مع أى صوت دون أن تعرف السبب، والغالبية منهم لا يشعرون بالألم وفقًا لتفاعلات أعضائهم مع الأغذية التى يتلقونها.
معاناة الأسرة
تبلغ معاناة الأسر خاصة الأمهات ذروتها مع طفلها المصاب بالتوحد ولا تجد طريقة للتعامل معه، وتقول نيرمين ناشد، والدة جورج المريض بالتوحد جورج أصغر أطفالى يبلغ اليوم من العمر 15 عامًا، وتم تشخيص المرض من عمر 2 و8 أشهر ومع ملاحظتى أنه غير طبيعى شخصه الطبيب إنه توحد، وبدأنا رحلة علاج ممتدة حتى الآن أى ما يقرب من 13 عامًا.
وأضافت: «أنها تتمنى أن تتم التوعية بالمرض طوال العام»، قائلة: «كنا حتى فترة طويلة لا نعرف ما هو التوحد، لأنى مع بداية التشخيص تخيلت أن له علاجًا دوائيًا، وسيتم التعامل معه فترة بسيطة، لكنى عرفت أنه مستمر طوال الوقت».
وأكدت أنها خاضت فترة تخبط ما بين معرفة المرض والأطباء والمتخصصين، وبدأنا من عمر الثلاث سنوات العلاج، والآن أصبح جورج يدرس ويمارس السباحة وأقرب للطفل الطبيعى، لكنه لا يستطيع التحدث، لكنه يسمع جيدًا.
وتابعت الأم، تجربتى مع التوحد طويلة، وناشدت جهات الاختصاص بالاهتمام بدراسة المرض والوقوف على أسباب حدوثه حتى تستطيع الأجيال القادمة أن تتخطى هذه المرحلة، قائلة: «زوجى توفى منذ فترة وكان يتمنى أن يسمع صوت جورج أو علاجه، لكن هذا لم يحدث».
وقالت هند سيد سليمان، 33 سنة، وكيلة نشاط بمدارس الأوائل الخاصة وأم لطفل مريض توحد يبلغ من العمر ست سنوات، إنها من سن الستة شهور شعرت بأن طفلها غريب فى تصرفاته، نوبات صراخ وبكاء مستمرة لا ينام، نظراته عينيه غريبة لغاية وملفتة للأنظار.
وتابعت: «فى البداية، الأطباء قالوا: إنه طبيعى وبعد الشهور الأولى سيكون طبيعيًا، وبعد بلوغه العام وجدت أنه لا يتطور مثل الأطفال لا يلعب أو ينتبه للأشياء وعند السنة و8 شهور ذهبت لطبيب نفسى ليؤكد شكوكى أنه مريض توحد»، قائلة: «وبما أننى فى محافظة نائية مثل بنى سويف، لم أجد متخصصين حقيقيين، هم مجرد أشخاص يتعاملون مع المرض على أنه «سبوبة» ولا يوجد تأهيل حقيقى للأطفال، ما دعانى إلى المجىء إلى القاهرة، حيث وجدت مراكز متخصصة، وقاموا بالتشخيص من البداية ولديهم عمل حقيقى وجيد للأطفال، وبالرغم من بلوغ ابنى السادسة فإن العلاج الخطأ فى البداية سيجعله يتأخر فى الالتحاق بالمدرسة، لأنه بدأ مع المؤسسة من ستة أشهر فقط.
وعن أكثر الأشياء التى تزيد من حزنها، هو عدم وعى المجتمع لطفل مريض التوحد، منها نوبات صراخ فى الشارع، ما يعرضنى لمواقف كثيرة صعبة على أى أم يتحملها وهو كطفل.
مسميات المرض
يؤكد الأطباء أن التوحد مرض سلوكى بالدرجة الأولى، وليس عقليًا كما هو شائع لدى الكثيرين فى العالم، وينتج عن خلل فى وظائف الدماغ؛ ما يجعل الطفل يعانى من إعاقات فى التطور والنمو خلال الأعوام الثلاثة الأولى من عمره، ومن الملاحظ أن الطفل يفقد قدرته على التواصل اللفظى والكلام بعد بلوغه سن 18 شهرًا، يبدأ بعدها يعانى من صعوبات فى التطور والنمو خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية المتبادلة، واللغة بالإضافة إلى السلوك فيصبحون منغلقين على أنفسهم، وأحيانًا يتسمون بالعدائية ويفقدون المهارات اللغوية التى اكتسبوها.
ومرض التوحّد أو الذاتوية هو أحد الاضطرابات التى تحدث للإنسان، وهى تابعة لمجموعة من اضطرابات فى مراحل التطور، ويسمّيها الأطباء باللغة الطبية (اضطرابات الطيف الذاتوي)، كما يعرف بضعف فى عملية التفاعل الاجتماعى، كما أنه يتمثل فى ضعف فى التواصل غير اللفظى واللفظى بسلوكيات وأنماط مقيدة ومتكررة، وهذا ناتج عن اضطراب النمو العصبى، وغالبًا اضطرابات هذا المرض تظهر فى سن الرضاعة أى قبل بلوغ الطفل ثلاث سنوات. هناك أنواع عديدة من التوحّد أو الذاتوية تختلف عن بعضها البعض، وتختلف أيضًا بالأعراض من طفل إلى آخر، وبالتالى، فإنّ التوحّد عرضة، لأن يصيب الأطفال فى كل القوميات والجنسيات والأعراق.
سبب المرض
حتى الآن لا يوجد أى سبب للإصابة بالتوحد الذى يعرف بأنه «خلل أو اضطراب نمائى يصيب أى طفل من أى عرق أو جنس قبل سن الثلاث سنوات، لكن هناك بعض العوامل التى تزيد من الإصابة بالمرض منها جنس المولود فى الأطفال وقد أظهرت بعض الأبحاث أن احتمال إصابة الأطفال الذكور هو أكبر بثلاثة أربعة أضعاف من احتمال إصابة الإناث.
وكشف بعض الدراسات عن أن التاريخ العائلى للإصابة بالمرض له دور كبير بمعنى أن الأسر التى لديها تاريخ مرضى للتوحد لديها احتمال أكبر لولادة طفل أخر مصاب بالمرض، كما ضمن الأمور المعروفة أن الوالدين أو الأقارب الذين لديهم طفل من مرضى التوحد يعانون، هم أنفسهم، من اضطرابات معينة فى بعض المهارات النمائية أو التطورية أو حتى من سلوكيات معينة.
ويميل الباحثون إلى الاعتقاد بأن الأبوة فى سن متأخرة قد تزيد من احتمال الإصابة بالتوحد وقد أظهر بحث شامل جدا أن الأطفال المولودين لرجال فوق سن الأربعين عاما هم أكثر عرضة للإصابة بالتوحد ب6 أضعاف من الأطفال المولودين لآباء تحت سن الثلاثين عامًا. ويظهر من البحث أن لسن الأم تأثيرا هامشيا على احتمال الإصابة بالتوحد، كما يصيب مرض التوحد الأطفال من عمر شهور وحتى 3 سنوات وحتى الآن لا يوجد سبب محدد له مع استمرار العمل على معرفة الخلل الذى يصيب الطفل فى هذه السن الصغيرة وهل له علاقة بالجينيات او الطفرات أو خلل فى جين معين.
أعراض التوحد
ويرى محمد حسين المدير التنفيذى لمؤسسة ابنى لعلاج مرضى التوحد، أن أعراض وآثار مرض التوحّد الأطفال من المصابين بمرض التوحّد يعانون من صعوبات ومشاكل فى ثلاثة مجالات تطورية أساسية: اللغة، والسلوك، والعلاقات الاجتماعية والتواصل. وبسبب اختلاف أعراض وعلامات التوحّد من مريض لآخر، فإنّه من المرجح أن تصرفات الأطفال تختلف من طفل لآخر، وأن تكون المهارات مختلفة بينهم، ولكن فى أغلب الحالات المصابة بمرض التوحّد تم وصفها على أنها شديدة الخطورة؛ لأنّها تحمل ميزة عدم القدرة على التعامل مع الآخرين بصورة سهلة، كما أنها تمنع صاحبها من إقامة علاقات مع الآخرين بصورة مطلقة. فى سن الرضاعة غالبًا ما تظهر على الطفل المصاب أعراض التوحّد، بينما هناك أطفال مصابون بالمرض لكن لم تظهر عليهم الأعراض، ويعيشون الأشهر والسنوات الأولى من حياتهم بصورة طبيعية، لكن التغير يحدث فجأة، فنجد الطفل منغلقًا على نفسه، وعدائيًا بصورة كبيرة، ويفقد الكثير من المهارات اللغوية التى اكتسبها، لكن هناك ما يميز الأطفال المصابين بمرض التوحّد.
ويضيف المدير التنفيذى لمؤسسة ابنى لعلاج مرضى التوحد أن الأطباء المختصين فى عالم الأطفال ما زالوا يقومون بعمل مجموعة من الفحوصات بشكل دورى ومنتظم للأطفال؛ وذلك بهدف محاولة الكشف المبكر عن أيّة إصابات لمرض التوحّد، وتابع: «واجب من الآباء أن يهتموا بعرض أطفالهم على أطباء مختصين بمرض التوحّد؛ من أجل الحصول على فحوصات دقيقة، ومن أجل محاولة الكشف المبكر عن المرض، وتفادى تفاقم الأمر».
وقال المدير التنفيذى: «إن مرض التوحّد يأتى على درجات تتراوح فى مدى قوتها، فهنا تكمن الخطورة بحد ذاتها، وبالتالى تكون الخطورة من الأعراض»، حيث إنّ تشخيص المرض ليس بالأمر السهل، بل إنّه يكون بحاجة إلى فحوصات معقدة ودقيقة؛ من أجل التوصل إلى النتيجة النهائية بأن الطفل مصابًا بمرض التوحّد، ويكون الفحص عبارة عن جلسة بين الطبيب والطفل أو أهل الطفل، وأن يكون الطابع الغالب على الجلسة هو طابع الهدوء، ويبدأ الطبيب بالتحدث إلى الطفل؛ وذلك من أجل الكشف عن المهارات اللغوية والعقلية لدى الطفل، كما أن الطبيب يحاول التحدث إلى أهل الطفل؛ من أجل معرفة طبيعة البيئة التى يعيش فيها الطفل، وذلك له أهمية كبيرة فى الحكم على الموقف، مشددًا على أن الكشف المبكر للمرض يساعد بصورة كبيرة على معالجة الحالة، كما أن الحالات التى يتم شفاؤها تكون قبل سن البلوغ، وتكون فى سن مبكرة من حياة الطفل.
العلاج والمواجهة
وفى الوقت الحالى، لم يُكتشف أى علاج يشفى من هذا المرض، فالطفل المصاب بالتوحّد يعيش بقية حياته مع المرض، لكن اكتشاف المرض والتحرى عنه فى وقت مبكر قد يسمح للاستفادة من الخيارات العديدة؛ لإيجاد علاج مناسب يساعد الأشخاص المصابين على التعايش مع المرض، ولهذا، نلاحظ أن الكثير من البالغين والمصابين بالتوحّد أو الذاتوية قادرون على أن يعيلوا نفسهم وأن يعملوا، وعلى النقيض تمامًا، فإنّ البعض منهم بحاجة للمساعدة الكبيرة نتيجة تضرر العمليات الذهنية، وتضرر الذكاء العقلى، وقد تصل إلى فقد القدرة على الكلام والتواصل. بحث العلماء عن أسباب إصابة الإنسان بمرض التوحّد، لكنهم لم يتوصلوا إلى نتيجة مؤكدة، لكن هناك سبب واحد أجمعوا عليه، وهو أن التوحّد ناتج عن خلل فى بنية ووظيفة الدماغ، وهناك بعض الدراسات التى أشارت إلى أنّ الأطفال المصابين بالتوحّد قد يعانون من بعض الاضطرابات الجينية، بمعنى أن 1٪ من هؤلاء الأطفال يعانون من متلازمة الكروموسوم، فى المقابل، فإنّ 2٪ من الأطفال المصابين بالتوحّد عرضة للإصابة بمرض التصلب.
وبحسب الدراسات الحديثة، لوحظ أن هناك العديد هناك العديد من الطُرق العلاجيّة المُتبعة لعلاج مرض التّوحد، أهمها تحليل السلوك يعتمد تحليل السلوك التطبيقى فى مبدأه على تغيير سلوك الطفل بناءً على مبادئ التعلم المشتقة من علم النّفس السلوكى، وتشجيع السلوكيات الإيجابية، ومحاولة صرفه عن أداء السلوكيات السلبية، بالإضافة إلى تعلّم مهارات جديدة، وتطبيقها فى المواقف، وهناك علاج النطق، فى الغالب يسهم هذا النوع من العلاج ى التّغلب على صعوبات التواصل الاجتماعى، من خلال تحسين مهارات التواصل بين الأشخاص، وهذا ما يسمح للمصاب بالتعبير عن احتياجاته ورغباته بشكل أفضل، ويكون علاج النطق أكثر فعالية فى تعزيز الاتصال الوظيفيّ فى الإطار الطبيعيّ، عندما يكون العمل مشتركًا بين مختصى أمراض النطق واللغة، والعائلة، والمدرسين، والأشخاص الداعمين، وأقران الطفل، فيما يُستخدم العلاج الوظيفيّ لتحسين نوعية حياة الفرد، وقدرته على المشاركة الكاملة فى الأنشطة اليومية، من خلال علاج مشاكل التكامل الحسيّ المرتبطة بمرض التوحد، إضافة إلى المساعدة على تعليم مهارات الحياة التى تتضمن الحركات الدقيقة، كارتداء الملابس، واستخدام الأوانى، والكتابة، واستخدام المقص، ويوجد العديد من برامج العلاج الوظيفى، حيث يعتمد كل منها على تقييمات وأهداف فردية خاصة به، وهناك العلاجات الغذائية، حيث تركز التدخلات الطبية الحيوية القائمة على تغيير النظام الغذائى فى مبدأها، على افتراض أنّ الحساسية تجاه الطعام أو نقص الفيتامينات والمعادن، قد يؤدى إلى ظهور أعراض مرض التّوحد، وتتضمن هذه التغييرات إزالة أنواع معينة من الأطعمة، واستخدام المكملات الغذائية كالفيتامينات والمعادن، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه التغييرات الغذائية لا ترتكز على أساس علمى، وبالرغم من ذلك فإنّ بعض الآباء يُلاحظون أنّ هذه التغييرات قد أحدثت فرقًا فى سلوك وشعور أطفالهم، وفى الحقيقة يجب الحرص على استشارة الطبيب واختصاصى التغذية عند التفكير بتغيير النظام الغذائى للطفل.
%69 من أطفال التوحد يعانون التخلف العقلى
وتؤكّد الدراسات الطبية أن هناك نسبة عالية من الأطفال المصابين بالتوحّد يعانون من التخلف العقلى، وهذا ما يسمى بالعوامل البيولوجية (الصرع)، وهناك نسبة عالية على توقع أن العامل البيولوجى له دور مهم فى إصابة الطفل بمرض التوحّد، وعندما أُجريت مجموعة من الدراسات، أشارت النتائج إلى أن حوالى ثلثى الأطفال المصابين بالتوحّد -أى 69٪ منهم- مصابون بالتخلف العقلى، وهذه نسبة تقريبية.
وأكدت وزارة التضامن على لسان الدكتورة غادة والى، إن مصر تعانى من صعوبة تشخيص مرض التوحد، وكذلك صعوبة الدمج، حيث يوجد نسبة أمية مرتفعة وكذلك وجود مشاكل فى النظام التعليمى، الذى يحتاج وقتًا للتعامل مع مرض التوحد، ما يتطلب تكاتف الجميع للتعرف عن قرب بأنواع الإعاقات المختلفة.
إن عدد المصابين بمرض التوحد فى مصر يصل إلى 800 ألف مصاب، حيث يوجد طفل مصاب من بين كل 160 طفلًا بدرجات مختلفة من الأعراض، لافتة إلى أن نسبة الإصابة بين الذكور أربعة أضعاف الإصابة بين الفتيات وأن هذا المرض يسبب مشاكل فى التواصل الاجتماعى والعاطفى وأن بعض المصابين لديهم قدرات خاصة متميزة عن أقرانهم ولديهم تفوق.
6 سلوكيات تُميز مريض التوحد
كشف وليد سليمان، مسئول النشاط بمؤسسة ابنى للفئات الخاصة والتوحد، عن أن هناك أكثر من 6 سلوكيات تميز مريض التوحد، أهمها عندما يرى ضوءًا أو يلمس شيئًا أو يسمع أحد الأصوات الغريبة فإنّه شديد الحساسية له وبشكل مبالغ فيه، لكنه فى النهاية لا يشعر بأى ألم. يطور عادات وتقاليد يمارسها دائمًا، يمارس حركات متكررة، مثل: الدوران، الاهتزاز، والتلويح باليدين، يصاب بالانبهار والذهول عند رؤية أجزاء معينة من الأغراض، مثل: حركة عجل فى سيارة لعبة. يفقد سكينته وهدوءه عند حدوث أى تغيير، حتى التغييرات الصغيرة والبسيطة دائم الحركة. أما الدكتورة سهام خيرى، رئيس مجلس أمناء مؤسسة ابنى للفئات الخاصة والتوحد، فترى أن هناك مهارات خاصة لمريض التوحد منها الكلام فى سن متأخرة، مقارنة بباقى الأطفال من عمره.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.