تقديرًا لقصة كفاح السيدة ظريفة محمد جيلانى (57 عامًا) التى تعمل بصناعة الأقفاص منذ أن مرض ثم توفى زوجها، مدت مؤسسة ميدان الجنوب للتنمية بالأقصر، يد العون لظريفة، بالتعاون مع مديرية التضامن الاجتماعى بالمحافظة؛ حيث أعلن أشرف الهلالى، رئيس مجلس أمناء المؤسسة، البدء فى إعادة بناء منزلها بإنشاء دورة مياه آدمية، وسقف للمنزل المتهالك الذى تعيش فيه، إضافة إلى توصيل المياه له بعد موافقة شركة مياه الشرب والصرف الصحى، وكذلك توفير 5 آلاف جريدة نخيل للسيدة كبداية لمشروع خاص بها. ظريفة تعيش فى قرية الحلة بمركز إسنا جنوب محافظة الأقصر، داخل منزل متهالك لا يصلح للعيش الآدمى. لكن ظريفة لم تنحنِ أمام الفقر وظروف المعيشة القاسية، بل بدأت العمل فى صناعة الأقفاص بالأجر منذ 26 عامًا، لتكسب قوت يومها وتنفق على أطفالها الأربعة بعد مرض رب الأسرة، تجنبا لمذلة سؤال الغير. وقد تزوجت السيدة المكافحة فى سن مبكر (21 عامًا) كمثيلاتها من بنات الصعيد، ورزقت ب4 أطفال «بنتين وولدين»، وحينما أصيب رب الأسرة بعد 8 سنوات من الزواج بفشل كلوى وتليف كبدى، بدأت رحلة طويلة ومريرة مع المرض، حيث بدأت رحلة الكفاح بالعمل فى أكثر من مهنة شاقة وآخرها صناعة الأقفاص من سعف وجريد النخيل، للمساهمة فى علاج الزوج وتربية الأطفال بعد أن تخلى عنها الجميع، ولم يمر عامان من مرض الزوج، حتى وافته المنية، وترك لها إرثًا ثقيلًا من المسئولية تجاه الأطفال الأربعة، الذين عملت على تربيتهم داخل مسكن متهالك لا يصلح للسكن الآدمى، ليس به سقف أو دورة مياه أو أثاث أو أجهزة؛ حيث تضع أدوات مطبخها فى ثلاجة معطلة. ورغم امتلاك ظريفة مهنة حرفية، فإنها طوال هذه السنوات لم تستطع أن تمتلك مشروعًا خاصًا بها، يدر عليها دخلًا، حيث تعمل لصالح تجار آخرين، بداية من السابعة صباحًا حتى حلول ظلام الليل، لتتقاضى أجرًا ضئيلًا على ذلك بقناعة ورضا تام. تقول ظريفة: «تعلمت صناعة الأقفاص من جريد النخيل، الفقر والزمن علمونى الشغلانة الصعبة دى، وكان فيه واحد بيجيب لى الجريد، وأصنع القفص بنص جنيه، لحد ما غلى ل2 جنيه، والقفص الواحد بياخد منى ساعتين تلاتة شغل، بيطلعلى فى اليوم من 20 ل35 جنيه، وبشتغل 14 ساعة، لأنى أقوم الفجر أخلص شغل البيت، وبعدين أشتغل فى الأقفاص لحد أدان العشاء». وتابعت ظريفة: «الحمد لله الشغلانة دى ساعدتنى فى تعليم أبنائى الأربعة، حصل ثلاثة منهم على الدبلومات الفنية، والأخير حصل على الشهادة الإعدادية».