تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الثلاثاء عددا من القضايا المهمة كان أبرزها حوادث الانفجارات الإرهابية التي استهدفت الشرطة والمواطنين الأبرياء. ففي عموده بجريدة الأخبار، انتقد الكاتب محمد حسن البنا رئيس مجلس الإدارة ردود فعل الحكومة ورئاسة الجمهورية والهيئات والجهات المختلفة، حول حوادث الانفجارات الإرهابية التي استهدفت الشرطة والمواطنين الأبرياء، وقتلت أكثر من 14 شخصا أول أمس الجمعة وأصابت 100 آخرين، وارتكبتها جماعة الإخوان الإرهابية. وقال " إن صيغة الشجب والإدانة تدل علي العجز والفشل.. بالضبط كما حدث في قضية فلسطين.. الدولة التي ضاعت تحت شعارات الشجب والإدانة العربية والإسلامية، ووجهة نظري أن الشجب والإدانة والتعزية صيغة تصلح للمتعاطف معنا، لكنها لا تصلح لمواجهة الإرهاب الذي أصبح مفروضا علينا.. نحن الذين نواجه الإرهاب". وطالب الكاتب بضرورة تضافر كافة الجهود الشعبية والرسمية مع الجيش والشرطة.. لإعادة بناء مصر بعد تطهيرها من جماعة الإخوان الإرهابية وأذنابها. بدوره، قال الكاتب محمد بركات في عموده بجريدة الأخبار تحت عنوان (جنون الإرهاب) ) إن موجة الإرهاب والقتل والتفجير التي نراها الآن هي نتاج حالة الجنون المتردية التي أصابت الجماعة الإرهابية وجعلتها تفقد عقلها تماما، بل وأصابتها بحالة سعار مرضية، فراحت ترتكب جميع الجرائم البشعة والخسيسة، في إطار الحرب التي تشنها ضد مصر عقابا لجموع الشعب علي رفضهم الخضوع لسيطرتها وانتقاما منهم لخلاصهم من حكمها الفاشل والفاشستي. وأكد أن الجماعة الإرهابية تدرك باليقين الآن أنها سائرة في طريق الانتحار بما تقوم به من عمليات قتل وتخريب الآن ضد الدولة والشعب المصري، وتعلم أن الشعب لن يغفر لها علي الإطلاق جرائمها. وأشار الكاتب إلى أن الجماعة تصورت أنها تستطيع بالإرهاب والقتل والتفجير إجبار الشعب علي الخضوع لها والقبول بعودتها للحكم وهو ما ثبتت عدم صحته علي الإطلاق، وبقي علي الجماعة أن تدرك الآن أنها لن تحصد سوي الفشل والهزيمة في حربها الإرهابية ضد مصر وشعبها. وقال الدكتور أسامة الغزالي حرب في عموده بالأهرام إنه "ليس بمقدور أي مواطن منصف أن ينكر الدور العظيم الذي يؤديه جهاز الشرطة في مصر (..) ولكن هذا لا يمنع من توجيه النقد له إزاء أي تقصير, خاصة إذا كان التقصير إزاء الجهاز ذاته, وإزاء رجال الشرطة أنفسهم. وتساءل عن المشهد الذي رأيناه بأم أعيننا للسيارة المفخخة التي تركها الإرهابيون أمام المديرية دون أن يتقدم منهم أي حارس ليقول لهم ممنوع الوقوف هنا..وكيف مرت السيارة بكمائن الشرطة التي يفترض وجودها بكثافة هذه الأيام، بالإضافة إلى ظروف و ملابسات إدخال أو تصنيع هذه المتفجرات الشديدة؟. وخلص إلى أن مصر اليوم في حرب حقيقية لا ينبغي التقليل منها علي الإطلاق، مشددا على أن تلك الأفعال الخسيسة لن تزيد المصريين-كعادتهم- إلا إصرارا علي المواجهة, وعلي دحر قوي التطرف والشر. وفي عموده بجريدة الأهرام ، تحدث مكرم محمد أحمد عن فرص نجاح مؤتمر جنيف 2 حول الأزمة السورية، ورأى أن الخلافات الضخمة بين الحكومة والمعارضة السورية تجعل الوصول إلي إتفاق بين الجانبين أمرا شبه متعذر يحتاج إلي معجزة حقيقية. وعزا الكاتب أسباب عدم الوصول إلى نتائج إيجابية للمؤتمرإلى أن وفد الحكومة السورية يعتبر بشار الأسد خطا احمر,ويصرعلي حقه في أن يكون جزءا من الحل,يترشح للانتخابات الرئاسية القادمة بحيث يكون القول الفصل للشعب السوري,بينما يصر وفد المعارضة السورية( تؤيده واشنطن)علي أنه لا مكان لبشار في مستقبل سوريا,وعليه أن يرحل اليوم قبل الغد,ويكفيه ما وقع من جرائم حرب باهظة الكلفة. وحمل المجتمع الدولي مسئولية المجازر التي دمرت الدولة والشعب والحياة والمستقبل السوري، وأسفرت حتي الأن عن أكثر من9ملايين مشرد داخل وخارج سوريا ، وسفكت دماء مئات الألاف من المدنيين دون جريرة ، وجاوزت وحشيتها كل الحدودو ، وأهانت شعبا شقيقا عظيما يعاني الجوع والعطش في مناخ قارس البرد، ويعيش وسط خرائب مدن كانت أجمل المدن واكثرها نبضا بروح الحضارة العربية. وقال الكاتب عمرو الشوبكى فى مقاله بجريدة المصري اليوم الذى جاء تحت عنوان ( كارهو المصريين ) "حين تشهد مصر فى يوم واحد 4 عمليات إرهابية، ويسقط عشرات الضحايا والشهداء فإن واجبك الإنسانى، ولا نقول الوطنى، أو الدينى، أن تتعاطف مع هؤلاء الضحايا وذويهم حتى لو كانت لديك مظلومية، وحتى لو كانت لديك مطالب تراها عادلة فلا يجب أن تصدرها وتصر عليها رغم أنف أهلك وأبناء شعبك المحيطين بك. وأضاف ولقد تظاهر الإخوان في القاهرة والإسكندرية وبنى سويف ودمياط وفى مناطق مختلفة دون أن يعيروا الشهداء والمصابين أى اهتمام فى حوادث مديرية أمن القاهرة ومحطة مترو البحوث، وسينما رادوبيس بالهرم، وقسم شرطة الطالبية ، وبدوا- كما هى العادة- منفصلين تماماً عن وجدان الشعب المصري. وتساءل الكاتب "هل يتذكر الإخوان ما فعلته تيارات سياسية كثيرة معارضة لمبارك لحظة وفاة حفيده، ومنها جماعات مسيحية في أمريكا، كانت تنوى التظاهر ضده، وقررت إلغاء فعالياتها من باب التعاطف الإنسانى مع الرجل الذي رفضه أغلب المصريين. وأوضح الكاتب أن مشكلة الجماعة مع الشعب المصرى لم تكن مشكلة مع تيار حزبي أو سياسي وصل للسلطة وعارضه الناس، إنما هى جماعة سرية منغلقة على أعضائها ومنفصلة عن المجتمع والدولة معاً. ورأى أن ما يقوم به الإخوان حالياً من أفعال يدل على حجم الانفصال الوجداني عن عموم الشعب المصري نتيجة الخلل فى صيغة الجماعة نفسها، وفى بنيتها العقائدية والتنظيمية التي أنتجت ما يشبه الكيان الموازى لكل شىء تقريباً فى مصر (إلا الجيش والشرطة والقضاء): علم إخوانى فى مواجهة علم الدولة، وكيان إخواني خدمي في مواجهة خدمات الدولة (شبه الغائبة فى كثير من الأحيان)، وعزلة شعورية تضع عضو الإخوان في بوتقة منفصلة عن المجتمع في مواجهة وطنية مصرية تلقائية لم ولن يتخلى عنها الشعب المصرى. واختتم الشوبكى مقاله قائلا "علينا ألا نندهش من جرعة الكراهية التى يخرجها قادة الإخوان تجاه الشعب المصري كل يوم، فهم اختاروا أن يكونوا في عزلة شعورية عن المجتمع بتعبير سيد قطب.