"أسوأ ما فى الخيانة، أنها لا تأتى من عدو".. فكثير من الأحيان تكون الطعنة من شخص تعرفه ويعرفك، فيدفعه الشيطان للتخلص منك وقتلك، بالرغم من المعروف الذى قدمته له، وهو ما تجسد حقيقة فى أحد العقارات بمنطقة أرض اللواء بالجيزة، حينما اتفقت شقيقتان تعملان خادمتان على قتل صاحب الشقة الكويتي. من داخل مسرح الجريمة الضحية كويتي مقيم بمصر بمفرده منذ 30 عاما يقول حارس العقار الذى شهد الواقعة، إن الضحية يقيم فى العقار منذ نحو 30 سنة، وكانت معاملته طيبة مع الجميع، فليس له أى عداوات مع أحد فى المنطقة، ومحبوب من الجميع، مشيرًا إلى أنه كان دائم السفر بين مصر والكويت، ويقيم بمفرده في مصر بينما أسرته لم تكن معه. والدة المتهمتين كانت خادمة لدى المجني عليه حتى آخر أيامها وأضاف حارس العقار، أن "أم أحمد"، سيدة مسنة، وهى والدة السيدتين المتهمتين بالاشتراك مع 4 آخرين فى قتل الكويتي داخل شقته، كانت خادمة لديه فى الشقة لسنوات طويلة، وكانت مخلصة فى عملها، وكان يسمح لها بالتواجد فى الشقة لتنظيفها والاهتمام بها طوال تواجده فى مصر وخلال تواجده فى الكويت، فكانت مقيمة بها بشكل مستمر. الضحية يعود لمصر فور علمه بوفاة والدة المتهمتين وأشار إلى أنه خلال تواجده مدة عامين فى بلده الكويت، توفيت تلك الخادمة المسنة، فعاد على الفور لتقديم واجب العزاء، وأعطى مبلغا ماليا لابنتيها "المتهمتين"، وسمح لهما بخدمته فى الشقة بدلًا من والدتهما المتوفية، وكانتا ينظفان شقته وشقق قاطنى العقار من أجل لقمة العيش. حارس العقار: حذرته من ترك المفاتيح للمتهمتين وأوضح أنهم حذروه من أن يترك لهم مفتاح الشقة، ولكن قام بعمل توكيل لهم بالدخول والخروج من الشقة فى غيابه، وكان يعطيهم المال، ولكن كانت النهاية أنهم خططوا من أجل سرقته وقتله بالرغم من تلك المعاملة الحسنة التى كان يعاملهم بها. المتهمين بلاغ إلى قسم شرطة العجوزة كان ضباط مباحث قسم شرطة العجوزة قد تلقوا بلاغًا من عزيزة. م. م. إ خادمة 33 سنة، ومقيمة بكرداسة، أنها حال تواجدها بالشقة صحبة مخدومها المدعو "خالد. ص. ا" 81 سنة، داخل شقته الكائنة، دائرة قسم شرطة العجوزة، سقط مغشيًا عليه عقب تناوله بعض المأكولات ووفاته، وبالانتقال والفحص تم العثور على جثته بصالة الشقة وبها سحاجات حول الفم والساق اليمنى وأسفلها أفيز بلاستيك ولاصق طبي، والعثور بسلة القمامة بمطبخ الشقة على عدد 2 أفيز متصلين بقطع للاصق طبي وبكرة لاصق فارغة وأمام باب الشقة قطعة من اللاصق الطبي المعثور عليه، وبغرفة النوم حقيبة مكسورة الأقفال ولم يتم العثور على هاتف المتوفي أو ثمة مبالغ مالية. وبإجراء التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة كلًا من المبلغة الخادمة، وشقيقتها حميدة. م. م. إ وشهرتها "لمياء" ربة منزل 36 سنة، ومقيمة بدائرة القسم، ورفيق.م.م.إ شقيق الأولى وشهرته "رفيع" خراط 31 سنة ومقيم بكرداسة، وأحمد.م.م.إ وشهرته "كابوزة" خراط 25 سنة، ومقيم بولاق الدكرور، ومحمد.إ.ع.م وشهرته "عثمان" 19 سنة، ومقيم بالعجوزة، وعلي. إ. ر. إ وشهرته "علوكة" ميكانيكي 30 سنة، ومقيم بكرداسة، وعبدالرحمن.ش.إ.م وشهرته "عبده" خراط 19 سنة، ومقيم كرداسة. وعقب تقنين الإجراءات وبعمل التحريات والأكمنة تم ضبط المتهمين وبمواجهتهم اعترفوا بتكوينهم تشكيلًا عصابيًا، وأنهم من الأولى إلى الرابع اتفقا على سرقة المجني عليه بالإكراه بتسهيل من الأولى ونظرًا لأنهم معلومون لدى المجني عليه استعان الرابع بباقي المتهمين لارتكاب الواقعة وقاموا بشراء عدد (7) أفيز ولاصق طبي، وقام الثانية والثالث والخامس بمراقبة الطريق إلى مدخل العقار وصعد كل من السادس والسابع لشقة المجني عليه وطرقا على بابها ولدى فتح الأولى لهما قاما بدفعها والتعدي عليها بادعاء أنهما مجهولان وشلا حركة المجني عليه وقيدا يديه بالأفيز وكمما فمه باللاصق الطبي إلا أنه قاومهما وحاول نزع اللاصق عدة مرات مما أحدث السحجات حول فمه، فقام السادس بكتم أنفاسه بقطعة قماش حتى فارق الحياة واستولوا على مبلغ وقدره ألف جنيه- هاتف محمول، من جلباب المجني عليه وتوجه السابع لغرفة النوم بإرشاد الأولى وكسر أقفال الحقيبة.. واستولوا منها على مبالغ مالية 321 دولارا، 10 دينارات كويتي وانصرفا من المكان، إلا أن الخادمة خشيت من آثار الشبهات حولها وقامت بفك وثاق المجني عليه "اللاصق الطبي والأفيز" وألقتهما بسلة قمامة المطبخ محل العثور ولم تنتبه بوجود أفيز ولاصق طبي أسفل الجثة وادعت كذبًا سقوط مخدومها مغشيًا عليه ووفاته، وأرشد المتهمون عن مكان إخفائهم المسروقات بمسكن الرابع حيث أمكن ضبطها. وتم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات، وأخطر اللواء مصطفى شحاتة مساعد الوزير مدير أمن الجيزة.