في بقعة غير آدمية، تم بناء "عشش" بطول شريط السكة الحديد من مخلفات البناء وألواح الصاج والخردة، والألواح الخشبية، لم يتم توصيل مرافق لها، وقعت بها العديد من الحوادث، وبعد أن كانت مكانًا يستر الفقراء أصبحت مخبأ للكثير من الهاربين من القانون فاختلط أخيارها بأشرارها. اتخذ هؤلاء الأهالي من العشش بيوتًا لهم، وارتضوا بأقل القليل، مكثوا لعقود في بقعة غير آدمية، لا يدرون أهم اختاروها أم اختارتهم، تأقلموا بمرور الزمن على حياة تفتقد الخصوصية، فتُنتهك خصوصيتهم داخل الحمامات المشتركة والعشش المتلاصقة، مطالبين ومطالبين المسئولين بخلق حل لكن دون جدوى، ولكن تغير الوضع منذ عامين، وبدا بصيص من الأمل لهم، حيث أمر الرئيس عبدالفتاح السيسي بهدم «عشش الدقي» وتوفير شقق سكنية لهؤلاء الأهالي، وذلك ضمن خطط مبادرة «حياة كريمة» التي أطلقها الرئيس، لتقديم مختلف أنواع الدعم للمواطنين وتحسين مستوى الحياة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا على مستوى الدولة. فهنا في "عشش الدقي"، غادر بعض الأهالي بغتة، فتم ترحيلهم من بيوتهم وتسلميهم شقة 40 مترًا لا يستطيع العيش بها غير أسرة واحدة، مقابل "عشة" تصل في بعض الأحيان إلى 400 متر وبها غرف عديدة لكل الأبناء، فيتساءل بعض المتضررين كيف تسمون هذا تعويضًا، وتعرض لكم "البوابة نيوز" في هذا الإطار شكاوى المتضررين من السكان، وكذلك الإيجابيات والسلبيات في نقلهم من "العشش" للوحدات السكنية.