نددت خطبة الجمعة بالجامع الأزهر بتفجيرات مديرية أمن القاهرة التي وقعت صباح اليوم وأكدت أن فاعليها خارجون عن الملة وهم في نار جهنم، وقال د. عباس شومان وكيل الأزهر خلال الخطبة: "أعلن باسم الأزهر استنكارنا لما تم من عمل إجرامي ووقوفنا مع رجال الشرطة والجيش للمضي بمصرنا إلى الأمام". ووجه شومان رسالة إلى مرتكبي التفجيرات والمحرضين عليها قائلا: "ارجعوا إلى رشدكم وارحموا مصر وشبابها وأهلها، فالأمان راجع والاستقرار راجع لبلدنا، والأفعال التي وقعت اليوم والأمس لن تزيد المصريين إلا إصرارا على العمل والمضي والتقدم نحو الاستقرار" وتابع: "أفعالكم لا تخيف أحدا وستخيفكم أنتم، أما المصريون فسيمضون إلى عملهم ومن لقوا مصرعهم فهم شهداء وأنتم في النار، فعودوا لرشدكم قبل هلاككم على أيدي رجال الشرطة والجيش وقبل أن يلفظكم جميع المصريين، قائلا: "إن جميع المصريين يرفضونكم ويرفضون أفعالكم". ولفت شومان، إلى أن من أعظم الجرائم في شريعتنا هي جريمة الإفساد في الأرض، وجريمة الإرهاب كما يتم تسميتها في عصرنا، فترويع الآمنين جريمة فاعلها سيلقى عند الله عز وجل بعقوبات أليمة إن أفلت بها في الدنيا، فإن قدر عليه فقد نزل عقابه في كتاب الله في آية الحرابة". أضاف: "أن جريمة الإرهاب يحق فيها أربع عقوبات إما قطع اليد والأرجل من خلاف إن كان الاعتداء على المال فقط، وإما أن يصلب ويقتل إن كان القتل مع إرهاب المقتول، وأخف العقوبات في الإرهاب أن ينفى إلى مكان خارج العمران في مكان لا يسفيد فيه، أو بالحبس باعتبار أن المحبوس منفي عن الناس". وشدد أنه لا إفساد في الأرض أكبر من أن يروع الآمنين ويكدر عليهم صفو أمنهم الذي حرمه رب العالمين فوق سبع سماوات وقال: "ديننا لا يعرف الإرهاب ولا يحض عليه إلا أن يكون إرهابا لأعداء الله تعالى، أما بين الآمنين وهم من يقومون في أرض تحكم بحكم الإسلام مسلم وغير مسلم فإرهابهم حرام والاعتداء عليه جريمة نكراء ومن جاء بحكم غير هذا فليدل على مصدره ". وأكد شومان أن مصادر الإرهابيين وتشريعهم هي تشريعات الشيطان وأعوانه وما تصوره لهم نفوسهم المريضة وما يحملونه من حقد على فئات المجتمع، وحقدهم سيأكلهم في النهاية، فمصر محفوظة بحفظ الله، ومهما طال الزمن سيعود إليها أمنها وسترقى لتكون في مقام الدول الراقية. وشدد على أن الإرهاب تشريع شيطاني ومن يفعله لا دين له ولا شريعة ولا عقيدة ولا يعظمون حرمات الله تعالى والله قادر عليهم، وسيعود لمصر أمنها وستكون مأوى للسالمين المسالمين الباحثين عن المن والأمان وطلب العلوم الشرعية الصحيحة من الأزهر الشريف الحامل للواء الإسلام، وعلماؤه هم من يعرفوا الحلال والحرام. وأضاف، أن الترويع والاعتداء على الآمنين موجب للعنة الله تعالى، وبمجرد رفع الشخص ولو حديدة في وجه أخيه لا تتوقف الملائكة عن لعنه، وقال: "من كان باحا عن حكم فليرجع لكتاب الله وأقوال سلفنا الصالح وما يفتتي به علماء الزهر، فلا يوجد في التشريع ما يبرر الترويع" ولفت إلى "أن الإرهاب جريمة وهي مردودة على أصحابها، وقال من تقصدون بجرائمكم ومن أين استحللتم دماءهم، فهل تقصدون المسلمين الذي عصمت دماؤهم أم أنكم تسلمون إسلاما لا نعرفه وترجعون لسنة غير التي نرجع إليها وتهددون لكتاب جعلتموه لأنفسكم لا حق فيه ولا شرع فيه؟" وأوضح أن ما يفعله الأرهابيون من وسواس الشيطان وأفعاله سيقودهم للهلاك، ومن يفجر نفسه في المسلمين والآمنين ليس شهيدا، بل هو منتحر ومرتكب لجرم عظيم وهو في نار جهنم خالدا فيها. وشدد على أن رجال الشرطة والجيش هم عيون حرس في سبيل الله وهذا ما أكده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال لأصحاب الفكر المنحرف الإرهابي: لمذا أغريتم الشباب وأضللتموهم عن طريق الله، فجزاؤكم في الدنيا أنكم منبوذون والشرطة والجيش قادرون على صدكم، لتبقى مصر للمصريين الذين يستحقون البقاء على أرضها ولتطرد من لا يعترف بشرع الله وكتاب الله. واختتم وكيل الأزهر خطبته بالقول: "أقول للجميع لا تسمعوا لعلماء الإفك والضلالة فما يصدرونه من فتاوى فهو إفك وضلالة ومن أراد العلم الصحيح فالأزهر مصدره، كلنا سيموت وسيحشر بين يدي الله ويسأل عن كل كبيرة وصغيرة وساعتها لن يفيد الندم".