أكد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر - خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بالجامع الأزهر - اليوم: "إن من يقومون بإرهاب الآمنين وسفك دمائهم لا بدّ من صلبهم لفسادهم في الأرض"، مشيراً إلى أن ترهيب الجيش والشرطة والمواطنين الآمنين والفتيات في الجامعات، يحق فيه الصلب والقتل، فمن يقومون بذلك لا علاقة لهم بالإسلام ولا يحملون اسمه، لأنهم حماة العدوان وأقرب إلى أعداء الإسلام من المسلمين، مؤكداً أن الشريعة السمحة جاءت لتحقق مقاصد خمسة، هي: حفظ المال والدين والعرض والنفس والدماء، وهي مقاصد الشريعة الكلية، وجميع التكاليف التي في شرعنا من واجبات ومحرمات ومباحات تدور في فلك تلك المقاصد لتحقيقها للناس جميعاً، وليس للمسلمين فقط، فشريعة الإسلام جاءت للناس كافة، وحتى لمن رفض الدخول فيها. ولفت إلى أن مجرد ترويع الآمنين حرام في الإسلام، فمن أخاف مسلما أخافه الله تعالى يوم القيامة، ولا ناصر له، بل يخرج من ملة الإسلام، فترويع الآمنين في بلاد الإسلام جريمة عظمى، وقتل المعصوم - أي من حرم الله قتله، وهم جميع من يقيمون في بلاد المسلمين، ولو كانوا ينتمون إلى دولة معادية - والاعتداء عليهم حرام وقتلهم جريمة. وأوضح "شومان" أن القتل في ظروف عادية عقوبته القصاص، وإذا كانت جريمة القتل جريمة غير عادية، وهي التي ترتبط بالإرهاب والترويع، يصبح تطبيق أشد العقوبات على الإطلاق واجباً، وهي جريمة الحرابة والإفساد في الأرض، وعقوبتها كما قال الله تعالى: "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلاَفٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ". وأضاف وكيل الأزهر، أن الأمة تمر بمرحلة خطيرة، وكثيرا ما حذر المخلصون من وجوب التصالح والتسامح ورأب الصدع وإنصاف الأمة والسعي إلى استقرارها، ومن واجب كل حرٍّ يعيش على أرض مصر أن يقف ضد الإرهاب، ومن يمارسون تلك الأعمال مثلهم عندي كمثل الكلاب المسعورة عقرها خطير ولكن عمرها قصير، وأكد كذلك أن الإسلام حفظ دماء الكفار كما حفظ دماء المسلمين، فإذا كان الإنسان - من غير المسلمين - في بلاد المسلمين فإن دمه أشد حرمة، ولا يجوز الاعتداء عليه في دم أو مال، ومن اعتدى عليه عوقب كمن اعتدى على مسلم. واستطرد شومان: "هذه الحرمة في غير المسلمين، فكيف بدماء المسلمين التي أخبرنا الرسول بأن زوال الكعبة على حرمتها، وزوال الدنيا، أهون عند الله من قتل نفس مؤمنة".