أكد علماء الأزهر أن ما يقوم به هؤلاء الإرهابيون الغاشمون من قتل للأبرياء وترويع للآمنين أمر حرمه الإسلام، وسائر الأديان السماوية, وأن الإسلام يرفض الإرهاب بجميع أشكاله وصوره. وأكد العلماء براءة الإسلام والأديان السماوية من تلك الاعتداءات الإرهابية الآثمة، وطالبوا جميع أجهزة الدولة بالتصدي لهذه الهجمات الإرهابية وتعقبهم في كل مكان للقضاء على بؤر الإرهاب. ووصفوا هؤلاء المعتدين بخوارج العصر الذين يجب أن يطبق عليهم حد الحرابة والقصاص. وطالبوا الجميع بالوقوف يدًا واحدة ضد الإرهاب الأسود ومواجهة الفوضى والتخريب الذي تسعى بعض تيارات الإرهاب إلى نشره في ربوع مصر. ويقول الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، إن الإرهاب الأسود الذي عاد ليطل برأسه القبيح من جديد علي بلد الأمن والأمان, لا أصل له في الشرائع السماوية, ولا يعرف القائمون عليه شيئا يستندون إليه إلا إفكهم وضلالهم, ومن يقومون بذلك يسمون بأسماء إسلامية, ويختارون لجماعتهم أسماء تنتهي بالإسلام أو معلما من معالمه كالشريعة, أو بيت المقدس, أو جيش الإسلام... الخ, ويعتبرون أعمالهم الإجرامية جهادا, يستندون إلى أحكام ضالة وباطلة يستدلون بها علي مشروعية أعمالهم الإرهابية التي نالت المسيحي والمسلم ورجال الشرطة والجيش الذين يسهرون علي أمن الوطن والمواطنين, والذين يصدق فيهم قول رب العالمين: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) وقول رسولنا الكريم- صلي الله عليه وسلم:عينان لا تمسهما النار, عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله. وأضاف: إن هؤلاء الجبناء .. شرع الله منهم ومن أفعالهم براء فجميعنا يعرف أن حرمة الدم أشد من حرمة الكعبة, وأن زوال الدنيا أهون عند الله من قتل نفس مؤمنة, كما ان ترويع الناس جريمة عظمي في الإسلام لقوله صلي الله عليه وسلم:(من روع مسلما روعه الله يوم القيامة وقوله: من أشار إلي أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه, وإن كان أخاه لأبيه وأمه). وقال ان جرائم الإرهابيين لم يسلم منها حتي الشجر, فمنه ما أحرقوه ومنه ما جعلوه مخبأ لمتفجراتهم. وهؤلاء الضالون مفسدون في الأرض, محاربون لله ولرسوله وعقابهم بين أربع: القتل أو الصلب, أو قطع اليد والرجل من خلاف, أو النفي.لقوله تعالي:(إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض, ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم). وفي سياق متصل يقول الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، عميد كلية أصول الدين بأسيوط، إن تلك الأعمال الإجرامية لا تتفق مع شريعة الإسلام بل تصادم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، واعد الله عز وجل أعظم عقوبة لقتل النفس بغير حق، قال تعالى (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة فى الدماء، واعتبر النبى صلى الله عليه وسلم قتل النفس بغير الحق من الأعمال المهلكة لصاحبها فقال الرسول الكريم (اجتنبوا السبع الموبقات قيل ما هم يا رسول الله ؟ قال : الشرك بالله والسحر وقتل النفس التى حرم الله إلا بالحق... إلى آخر الحديث). وطالب بسرعة المحاكمات والقصاص من القتلة، وتغيير القوانين وتشديد العقوبات حتى يرى المجتمع المصري ما يشفى صدوره من قتلة أولاده، ودون أن يحدث ذلك نكون كمن يحرث فى الماء. كما طالب الأزهر والأوقاف بمحاربة هذه الأعمال الإجرامية وعقد الندوات لتوعية المواطنين بخطورة هذا الأمر وبيان حرمته، والتركيز على مواجهة الفكر التكفيري في خطب الجمعة ووسائل الإعلام، ومنع أي مسئول أو إعلامي أو رجل دين من الكلام إذا حث الناس على قتل المواطنين. من جانبه يشير الدكتور سعيد عامر رئيس لجنة الفتوى بالأزهر، إلى أن من يرتكبون هذه الجرائم لا يسمعون لدعاة الإسلام، إنما يسمعون ويتبعون أهواءهم وما تمليه عليهم شياطين الإنس من قادتهم، وعملا بالقاعدة الفقهية المعروفة ودرءا للمفاسد فانه يجب أن يطبق على هؤلاء حد الحرابة حتى يكون ذلك رادعا لهم ولغيرهم، وذلك لقوله تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ). وناشد جميع المؤسسات الحكومية أن تقف مع الأزهر ومع فئات الشعب على درء هذا الفساد والتعاون على حماية البلاد والعباد من إراقة الدماء والإفساد في الأرض.