رفضت الصين دعوة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي لإجراء محادثات مع الزعماء الصينيين، ووصفت تلك الدعوة ب"المخادعة".. فيما حثت السلطات الصينية، اليابان أيضا على تفسير الهدف من خطط تعديل دستورها السلمي وتوسيع نطاق قوتها العسكرية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشين قانغ - في بيان له - "صرحنا مرارا بموقفنا بهذا الشأن، ولا يجب لرئيس الوزراء الياباني أن يحلم بإجراء محادثات جوفاء ويرفض في الوقت نفسه الإقرار بأخطائه ويواصل تصريحاته السلبية تجاه الصين"، موضحا أن القادة الصينيين مشغولون للغاية ويفضلون تخصيص وقتهم لأشياء أكثر قيمة وفائدة. وأضاف أن "آبي بنفسه هو الذي يغلق باب الحوار مع الصين، ويجب على الجانب الياباني أن يقر بأخطائه وينتقل لمسار جديد ويحسن العلاقات مع الصين بأفعال ملموسة". وتساءل تشين "لو كان رئيس الوزراء الياباني أحد أبناء ضحايا الحرب العالمية الثانية أو أحد أفراد الشعب الذي أجبر على أن يعمل سخرة أو رقيقا أبيض خلال وقت الحرب أو من ضحايا اختبارات الأسلحة البكتيرية التي أجرتها الوحدة اليابانية رقم 731 على البشر في الصين خلال الثلاثينيات أثناء الحرب العالمية الثانية، هل كان سيقوم بزيارة ضريح ياسوكوني؟". وقال إن "الضريح كان في يوم ما أداة روحانية ورمزا للعسكرية لليابانية، وإن طبيعة الخطوة التي قام بها آبي هي تبجيل العدوان وتحدي النظام العالمي لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية"، موضحا أن 5 أو 6 صحف كبرى في اليابان أعربت عن معارضتها للخطوة التي قام بها آبي، لذا "كيف يمكن لآبي أن يفوز بثقة الدول المجاورة لليابان والعالم إذا كانت الصحف المحلية اليابانية نفسها لا تصدقه؟". وطالب المتحدث باسم الخارجية الصينية، اليابان بمواجهة التاريخ والاستفادة من دروسه، ودعا آبي للالتزام بالكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء الياباني السابق توميتشي موراياما التي أعلن فيها أن اليابان طوال فترة الحكم الاستعماري والعدوان ألحقت الكثير من الضرر والمعاناة بشعوب عدة دول خاصة في آسيا وأنه لا ينبغي تكرار مثل هذا الخطأ مستقبلا. على جانب آخر، قال تشين إن "اليابان هي التي يجب أن تزيد الشفافية، ويجب أن تفسر لآسيا والمجتمع الدولي الهدف الحقيقي من تعديل دستورها السلمي وتوسيع نطاق قوتها العسكرية"، وذلك على خلفية قيام حكومة آبي مراجعة الدستور السلمي لليابان الذي بدأ العمل به عام 1947 من أجل منح ضوء أخضر للتوسع في القوة العسكرية لليابان". وأضاف أن "السياسة الدفاعية للصين تتميز بالشفافية حيث تلتزم الصين دائما بمسار التنمية السلمية وتتبنى سياسة دفاعية للدفاع الوطني". يذكر أن التوتر بين اليابان وجاراتها في آسيا قد تزايد في أعقاب الزيارة التي قام بها آبي في ديسمبر الماضي لضريح "ياسوكوني" المثير للجدل في طوكيو الذي يكرم 14 من مجرمي الحرب العالمية الثانية اليابانيين من الفئة الأولى.