أثار استمرار الضربات الإسرائيلية على القوافل والقواعد العسكرية الإيرانية فى سوريا، غضب طهران، فبعد أيام من الضربات التي شنتها إسرائيل فى 20 يناير، واستهدفت مواقع ل«فيلق القدس»الإيرانى فى العاصمة السورية دمشق بما فى ذلك مواقع تخزين أسلحة، وموقع استخبارات، ومعسكر تدريب، اتهمت إيرانروسيا بالتواطؤ مع إسرائيل من خلال تعطيل منظومة الدفاع الصاروخى «إس 300» تزامنا مع كل هجوم إسرائيلي على سوريا. وقال رئيس لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية فى مجلس الشورى الإيراني، إن هناك ما وصفه بالتنسيق الواضح بين موسكو وتل أبيب عند تنفيذ أى ضربة داخل الأراضى السورية. وأضاف حشمت بيشه أنه لو كانت روسيا تفعل منظومتها الجوية إس 300، لما تجرأت إسرائيل على القيام بهجماتها بسهولة، وفق تعبيره. وأوضح فى مقابلة مع وكالة «إرنا» الإيرانية، بعد عودته من أنقرة، أن «نقدا جادا يوجه إلى روسيا، حيث تعطل منظومة إس 300» عندما تشن إسرائيل هجماتها على سوريا. وأضاف: «يبدو أن هناك نوعا من التنسيق بين الهجمات الإسرائيلية والدفاع الجوى الروسى المتمركز فى سوريا». نجاح دبلوماسي وأعلن وزير شئون المهاجرين الإسرائيلى يوآف غالانت يوم عن نجاح دبلوماسى لحكومته.، وحسب الوزير، فإن لدى الدولة العبرية خطة لإخراج إيران من سوريا وتعول على المساعدة الروسية فى تحقيق ذلك الهدف. وحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الوزير قال: إن التعاون بين طهرانوموسكو يقترب من نهايته: «الوضع تغير الآن ونتج عنه أن موسكو تتجه لتل أبيب إذ إن الدولتين يجمعهما هدف مشترك وهو إخراج إيران من سوريا». وأكد الوزير أن بلاده أعدت خطة لذلك دون أن تعطى مزيدا من التفاصيل. ولم ترغب روسيا فى البداية التعليق على كلام الوزير، بل إنها انتقدت الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة ضد أهداف إيرانية فى سوريا «القصف العشوائى لمناطق تعود لدولة ذات سيادة أمر يجب أن يتوقف»، على حد تعبير المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا. ونقلت وكالة تاس عنها قولها «ينبغى ألا نسمح مطلقا بأن تتحول سوريا، التى تعانى من صراع مسلح منذ سنوات، إلى ساحة لتسوية الحسابات الجيوسياسية». ولكن لم يمر الكثير من الوقت حتى جاء التأكيد على عمق الشراكة بين البلدين على لسان نائب وزير الخارجية الروسى سيرجى ريابكوف، والذى قال: «الإسرائيليون يعلمون ذلك، واشنطن تعلم ذلك، الإيرانيون أنفسهم يعلمون ذلك، حتى الأتراك، والسوريون يعلمون ذلك: أمن إسرائيل هو أولوية لروسيا». وباستطاعة منظومة إس 300 أن تطال الأهداف الجوية على مسافة 250 كم، ما يعزز من القدرات القتالية للدفاعات الجوية السورية، وبإمكانها أيضا إيقاف أجهزة الرادار والاتصالات لكل القوات التى توجه الضربات للأراضى السورية. لكن يبدو أن منظومة إس 300 لم تمنع الطيران الحربى الإسرائيلى من التحليق فوق الأراضى السورية، واستهداف الميليشيات الإيرانية، الأمر الذى أثار حفيظة طهران وجعلها توجه، لأول مرة، اتهاما مباشرا لروسيا بتعطيل أنظمة دفاعها الجوي. بنيامين نتنياهو تنسيق متواصل وقالت وسائل الإعلام العبرية: إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التقى مع مسئولَين روسيين 17 يناير وناقش معهم مسألة تعزيز التنسيق العسكرى فى سوريا لمنع حصول احتكاك بين الجيش الروسى والجيش الإسرائيلي. وأكد نتنياهو فى بيان أن المحادثات تناولت خصوصا «إيران والوضع فى سوريا، وكذلك تعزيز آلية التنسيق العسكرى بين الجيشين بهدف تفادى الاحتكاكات، مضيفا أن إيران تشن هجمات يومية على إسرائيل، وأنهم يتصدون لتلك الهجمات». من جانبه قال قائد سلاح الجو الإسرائيلى السابق أمير إشل، إنه على الرغم من القوة العسكرية الكبيرة لإسرائيل، «فإنها ليست قادرة على إخراج الإيرانيين من سوريا». ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن إشل قوله: «لا توجد قوة عسكرية قادرة على إخراجهم من سوريا. روسيا الوحيدة القادرة على إخراج إيران من سوريا». وتحدث إشل، الذى كان يعمل قائدا للقوات الجوية حتى عام 2017، كعضو فى مائدة مستديرة بمعهد أبحاث الأمن القومي، قائلا إنه لا يعتقد أن إسرائيل على حافة أى حرب، لكنه أضاف: «أعتقد أنه يجب علينا ألا نخدع أنفسنا، يمكن للمرء أن يتطور، ورأينا ذلك مع إطلاق صاروخ على جبل الشيخ». وكان إشل يشير إلى حادث وقع فى وقت سابق من هذا الشهر أطلقت فيه قذائف من سوريا على مرتفعات الجولان الشمالية فى وضح النهار. وتم إطلاق الصواريخ بعد أن ذكرت وسائل الإعلام الرسمية السورية أن الدفاعات الجوية السورية أحبطت غارة جوية إسرائيلية على مطار بجنوب دمشق.