صور الفرحة كثيرة؛ ربما تختلط فيها الحكايات؛ لكن تبقى هناك حكاية هي الأهم؛ من بين صور استقبال النائب عبدالرحيم علي في قريته؛ استوقفتنا صورة الحاجة ثريا؛ تلك المرأة الكفيفة؛ التي لم تفقد بصيرتها؛ ووهج قلبها؛ للعابرين ليست سوى سيدة خرجت مع أهل قريتها لاستقبال النائب عبدالرحيم علي، للمتأملين في حياتها؛ فهي سيدة سبعينية أنهكها البقاء وحيدة؛ بعد أن تركها ولديها بين أربع جدران؛ الوحدة جعلت منها امرأة حكيمة يقودها قلبها وعصاها إلى حيث تريد، ولأنها ذاقت مرار الجفاء؛ أرادت أن تملأ قلبها بلحظات من البر والود؛ فخرجت تضرب الأرض حتى وصلت إلى تجمع الناس؛ وعلى عزف الناي قررت أن تتخلص من أوجاعها فرفعت عكازها ترقص به شمالا ويمينا، فربما وهبتك الحياة ولدا بارا في لحظة ما. النائب عبدالرحيم علي أمر بصرف معاش شهري للحاجة ثريا؛ من "بوابة الخير"؛ كما أرسل بياناتها لوكيل وزارة التضامن لبحث إمكانية عمل معاش شهري لها من تكافل وكرامة.