سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشاعر أحمد سراج في حواره ل"البوابة نيوز": أحلم بتحويل مشروع "أدب المصريين" لموقع إلكتروني.. أنتظر صدور مسرحيتي الشعرية "لمسة البعث".. وأحاول إنهاء ديواني الثاني
يعد كتاب «النهار الآتي.. قراءات نقدية فى التجربة الشعرية لرفعت سلام»، الصادر حديثًا عن دار الأدهم، إعداد وتحرير الشاعر أحمد سراج، هو الجزء الثانى من مشروع سراج الأدبى الموسوم بأدب المصريين، وقد صدر الجزء الأول (أدب المصريين شهادات ورؤى) عام 2016 وحوى شهادات لستة وستين كاتبًا مصريًّا ونصوصهم والتعريف بهم، مع مناقشة أهم التغيرات التى طرأت على النص الأدبى بعد ثورة يناير. الكتاب بنى على خمسة عناصر أساسية؛ هى التقديم، والدراسات العامة ودراسات الدواوين والدراسات العامة والشهادات والببلوجرافيا...كان ل «البوابة» حوار مع أحمد سراج بشأن «النهار الآتي» وقضايا ثقافية أُخرى مثارة.. وإلى نص الحوار: ■ ينتمى هذا الكتاب إلى مشروع «أدب المصريين».. فما ملامح هذا المشروع؟ - هو مشروع موازٍ لكتابتى الإبداعية- وأظنه إبداعيا بقدر كبير- أسعى فيه إلى تطوير الاهتمام بالمحتوى المصرى خاصة والعربى عامة- وما استطعت إنجازه حتى الآن هو كتاب «أدب المصريين شهادات ورؤى» وهو القسم الأول المعنى بتقديم شهادات ونصوص للمبدعين، والقسم الثالث هو كتب الدراسات النقدية عن شاعر أو كاتب واحد، وأعمل حاليًّا على القسم الثانى وهو أدب المصريين.. حوارات وقضايا. ■ كيف بنيت الكتاب؟ وهل اعتمدت على كتابات سابقة فقط؟ - تم وضع إطار الكتاب كقسمين نقديين بامتياز، هما الدراسات العامة ودراسات الدواوين، وقسم كاشف من جهة إنسانية هو الشهادات، وتم اعتماد هذه القواعد، لكل ديوان دراستان، لا توضع للناقد إلا دراستان على الأكثر، الاهتمام بالدراسات الكبرى والتاريخية، اختيار النقاد والكتاب الجادين المميزين، ومن هنا تم استبعاد ما يقارب من 98٪ بالمائة وتم تكليف أساتذة هم كريمة النقد العربى من مصر والمغرب والجزائر، ولهذا أخذ الكتاب عامين بالتمام والكمال، وكانت نسبة الدراسات الجديدة 70٪، ولهذا قال عنه محمد عبدالمطلب كتاب أسطوري، وقال عنه أمجد ريان: «من الكتب القليلة التى ستبقى فى المكتبة العربية» هنا تجد كتابًا به أول دراسة (سبتمبر 1987) وآخر دراسة (نهاية يوليو 2018) سعيت إلى أن تكون أمام عينة كافية ودالة للنقد العربى المحيط بتجربة شعرية إنسانية- دون وجود دراسة مجاملة- سعيت إلى أن نكون أمام عصرٍ من النقد السعيد يمثله: محمود أمين العالم، وصلاح بُوسريف، وشريف رزق، وعبدالدائم السلامي، ومحمد عبدالمطلب، واعتدال عثمَان، وإدوار الخراط، وعبدالله السمطي، ومحمد مفتاح، ورمضان بسطاويسي، ومحمد فكرى الجزَّار، ومحمد سمير عبد السلام، وبهاء مزيد، وصلاح فاروق العايدى، وأبواليزيد الشرقاوي، وشريف الجيار، ومحمد فريد أبوسعده، وعادل ضرغام، وأحمد بلبولة. وأمجد ريان، وعزمى عبد الوهاب، ولطفى السيد منصور، ومحمد رياض، ومسعود شومان. ■ لماذا ترى أن رفعت سلام يحتاج مثل هذه الدراسة الشاملة؟ ولماذا تتسم تجربته الشعرية بخصوصية فى نظرك؟ - قلت شيئا من هذا فى مقدمتى للكتاب، ويمكن تلخيصه بأنها تجربةٍ واعيةٍ، ووفيةٍ، وصبورٍ، ومثابرةٍ، وصامدةٍ، وثريةٍ، ومؤثرةٍ، ومتطورةٍ. وقد عرضت لهذه الخصائص بشيء من التفصيل. بحكم قراءتى وطريقة تربيتى الثقافية التى تربت على التنوع فأنا تلميذ لمحمد فكرى الجزار الذى تتلمذ مباشرة على يد رجاء عيد ومحمد عبدالمطلب وعز الدين إسماعيل، وهو صاحب أول دراسة ماجستير عن محمود درويش، وأول رسالة دكتوراه عن فقه الاختلاف فى النص الشعرى الحديث، وأنا تلميذ عيد بلبع بدراساته الثرية عن قضايا الشعر العربى القديم زمنيا؛ برؤية عصرية ضافية؛ لهذا تعلمت أن أقرأ للجميع وأن تتكون معاييرى وتتطور من خلال الاختبار لا الرفض؛ فلم أرفض الشعر التقعيلى رغم أننى كتبت العمودي، وكتبت دراسات عن قصيدة النثر رغم أننى لم أكتبها. ■ يقول الدكتور محمد عبدالمطلب عن شعر رفعت سلام «هذه المرة الأولى التى أقرأ فيها شعرًا لا يقدم لغة محملة بالدلالة الجمالية بهدف التوصيل، وإنما شعر يقدم اللغة ذاتها بوصفها المستهدَف الأصيل».. كيف ترى هذا القول؟ - الاهتمام باللغة ليس أمرًا شكليًّا، بل هو تركيز على الجمالى إعلاء للقيمي؛ فلو كان النص معنى جديدًا- بالفرض- لانتهت علاقتك بك حين تعرفه.. لكن التوتر والانجذاب (بمعناه الصوفى) والحيرة لا تأتى من هنا.. اللغة ليست اللفظ وليست المعنى وليست علاقات الدوال أو المدلولات.. لكنها كل هذا وأكثر، ولا يمكن أن نقف باللغة الشعرية عند تعريف اللغة (الألفاظ حد اللغة) لغة الشعر هى ما يجعل الكلام نصًّا؛ فتضع فى اعتبارك التشكيل الطباعى وبناء الصور والمجازات.. وهنا إحدى ميزات نص رفعت سلام، التى وصفها عبدالمطلب: «بالبصمة الشعرية». ■ كيف تقيِّم تجربة شعراء السبعينيات فى مصر؟ - هذه تجربة جاءت والصحف تصدر النصوص نفسها، وإن اختلف اسم الصحيفة أو الديوان أو القصيدة، جاءت والأرض جرداء تمامًا، وما تبقى منها على وشك التجريف، فر شعراء إلى المنافى الاختيارية كحجازى- الذى كان مقلا أصلا- بدأ صعود التيارات الإسلامية على يد السادات ضربًا للحركة الطلابية، دخلنا فى نفق السلام مع الصهاينة وما وازاه من محاولة إخراج أمة بكاملها من تاريخها العربى والفرعوني؛ فالصهيونى الذى لن يوافق على العروبة لأنها تعنى المطالبة بفلسطين، لن يرضى بالحضارة المصرية، ودليلك إلى ذلك ما قاله هرتزل الأب لروحى للصهيونية بعد لقاء مصطفى كامل به: «سليل الفراعنة الذين طردونا من مصر يطلب مساعدتى أنا اليهودي». هنا ظهر السبعينيون.. بانتفاضتهم الخلابة المغدورة (1978) وبمظاهراتهم المستمرة، وبنصوصهم الشعرية. ■ إلى أى مدى يتماس الشعر الحداثى فى مصر مع الحداثة الشعرية الأوروبية؟ - الشعر واحد، وتأثر دانتى بالمعري، أو لوركا بالشعراء الأندلسيين، أو عبدالصبور بإليوت، ليس عيبا، فنحن أبناء ملة واحدة اسمها الشعر، لكن الشعر من الحياة، وما يواجهه شاعر فرنسى غير ما يواجهه شاعر مصري، وما يتأثر به شاعر مغربى غير ما يتأثر به شاعر سنغالى أو أسترالي؛ مثلا استقرت الدول الأوروبية وحققت ثوراتها حريات شعبها وثبتت نظامًا معيشيًّا واجتماعيًّا وثقافيا، لهذا فالشاعر لا تحاصره هموم الشاعر المصري، ولا يخاطب جمهورًا كجمهورنا.. يمكن تمثيل نصوصنا إن التزمت بالظرف الاجتماعى بنصوص الإسبان تحت حكم فرانكو، ويستطيع شعراء مصريون بحكم ثقافتهم وإطلاعهم وظروفهم بكتابة نصوص تقترب من النص الأوروبي، ولهذا وذاك مؤيدون ومعارضون. ■ ماذا بعد النهار الآتى؟ - أنتظر صدور مسرحيتى الشعرية «لمسة البعث» وأحاول إنهاء ديوانى الثانى «غرب الحب الميت»، كما إن كتاب «أدب المصريين حوارات وقضايا» يحتاج إلى جهد كبير، وأتعشم أن أستطيع بإذن الله إطلاق موقع أدب المصريين فى عام 2020.