أكد الدكتور محمود عنبر، أستاذ الاقتصاد السياسى بجامعة أسوان، والمتخصص فى الشأن الأفريقي، أن إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي، مدينة أسوان عاصمة الشباب الأفريقى عام 2019، سيعود بالنفع على مصر وعلى أسوان خاصة؛ حيث يأتى الإعلان استكمالا لمبادرة الرئيس، على اعتبار أسوان عاصمة للاقتصاد والثقافة الأفريقية، وذلك لما تتمتع به من مؤهلات تجعلها تستطيع أن تكون عاصمة للشباب الأفريقي. فهى تعد بوابة أفريقيا وبحكم الجوار الجغرافى هناك ترابط قبلى وتجاري، أيضا ما تتمتع به أسوان من أماكن سياحية وبنية تحتية ومؤسسات تعليمية تتمثل فى جامعة أسوان، التى أنشأت معهدًا متخصصًا فى الدراسات الأفريقية، يضم ستة أقسام متخصصة، يمكن أن تثرى مكتبة الدراسات الأفريقية، بمزيد من الدراسات المتخصصة فى هذا الشأن، كما أنها ستعمل على إخراج باحثين مصريين وعربا، لديهم إدراك ومعرفة كاملة بقضايا القارة الأفريقية، سواء على الجانب السياسى أو الاقتصادي. وأوضح «عنبر» أن فكرة التجارة الخارجية بين مصر وأفريقيا والتطور بين العلاقات المصرية الأفريقية، وفقا للأرقام سواء حجم التجارة الخارجية ما بين الدول أو حتى على حجم الاستثمارات، حققت طفرة فى معدلات الاستثمارات المصرية فى أفريقيا، وصلت وفق تصريحات وزيرة الاستثمار، فى أحد المؤتمرات فى جوهانسبرج، وحضرها أكثر من 54 دولة أفريقية وأكثر من 7 زعماء، ممثلين عن دول القارة الأفريقية، إلى نحو 10.2 مليار. لافتا، إلى أن أحد البنوك أعلن أن مصر، هى واجهة الاستثمار فى أفريقيا، وأفضل دولة بها مناخ استثمارى داخل القارة الأفريقية، وأن العلاقات ما بين مصر ودول القارة السوداء، فى تطور بتزعم مصر، قمة الاتحاد الأفريقى فى 2019، بالإضافة إلى أن مصر أخذت على عاتقها كثير من القضايا، سواء على الجانب السياسى أو الاقتصادي، فمصر صاحبة المبادرة الأولى فى ضم التكتلات الاقتصادية الثلاثة الكوميسا وسادك وتكتل شرق أفريقيا، فى منطقة تجارة واحدة تضم الثلاثة تكتلات. وأضاف «عنبر»، ل«البوابة»، أنه على الجانب السياسي، فإن قضايا الإرهاب التى تحزم القارة الأفريقية، من الصومال شرقا وحتى نيجيريا غربا، أحد المعوقات الرئيسية لفكرة الاستثمار والتجارة، وهى من القضايا المهمومة بها مصر، وفى حال حلها، ستؤدى إلى زيادة معدلات الاستثمار، سواء الاستثمارات المحلية أو حتى الاستثمارات الأجنبية. وتابع، وإعلان الرئيس يمثل ترويجا للدولة المصرية، كون مدينة أسوان تعتمد عاصمة للشباب الأفريقي، ويقام فيها فعاليات مؤتمر الشباب العام القادم، هذا فى حد ذاته ترويج لإحدى محافظات الدولة المصرية، ويمثل اقتصاديا نقاطا كثيرة؛ لأن هذه المؤتمرات يحضرها كثير من المستثمرين ومن رجال الأعمال، وبالتالى تكون فرصة لبحث توقيعات وبروتوكولات تجارية واقتصادية. حيث تتميز مصر بأنها من أفضل الأسواق الاستهلاكية على مستوى العالم، لاعتبارين هما: عدد السكان ونمط الشعب المصري، الذى يميل إلى الاستهلاك، وبالتالى هذا يحفز المستثمرين، فضلا عن البيئة الاقتصادية، ومنها القرارات الاقتصادية الأخيرة، وتحرير سعر الصرف، الذى أعطى قوة أفضل للدولار الأمريكي؛ حيث ازدادت القوة الشرائية للدولار ضعف زيادتها على ما كانت عليه قبل التعويم، وبالتالى يعتبر ضمن المحفزات الرئيسية للمستثمر، لاقتناء الأصول المصرية، بنحو نصف ثمنها، أما من جانب البيئة التشريعية، فإن قانون الاستثمار يعطى المستثمر الكثير من الإعفاءات والحوافز الضريبية. وأوضح «عنبر»، أن هناك قوة دولية كبيرة تنافس الوضع المصرى بل الوضع العربي، داخل القارة الأفريقية، وليست القوة الإقليمية التقليدية مثل: الولاياتالمتحدةالأمريكية أو الصين وغيرها، منها تركيا وإيران، وبعض دول الخليج، وكلها قوى تنافس الدور المصرى وتأخذ من حصة الاستثمارات، التى من الممكن أن تستفيد منها مصر، أو من وضع التجارة، ومبادرة الرئيس السيسي، تعيد الدور الإقليمى مرة أخرى للدولة المصرية، بعد فترات من التأرجح من الانحسار فى السبعينيات، إلى الغياب فى التسعينيات، إلى محاولات عودتها مرة أخرى فى الفترة الأخيرة.