«قصور الثقافة»، فكرة تنويرية ظهرت فى توقيت حاول حينه المسئولون أن تكون منبرًا محليًا يبث الثقافة والفنون فى كل ربوع مصر، بعيدًا عن فكرة مركزية العاصمة أو المدن الكبرى؛ وسعى القائمون على الفكرة لتمكين من أطلق عليهم فيما بعد «أدباء الأقاليم» فى الحصول على فرصة حقيقية لخوض المعترك الثقافى والمنافسة، وأن يُظهروا قدراتهم الحقيقية، لينتشر الفن والثقافة فى كل مكان. لكن مع مرور السنوات، بدأ الحماس لتحقيق هذا الهدف فى التراجع، ولم تعد قصور الثقافة تؤدى أدنى واجباتها، فصارت خاوية إلا من بعض الموظفين والقليل من الأنشطة، وتجمد مشروع «النشر الإقليمى» رغم الميزانية التى تضعها الدولة كل عام رهنًا لتحقيق هذا الهدف، وتسيد المشروع عقول ثابتة لا تعرف لماذا توقفت بها الأفكار عند حد معين، فأصبحت الجهة المنوط بها نشر الثقافة فى القرى والنجوع والأماكن والأحياء الشعبية والبسيطة، مجرد مصلحة حكومية أخرى على القائمين عليها التوقيع فى دفاتر الحضور والانصراف، وتجاهل أى محاولة حقيقية لتحقيق الهدف الأساسى. عشرات المسميات ومئات الأماكن وملايين الجنيهات الموجودة بلا جدوى، دفعت «البوابة» لفتح الملف والتعرف على ما إذا كانت قصور الثقافة جانيًا على المثقفين أم مجنى عليها من قِبل المسئولين.. تحدثنا إلى من قاموا على هذه الهيئة المهمة فى عصب وزارة الثقافة المصرية، وتحدثنا إلى المثقفين لمعرفة السبب، ربما كانت هناك أبعاد أخرى. مثقفون: غياب الخدمات الثقافية وراء انهيارها تعانى نوادى الأدب بالهيئة العامة لقصور الثقافة إهمالاً شديدًا، حتى أنه لا يتم النظر إليها، فى حين أن دورها الحقيقى يكمن فى تخريج أدباء يثروا الحياة الثقافية، ولكن الواقع الحقيقى أن دورها مهمل، بالتزامن مع ظهور الصعوبات التى واجهت نوادى الأدب بقصور الثقافة ومعها أيضًا غابت الحلول الممكنة لمواجهة هذه الصعوبات. الدكتور أحمد مجاهد يقول الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الأسبق، إن نوادى الأدب تعانى من مشكلات كثيرة أبرزها هو أن كبار الأدباء يحجمون عن المشاركة فى نوادى الأدب وليس لهم علاقة بهذه النوادى، فى حين أن هناك آخرين محتكرين لهذه النوادى دون أن يستحقوا المشاركة فيها. وأضاف مجاهد: يبقى السؤال هو ما الدور الحقيقى الذى تؤديه نوادى الأدب؟ فى حين أن ميزانيتها محدودة فأنشطتها تنحصر بمؤتمر نوادى الأدب؛ وطالب مجاهد بأن يُعقد اجتماع تحت إشراف الهيئة لأفضل أدباء مصر من جميع المحافظات لمناقشة دور نوادى الأدب، وأن يكون محورًا أساسيًا فى مؤتمر أدباء مصر لمناقشة تعظيم دور أدباء مصريين. وأوضح مجاهد أن الدور الرئيسى الذى تقوم به هيئة قصور الثقافة هو تقديم أنشطة خدمية للجمهور، وأنه من الممكن أيضًا أن تقدم أنشطة وعروض فنية خارج نطاق الهيئة بمقابل مادي، مشيرًا إلى أنه ليست المشكلة فى تسويق الأنشطة التى تقدمها قصور الثقافة، ولكن المشكلة الأكبر هى أن العائد المادى من هذه الأنشطة يذهب إلى خزينة وزارة المالية، وبالتالى لا تستفيد الثقافة وهيئة قصور الثقافة منه شيئًا؛ وأشار مجاهد إلى أن الأمل فى تنفيذ هذه الفكرة يكمن فى الشركة القابضة للفنون، فمن الممكن أن تكون هذه الشركة هى الحل السحرى لتطوير كل المشكلات بالهيئة. الفنان التشكيلى أحمد نوار ومن جانبه، قال الفنان التشكيلي أحمد نوار رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الأسبق، إن الأنشطة الثقافية الخدمية ما زالت لا تحقق أهدافها الأصيلة بسبب عدم ثبات سياسة واضحة المعالم فى المجال الثقافى، مع تغيير وزراء الثقافة ورؤساء الهيئات المختلفة بشكل مستمر. وأضاف نوار : كل مسئول جديد لا نسمع رؤيته فى مجال تخصصه، بل الذى يحدث هو وقف كثير من الأنشطة الفعالة والتى أثبتت تأثيرها فى الحياة الثقافية والمجتمع، ولا يمكن أن تحول نشاطًا خدميًا غير مكتمل وغير مبنى على أسس الاستمرار ومعايير الجودة ومفتت، إلى أنشطة تجارية. ومن جانبه قال محمد شاكر، رئيس نادى الأدب بقصر ثقافة الفيوم، التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة، إن كل نوادى الأدب بالهيئة ليس لديها منفذ وحيد للنشر غير النشر الإقليمى والذى يصاب هو نفسه بالمرض بسبب لجان فنية لا تعرف أدوات التقييم، ولذلك يُخرج لنا النشر الإقليمى أنصاف أدباء. وأضاف شاكر: كنت طلبت عدة مرات من الرؤساء فى الهيئة على مر عامين حين كنت عضو أمانة أدباء مصر بإعادة هيكلة النشر الإقليمى. وأوضح شاكر أن المشكلة الكبرى التى تعانى منها نوادى الأدب ليست مقصورة على عملية النشر فقط، ولكن المشكلة الأكبر هى ميزانيات النوادى التى لا تكفى ميزانية ندوة واحدة، فثلاثة آلاف جنيه لعامين ميزانية لنوادى الأدب ماذا نفعل بها؟! وأشار شاكر إلى أن أقل مطرب بقصور الثقافة يحصل على مكافأة 250 جنيهًا والشعراء المحليين 100 بينما الضيوف من خارج المحافظة فعلى الأقل بدل انتقال لا يقل عن 150 جنيهًا. وأوضح شاكر أن الأكثر سخرية من ضعف وقلة المكافأة أنهم حين حولوا المكافأة من نقدى إلى فيزا بالبريد؛ فبسبب تأخر التسويات وضخ المبلغ الذى يذهب نصفه للبنك والبريد والدمغات جعل المطربين يقاطعون المشاركات بنوادى الأدب وجعل أعضاء مجلس إدارة النادى مصابين بشلل لعدم التحرك فيضطرون إلى دفع بعض المبالغ من حسابهم الخاص ويذهب النشاط للهيئة. وأضاف شاكر: لولا علاقاتى التى جعلتنى ربما أقيم أمسيات شعرية وندوات فكرية بدون مبالغ وأقمت أيضًا مهرجان الربيع الأول الذى كان بمعرض الكتاب وشاركت فيه أكثر من 12 دار نشر وتضمن أيضًا أمسيات شعريه وندوات فكرية وحفلات موسيقية وعروضًا مسرحية وفنون تشكيلية وفنون شعبية نشاط متكامل على مدار 7 أيام، وقد حضر السيد الدكتور هيثم عبدالحفيظ رئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد وقتها وأبدوا إعجابهم الشديد بالمهرجان الذى كان يحمل عنوان «الثقافة والفن فى مواجهة الإرهاب»؛ وأوضح: كنت أتمنى حضور الدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة وأن يعتمد المهرجان نصف سنويًا أو سنويًا كما كنت أتمنى حضور محافظ الفيوم، وموافقته على تخصيص قطعة أرض لإقامة معرض للكتاب يليق بأدباء ومحافظة الفيوم كمعرض دمنهور والإسكندرية واختتم شاكر حديثه: أتمنى من الهيئة العامة لقصور الثقافة أن تنظر لنوادى الأدب بشكل أفضل لأن النوادى هى المطبخ الوحيد أو المكان الوحيد الذى يفرز أدباء جدد كل يوم وهى العامل الوحيد فى تطوير مؤتمرات مصر التى أصبحت بلا فائدة. فى حين قال الروائى محمد جمال الدين، رئيس نادى الأدب بقصر ثقافة الفيوم سابقًا: إن النشر الإقليمى صار مقصورًا على شباب المبدعين، أما الروائى المتحقق فليس أمامه إلا التعاقد مع دور النشر الخاصة، فى حين أندية الأدب ميزانيتها هزيلة وضعيفة ولا تكفى نشاطًا فاعلًا وقويًا، كما أن الشباب يعانون والكبار أيضًا، فى حين أن الحركة الثقافية كلها تعانى فهى ما بين تحزبات أو تربيطات، فضعف الميزانيات وغياب الدور الحقيقى للمؤسسة الثقافية بات واضحًا. سعد عبدالرحمن رئيس هيئة قصور الثقافة الأسبق اتجاه الجيل الحالى إلى وسائل التواصل الاجتماعى وراء إهمال دورها.. وهناك قصور عبارة عن غرفة واحدة تبدو دائما أزمة عزوف الجمهور عن المشاركة فى برامج هيئة قصور الثقافة وأنشطتها فى مختلف المحافظات حتى بعد صدور الكتاب المطبوع الذى تصدره الهيئة مع بداية كل شهر الذى يضم جميع أنشطة الهيئة فى مختلف الأقاليم والمحافظات أبرز الأزمات، وأحيانا يصل الأمر إلى أن الجمهور قد لا يعرف شيئا عن الفعاليات. ويبقى السؤال هل قصور الثقافة بهذا الوضع تعد هى المجنى عليه أم هى المتهم الرئيسى فى عزوف الجماهير عنها؟ وإذا كانت قصور الثقافة هى المجنى عليها فما الأسباب التى جعلتها بعيدا عن الجمهور؟ وما علاقة القطاعات الأخرى من الوزارات كوزارة الشباب والرياضة ووزارة التربية والتعليم بالهيئة؟ وكيف تتعامل الدولة مع وزارة الثقافة؟ رئيس هيئة قصور الثقافة الأسبق سعد عبدالرحمن كشف فى حواره ل«البوابة» العديد من الأسباب التى تقف وراء تدهور أوضاع قصور الثقافة الحالية، واضعا روشتة أمام المسئولين لحل هذه المشكلات.. وإلى نص الحوار ■ ما سر عزوف الجمهور عن أنشطة قصور الثقافة؟ - عزوف الجماهير عن الأنشطة التى تقدمها قصور الثقافة يرجع إلى عدة أسباب، منها أن الجيل الحالى اتجه إلى وسائل التواصل الاجتماعى التى جعلت الشباب فى الوقت الحاضر يتكاسلون عن الذهاب لقصور الثقافة لمتابعة أنشطتها فى حين أن هذه الوسائل لم تكن موجودة قديما ولم تكن فى متناول الفرد حتى يستطيع أن يشاهد فيلما إلا من خلال السينما. وقديما كانت الدولة تدعم المؤسسات الثقافية ماديا ومعنويا وتؤمن بها، لكن الآن الدولة تنظر إلى الثقافة على أنها مجرد حلية أو زينة لمجرد استكمال لشكل الدولة الحديثة، فلا يوجد إيمان حقيقى بدور المؤسسة الثقافية معنويا أو ماديا. ■ وكيف ترى وضع هيئة قصور الثقافة الحالي؟ - قصور الثقافة كانت قديما تابعة للحزب الوطنى القديم، وأنشئت مدارس للشعب فهى مؤسسة عريقة والشعب المصرى فى تزايد مستمر ومنذ أن أنشئت مواقع قصور الثقافة التى تقارب من 580 قصرا ثقافيا بجميع المحافظات فهى غير كافية مقارنة بتزايد العدد السكانى، إلى جانب أن أكثر هذه المواقع الثقافية لا يعمل بكل طاقته، ولا تتوافر فيه أبسط الشروط لأى موقع ثقافى فكلها مواقع عشوائية، معظمها لا يصلح، لا توجد به أجهزة صوت، ولا حتى قاعة للمسرح وغير ذلك، مما يحتاجه أى قصر ثقافى ليقيم الأنشطة الثقافية الخاصة به وحتى المبنى لا يدل على أن هذا قصر ثقافة، فربما تجد قصر ثقافة عبارة عن غرفة مكتوب عليها قصر ثقافة، وهذا حدث بكثرة أيام السادات ومبارك ويعد شكلا من أشكال الفساد وذلك لأن نائب مجلس الشعب وقتها كان يبنى قصر ثقافة ليعين فيه أقاربه من جهة، ومن جهة أخرى ليبين للآخرين أنه يعمل ويخدم الدائرة. فأيام وزير الثقافة الأسبق ثروت عكاشة كانت قصور الثقافة تبنى بشكل معين ونموذج خاص يهيئ للعمل بها وممارسة الأنشطة التى تقوم بها، كما أن الأشخاص المعينين بالقصر مؤهلين لإدارة قصور الثقافة من الشباب المثقف الواعى، فعلى سبيل المثال فى قصر ثقافة بكفر الشيخ نجد مدير القصر فنانا تشكيليا كبيرا، مثل عز الدين نجيب، والكاتب المسرحى على سالم كمدير لقصر ثقافة أسوان، فكنا نجد اهتماما بالمبنى والمعنى على عكس الوضع الحالى، الأغلبية من الموظفين لا علاقة لهم بالثقافة، كما أنه من مشاكل قصور الثقافة أيضا : أن هناك مواقع كبيرة لا يتعدى عدد الموظفين بها إلى 4 أو 5 موظفين فقط فى حين نجد موقعًا لقصر ثقافة صغير يوجد به أكثر من 50 موظفا. ■ كم تقدر ميزانية قصور الثقافة؟ - ميزانية قصور الثقافة لا تكفى لتقديم أنشطتها بالدرجة المطلوبة ولا أعرف بالتحديد كم هى ميزانية قصور الثقافة الآن، لكن ما أتذكره أننى عندما تركت المنصب كانت الميزانية مليون جنيه، وكانت تنفق الملايين أحيانا فى بناء قصر ثقافة، على المبنى من الميزانية وهو ما يؤثر على الميزانية بشكل عام، إضافة إلى أننا نجد رواتب العاملين فى الفرق الموسيقية أو الشعبية ضعيفة جدا لأن الميزانية ضعيفة. وقصور الثقافة لا يوجد بها إلا 5 أو 6 فقط من المتخصصين من خريجى السينما، وعدد المكتبات بقصور الثقافة يقارب 1000 مكتبة معظم العاملين بها من المؤهلات المتوسطة والمؤهلات العليا لا علاقة لهم بالمكتبات، فقليل جدا من إخصائى المكتبات ولا يوجد نهائيا متخصصون فى المسرح. ■ فى رأيك ما حل هذه المشكلة؟ - لابد من تدريب العاملين بالمسرح من غير المتخصصين ليكونوا مؤهلين للعمل بدلا من العشوائية فى العمل، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن فى عدم تطبيق هذه التدريبات والسبب هو قلة الميزانية لدى قصور الثقافة وهذا ما يضيع حق قصور الثقافة وتظهر أمام الغير على أنها المتهم الأول عن تقديم العمل بالشكل المطلوب، فلابد قبل أن ننتقد قصور الثقافة علينا أن نرى أسباب الضعف التى أدت إلى التدهور فى الخدمة الثقافية المطلوبة. ■ هل قصور الثقافة مجنى عليها أم متهم؟ - لابد أن لا نلقى اللوم نهائيا على قصور الثقافة وحدها فمن ضمن مشاكلها أنها محملة بأعباء غيرها من القطاعات الثقافية فهى تعانى من كل الجوانب من أنشطة الطفل والمسرح والأدب وحتى ذوى الاحتياجات الخاصة، وهذا نابع من أن باقى القطاعات الثقافية لا تؤدى دورها بالشكل المطلوب منها، فقصور الثقافة رغم الإمكانيات الضعيفة هى المؤسسة الوحيدة التى تعمل خارج القاهرة لأن الإعلام لا يركز إلا على القاهرة فالقنوات الإعلامية فاشلة ولا تؤدى دورها الحقيقى فنجد أن قصور الثقافة تعمل فى الظلام غير أن ما تفعله قصور الثقافة من أنشطة فى يوم واحد لا تنفذه مثلا ساقية الصاوى فى مائة يوم. ■ ما الدور الذى من الممكن أن يؤديه الإعلام تجاه قصور الثقافة؟ - قصور الثقافة تقدم الكثير من العروض المسرحية المختلفة والرائعة على مسارحها المختلفة بمختلف أنحاء القصور بالجمهورية، فلماذا لا يأخذ الإعلام والقنوات المختلفة هذه العروض لتقديمها على شاشات التليفزيون بدلا من تقديم مسرحيات قديمة طال عرضها وعفى عليها الزمن مثل مسرحيات «مدرسة المشاغبين» و«العيال كبرت» و«شاهد ما شفش حاجة» وغيرها من العروض التى تكرر عرضها. ■ ما طبيعة علاقة قصور الثقافة بالوزارات الأخرى؟ - علاقة قصور الثقافة بالوزارات الأخرى كوزارة الشباب والتعليم تكمن فى أن روح التعاون مفقودة، لأن العلاقة مبنية على الضروريات وليست مبنية على الالتزامات، فوزارة الثقافة تلجأ لوزارة الشباب والعكس فى الضروريات فقط فى حين أنه لابد أن تكون هناك أوامر إلزامية بتعاون الوزارات مع بعضها البعض. ■ كيف ترى تعامل الدولة مع وزارة الثقافة؟ - الدولة لا تؤمن بوزارة الثقافة كما قلت وتنظر إليها إلى أنها مجرد استكمال لشكل الدولة الحديثة فلا يوجد إيمان حقيقى بدور المؤسسة الثقافية فوزارة الثقافة إذا طلبت من الدولة زيادة فى الميزانية لا أحد ينظر إليها فى حين أن أى وزارة أخرى إذا طلبت زيادة فى الميزانية فأوامرها مجابة ويوافق على طلباتها، وتوجد مؤسسات لو طلبت «لبن العصفور ينفذ لها» بينما وزارة الثقافة لا تنفذ طلباتها. أشرف عامر التحدث للإعلام ممنوع.. والبيانات مركزية اتخذت الهيئة العامة لقصور الثقافة مؤخرًا قرار مفاده أن يتوقف مسئولو الإعلام بالإقليم والفروع عن الترويج لأنشطتهم وعدم إرسال الأخبار إلى الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية، على أن يتم إرسال الأخبار عن الأنشطة جميعها، التى تقام بجميع المواقع إلى الإدارة العامة للإعلام لصياغتها والإعلام عنها. من جانبه قال أشرف عامر رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة السابق إن كل رئيس فى المؤسسة له سياسته الخاصة، وهذا القرار له مميزات وعيوب فى الوقت نفسه، وبالنسبة للمميزات فهذا القرار يعمل على توحيد لما ينشر عن الهيئة وتوحيد فى الشكل والصورة الذهنية للهيئة حتى لا يحدث تضارب فى عملية النشر ومواعيد النشر، فهذا القرار سيعمل على انضباط لوضع صورة الهيئة بشكل لا يوجد فيه تضارب فى التصريحات والأخبار الخاصة للهيئة. وأضاف عامر أن عيوب هذا القرار أنه يصنع شكلا من المركزية التى تعطل فى نشر الخبر فيكون هناك قدر من البطء فى النشر، وأوضح عامر أننى وقت أن كنت رئيسا للهيئة ووضعت مثل هذا القرار ولكن بشكل آخر بأن يكون هناك مندوب للإعلام فى كل مكان تابع للهيئة ويصفى الأخبار ويرسلها للإقليم. فى حين قال الفنان التشكيلى أحمد نوار: أعتقد أن هناك أسبابا يسأل عنها رئيس الهيئة فى هذا القرار، ولكن بشكل عام اختلاف المعلومات وعدم مصداقيتها أو المبالغة أو التصريح من البعض بأنشطة وهمية، من مكان إلى آخر يؤدى إلى هذا، وعندما تتضح الرؤية أمام الجميع واحترام مصداقية وأمانة المعلومة وتأثيرها على القارئ، من هنا يحق لأى مسئول أن يصرح وفق الحقائق وبمسئولية أمام القانون والمجتمع، فالعمل الصحفى التقى الهادف جزء لا يتجزأ من المسئولية.