قامت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بمحاولة ثانية لإدخال قافلة مساعدات إنسانية إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بالعاصمة السورية دمشق، حيث يوجد 18 ألف شخص تحت الحصار من ضمنهم نساء وأطفال، وكانت القافلة تابعة لوكالة الأممالمتحدة التي تخدم نصف مليون لاجئ فلسطيني في سوريا هرب 70 ألف منهم من القتال ليلتحقوا بلبنان وغيره من البلدان. وأكد المكتب الإقليمي للأمم المتحدة، أنه في ظل التقارير عن سوء التغذية المنتشرة في مخيم اليرموك، وفي ظل تقارير عن نساء يمتن أثناء الوضع بسبب نقص العناية الطبية، وعن أطفال يأكلون غذاء الحيوانات من أجل العيش، هذا هو ملخص ما حدث لقافلة "أونروا"، هذه حكاية مسجلة يمكن استخدامها بالاقتباس باسم "كريس جنيس"، المتحدث الرسمي باسم "أونروا". كانت قافلة الإغاثة - التي حاولت دخول مخيم اليرموك تابعة للأونروا وبقيادة موظفيها - محملة بمساعدات إنسانية من المخزن الرئيسي للوكالة في دمشق، وكانت مكونة من ست شاحنات صغيرة محملة بغذاء ل 6000 شخص إضافة إلى 10 آلاف جرعة لقاح لشلل الأطفال ومواد طبية أخرى، وقد وفّرت لنا السلطات السورية حراسة أمنية مكّنتنا من الوصول إلى آخر نقطة تفتيش تحت سيطرة الحكومة عند المدخل الجنوبي للمخيم، حيث سُمِح للقافلة بأن تواصل سيرها لما بعد نقطة التفتيش، ووفّرت لنا السلطات السورية "بلدوزر" لفتح الطريق وإزالة المخلفات والسواتر الترابية وغيرها من المعوقات، وقد قع إطلاق نار على البلدوزر وأصيب بطلق ناري مباشر أجبره على الانسحاب دون تسجيل خسائر، وتبع ذلك إطلاق نار كثيف بما فيها الأسلحة الأوتوماتيكية بالقرب من شاحنات الأونروا بما يشير إلى معركة، كما انفجرت قذيفة بالقرب من القافلة، وعند هذا الحد انسحبت القافلة لتعود سالمة إلى دمشق متبعة نصائح المرافقة الأمنية. لم يقع أبدا إطلاق للنار على قافلة الأونروا ولم يصب أو يجرح أي شخص من القافلة، لما سمحت السلطات السورية للأونروا بالقيام بإيصال المساعدات اشترطت استعمال المدخل الجنوبي للمخيم، وهم ما يعني أن القافلة كان أمامها أن تقطع مسافة 20 كيلو مترا عبر منطقة من النزاع المسلح الكثيف والمتكرر، وحيث تتواجد العديد من مجموعات المعارضة المسلحة - بما فيها بعض المجموعات الجهادية الأكثر تشدّدا وذات الحضور القوي والفاعل هناك - وقد تذرعت السلطات السورية بمشاغل أمنية لعدم السماح للأونروا باستعمال المدخل الشمالي للمخيم، والذي يقع تحت رقابة الحكومة ويعتبر عادة أكثر قابلية للدخول مع مخاطر أقل نسبيا، ويعتبر هذا الفشل مخيّبا للآمال بالنسبة لسكان مخيم اليرموك، الذيين ما زالوا يعيشون في ظروف إنسانية بائسة، ورغم هذا الفشل المحبط لم تفقد الأونروا حماسها وهي تمارس الضغط على السلطات السورية لدعم محاولة أخرى لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مخيم اليرموك، الذي يُعدّ واحدا من ضمن العديد من المخيمات الفلسطينية التي تعيش ظروفا قاسية للغاية مع تفاوت الدرجات.