حاملة على رأسها «حلة» مليئة بالبيض والجبن تأتى كل صباح من الفيوم إلى القاهرة مسافات تقدر بالساعات لتبحث عن قوت رزقها وتعمل من أجل أن تنال عيشة شريفة، وبالرغم أن زوجها كان «مدير عام الشئون القانونية» لتتنقل يوميا من منطقة إلى أخرى من أجل بيع منتجاتها التى تأتى بها عدة كيلومترات. ومن داخل شوارع بولاق الدكرور تلتقى «البوابة» أم نجلاء، صاحبة ال45 عاما وتقيم بمحافظة الفيوم لتسرد لنا قصة كفاحها. تقول أم نجلاء: «أنا آتى من الفيوم إلى القاهرة لبيع البيض والجبنة والبلح لأنها قوت رزقنا بعدما خرج زوجى على المعاش نزلت إلى العمل من أجل مساعدته على تربية أطفالى وتكملة دراستهم، وهى رسالتنا معهم ومن أجل عيالى أنا على استعداد لأن أكافح طول عمرى حتى لا يحتاجوا شيئا من أحد ويتوفر لهم كل شيء يطلبونه وأنا بعمل فى القاهرة وأبعد عن قريتى حتى لا أجرح مشاعر بناتى، لأن قريتنا كلها تعرف بعضها، وفى منهم أصبح على وشك الزواج». وأضافت أم نجلاء: «زوجى كان يعمل مديرا فى الشئون القانونية، وكان راتبه 4000 جنيه، وعندما خرج على المعاش أصبح 1300 جنيه، وهذا لا يكفى مصاريف 5 بنات وولد فى مراحل تعليم مختلفة، بينهم من هم فى كليات ومصاريفهم ازدادت علينا وزوجى لا يقدر على تحمل تكاليف المعيشة وحده، وهذا أرغمنى على النزول إلى الشارع من أجل توفير كل احتياجاتهم ومساندته على أعباء الحياة. وتابعت: «أنا بنزل من منزلى الساعة 4 فجرا من أجل أن أصل هنا بدرى لكى أستطيع بيع كل بضاعتى ولا أرجع بلدى قبل أن تنتهى، وربنا بيرزقنى من أجل عيالى، وهو يعلم بحالنا، والأعباء التى علينا من جهاز البنات ومصاريفهم فى الجامعات وغيره وتكاليف المعيشة، وأنا وزوجى نكافح سويا من أجل أن نختم رسالتنا مع أبنائنا على أكمل وجه، ونحن لا نحتاج شيئا إلا ستر ربنا، واختتمت قائلة: «فى نبرة حزينة والدمعة تقفز من عينها بدون إرادتها «كل ما أتمناه هو أن أشفى من مرض السكر وحصوة على الكلى ودهون على الكبد».