«يا سمرة يا تمر هندى يا أطيب مشروب عندي»، يأتى صوت الأغنية من بعيد وكأنه يصف حال الحاجة سميحة طلبة، صاحبة ال63 عاما، لتلتقى بها «البوابة» وهى واقفة على حافة الطريق أمام عربة لبيع التمر، وبجوارها ألواح من الثلج تكسرها من أجل وضعها فى «التمر» ليستمر طوال اليوم رطبًا. ومن نظرة الجميع إليها يرى على وجهها الشقاء والكفاح لصنعها بيدها قوت يومها وبلذة مزاق مشروباتها التى تجهزها من المساء حتى تقف بها صباح اليوم التالى لتروى عطش المارة بجنيهين المشروب ولا تنظر لحالها كأنها امرأة وتعمل كمثل الرجال فى الأسواق والشوارع لتساند زوجها على مشقة الحياة وتعمل بدلا عن الجلوس فى المنزل وتترك زوجها يواجه أعباء المعيشة وحده. لتبدأ بائعة التمر قصتها قائلة: «أنا شغالة فى الشارع من 3 سنوات ببيع التمر والسوبيا لأن زوجى أرزقى على الله عمله يوم بيوم وأوقات كثيرة يمرض ولا نجد من يعولنا على الحياة وعيالى تركونا، وكل واحد منهم بمنزله بعيد عنا، ولهذا سيبت القعدة فى البيت عشان مش جايبة همها ونزلت الشارع واشتريت العربية دى بالتقسيط عشان أسترزق منها ومن وقتها أصبحت مصدر رزقنا الذى نقتضى منه قوت رزقنا». وأضافت بائعة التمر: «أنا بنزل كل صباح من المنزل الساعة 7 صباحًا حتى العشاء لابدأ يومى بإخراج عربة السوبيا وأنقل عليها المشروبات التى قمت بتجهيزها فى المنزل، وفى الطريق أشترى ألواح الثلج التى أكسرها لوضعها فى منتجاتى حتى تكون باردة طوال اليوم وكل أسبوع أذهب يوما إلى الأسواق من أجل البيع فيه، ولكن مكانى المخصص الذى أقف به بترعة زنين، وعندما تنتهى بضاعتى أذهب إلى السوق لأشترى كيلو التمر بسعر 25 جنيها ولوح الثلج ب13 جنيها وباكتة السكر ب90 جنيها». واختتمت كلامها قائلة: «عربية التمر دى هى مصدر رزقنا الوحيد أنا وزوجى بجوار عمله، لنزود دخلنا لأنه لا يتقاضى معاشا أو أى شيء، وماشيين ببركة ربنا، حتى مش معانا بطاقة تموين، الحمد لله ربنا كرمنى ومش محتاجة حاجة من حد».