داخل أروقة مبنى محكمة الأسرة وجدنا إحدى السيدات تبكى وتشكو إلى الله بكل حرقة من قلبها، توجهنا إليها فقالت: أنا اسمى «نجلاء فتحى محمود»، 32 عاما، تحملت الكثير من الأحمال على عاتقى من أجل أن أعيش في كنف رجل، حتى ولو كان «أرزقى» على باب الله، منذ 7 سنوات تزوجت من «يحيى. ع»، نجار، بعد أن اختارتنى أمه لأكون زوجه لابنها، خاصة أنها تعلم أنى أعمل بأحد مصانع الملابس الجاهزة، وكانت تتوقع أننى أدخر مبلغًا من المال من عملى قبل الزواج، وقالت لابنها في ذلك الوقت «لقد اخترت لك عروس تمتلك مبلغ مش بطال».. فلم أكن أعرف آنذاك أنه تقدم لزواجى «عشان الطمع».. تمت الزيجة ورزقنا الله ببنتين «رحاب 5 سنوات، وشروق 4». وتكمل نجلاء قصتها الحزينة قائلة: زوجى يعمل «نجارًا» يوم شغل و10 لأ، وقلة العمل جعلت شخصيته ضعيفة أمام عائلته، حاولت كثيرا أن أساعده من خلال عملى كخادمة في المنازل، وبالرغم من أنى كنت أبذل مجهودا كبيرا إلا أننى كنت سعيدة بأنى أساعد زوجى من أجل تربية بناتى.. وفى أحد الأيام فوجئت ب«حماتى» تطلب منى الأموال التي أدخرها لكى نشترى قطعة أرض، وعندما أقسمت لها أننى لا أملك ولا مليم، صدمت واعتقدت أننى أكذب عليها، ومن بعد هذا اليوم تغيرت المعاملة تمامًا، وبدأت المشاكل تنهال على رأسى منها ومن «عمر» شقيق زوجى.. فهو صاحب شركة استيراد وتصدير، ولم يكتف بما أعطاه الله من الرزق، فقد تعاون مع حماتى للعمل على «تطفيشي» طمعًا في الشقة التي أعيش بها أنا وزوجى، واتفق مع والدته أن يقوما بكل ما يجعلنى أن أزهق وأطلب الطلاق، على سبيل المثال كانت حماتى تقطع الكهرباء والمياه عليا أنا وأولادي، ومن ضعف شخصية زوجى لم يقدر أن يفعل معها شيئا أو حتى يتكلم في الأمر، وفوجئت ب«عمر» شقيق زوجى يهددنى بالقتل إذا استمريت في عصمة أخيه.. وبالرغم من كل ذلك تحملت الكثير من أجل أولادى.. وعندما فشلت حماتى وابنها في خطتهما.. فوجئت بها تقول لزوجى «لازم تطلقها».. وأنا من ناحيتى قلت نفذ ما طلبته منك أمك حتى لا تغضب عليك وتقطع عنك المصاريف، لأنها كانت تتقاضى معاش زوجها وقدره 3 آلاف جنيه، وبالفعل بسبب ضعفه خشى زوجى من أن تغضب عليه أمه وتقطع المساعدات المالية التي تعطيها له فطلقنى، فقام عمر شقيقه بالاستيلاء على الشقة و«رماني» في الشارع أنا وبناتي، صدمت وبالرغم من توسلاتى لحماتى وابنها إلا أنهما صمما على رحيلى أنا والبنات».. وتكمل: لم أجد أمامى حلًا فقمت باستئجار غرفة كى أحافظ على بناتى من الشارع.. وبعد ذلك هرعت إلى محكمة الأسرة لكى أقيم دعوى قضائية أطالب فيها بنفقة لبناتى، حملت رقم 841 لسنة 2015 أسرة الشرابية.. وأنا في انتظار حكم القضاء العادل حتى أتمكن من الحصول على نفقة تعيننى على متاعب الحياة أنا وصغارى. من النسخة الورقية