تحية واجبة ومستحقة لوزير التربية والتعليم والتعليم الفنى محمد عبد اللطيف، على القرار الذى اتخذه بإحالة واقعة تعدى عدد من الطلاب المشاغبين بإحدى المدارس بالإسكندرية، على إحدى المعلمات بالمدرسة للشئون القانونية، لاتخاذ الجزاء اللازم عليهم إذا ما ثبتت جريمتهم، مع معاقبة كل من يثبت تقصيره أو تورطه من إدارة المدرسة فى تلك الواقعة. كما يستحق الوزير التحية على تأكيده بأن كرامة المعلم خط أحمر وتوجيهه للمسئولين فى مديرية التعليم بالإسكندرية باتخاذ أقصى العقوبة تجاه كل الطلاب الذين ارتكبوا الواقعة، وذلك فى إطار السعى الضرورى لانضباط العملية التعليمية وتوفير الاحترام الواجب للمعلمين. والحقيقة والواقع يؤكدان للأسف الخشية من انتشار موجة من عدم الانضباط، والجنوح للشغب والخروج عن القيم والقواعد الإدارية والأخلاقية التى يجب توافرها فى المدارس، لضمان السير الصحيح للعملية التعليمية بصفة عامة، والحفاظ على الاحترام والتقدير الواجب والضرورى للمعلم، وسلامة وأمان التلاميذ والطلاب الذين هم جيل المستقبل وأصحاب الغد الأفضل بإذن الله. وفى إطار المصارحة والشفافية الواجبتين لابد أن أشير بوضوح إلى أن الأمل يراودنى ونحن مازلنا فى بداية العام الدراسى الجديد، أن نرى قدرة حقيقية وواقعية لوزارة التربية والتعليم، على استعادة الدور التربوى والتعليمى الأساسى والصحيح الذى أنشئت من أجله الوزارة، واستمدت اسمها من معناه وجوهره. وهو الدور الذى غاب للأسف عن كل أو أغلب المدارس والهيئات والمؤسسات التعليمية، المنتشرة فى كل المدن والمحافظات خلال السنوات الأخيرة بفعل فاعل، وهو تسلل وتغلغل منهج وسلوك وفكر التسيب والإهمال والفساد فى كل أو أغلب مناحى وأركان العمل والإنتاج لدينا للأسف، وامتداده إلى المدارس ودور العلم والتربية. والأمل الذى يراودنى يعود فى جوهره إلى الرغبة الملحة لدى ولدى غيرى من المواطنين، فى أن نرى سعيا حقيقيا لإعادة الانضباط للعملية التعليمية، وذلك بإعادة تفعيل لائحة الانضباط المدرسى والدراسى والحفاظ على المثل والقيم الأخلاقية والاجتماعية الصحيحة والسليمة، وعودة الأنشطة الفنية والثقافية والرياضية داخل المدارس، لضمان عملية تربوية وتعليمية صحيحة وسليمة.