تنتهى الرحلة بنا فى آخر مساجد شارع أم الغلام بحى الجمالية عند مشهد أكثر سوءا مما سبق ذكره وهو مسجد «الأمير أيدمر البهلوان» عند وصولك الى شارع أم الغلام المتفرع من شارع الأزهر فى طريقك إلى حى الجمالية ستجد على اليمين مسجد أيدمر صاحب المئذنة غير المكتملة البناء والقبة الرائعة، إنه أحد المساجد المملوكية المنسية وغير المشهورة، تم إنشاؤه سنة 1345 م وقام ببنائه الأمير سيف الدين أيدمر بن عبدالله البدرى والملقب بالبهلوان، ويحمل لقب البهلوان معنى القوى والفروسية وليس الأراجوز أو الفكاهى ولكن الكلمة تعود الى أصول فارسية، والأمير سيف الدين أيدمر كان أحد كبار الأمراء فى عهد السلطان الصالح إسماعيل بن السلطان الناصر محمد بن قلاوون، والمسجد حاليا مغلق وغير مفتوح للزيارة، الى أن وصل حاله الآن ليصبح وكرا للخارجين على القانون، وقال أحد سكان الحى إنه يجب على الدولة وضع خطة لتحويل قلب القاهرة القديمة لمتحف مفتوح يساعد فى إدخال ملايين الدولارات لمصر سنويًا مع وضع الدولة خطة لتسكين أهالى تلك المناطق فى المدن السكنية الجديدة للحفاظ على التراث المصرى من الزوال. وأكد أن المساجد الأثرية تعانى خطرا مدمرا لكونها مغلقة بدون ترميم وليس لها دور فى الصيانة والترميم ويتعامل معها البشر يوميا، بأسلوب عشوائى وغير آدمى ولذلك فإن مدها بالخدمات كالمياه والصرف الصحى والكهرباء فضلا عن السلوك البشرى الخاطئ، كل هذا يهدد بزوالها. محذرا من الإهمال لتلك المبانى الأثرية والذى يسبب زوالها إذا استمر هذا الوضع لأن بذلك سنمحو عصورا تاريخية من ذاكرة التراث لأن كل أثر شاهد على عصره.