اعتبرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن معركة ثوار سوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" المرتبط بالقاعدة شتتتهم وأبعدت اهتمامهم عن القتال ضد النظام، غير أنه حال إعادة الثوار التركيز على الرئيس السوري بشار الأسد فإنهم قد يصبحون أقوى من أي وقت مضى. وذكرت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكتروني – أن الحملة التي يشنها تحالف جماعات ثوار سوريا المفكك لسحق تنظيم "داعش" في شمال البلاد يمكن أن تكون لها انعكاسات ذات تأثير قوي على وحدة المعارضة المسلحة والقتال ضد نظام الأسد. وقالت الصحيفة إن الأسد قد يتمتع برؤية أعدائه يقاتلون بعضهم البعض حيث أنه دليل ربما على مزيد من الفوضى والاضطراب داخل المعارضة. وأضافت الصحيفة أنه ومع ذلك فإن الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام تبدو وأنها توضح تنسيقا أفضل ووحدة كذلك بين جماعات الثوار البارزة، مما قد يجعلهم قوة قتالية أكثر تماسكا عندما يحولون كامل اهتمامهم نحو الأسد مرة أخرى. وأشارت الصحيفة إلى أنه حينئذ يمكن أن يواجه نظام الأسد معارضة من الثوار يهيمن عليها الإسلاميون ولديها خبرة في المعارك وتتمتع بالتنسيق والوحدة وتكون قادرة بشكل أفض على مواجهة الجيش السوري وحلفائه أكثر مما هو عليه الوضع حاليا. ولفتت الصحيفة إلى أن المعارضة المسلحة يمكن أن تجد نفسها تقاتل في حقيقة الأمر على جبهتين خلال الأشهر القادمة – ضد قوات نظام الرئيس السوري وتنظيم "داعش"، غير أنه بحسب خبراء فإن محاربة عدوين في نفس الوقت قد توحد وتقوي تشكيلات الثوار البارزة مثل جبهة ثوار سوريا المرتبطة بالجيش السوري الحر وجيش المجاهدين وجبهة النصرة والجبهة الإسلامية والتي تحتفظ بعلاقات تعاون جيدة فيما بينها.