أقام الصالون الثقافي العربي، أمسية ثقافية نقدية عن كتاب الفقيه الدستوري ونائب رئيس الوزراء الأسبق ورئيس الصالون د. يحيى الجمل والذي حمل عنوان (قصة حياة عادية). قال د. قيس العزاوي الأمين العام للصالون وممثل العراق الدائم بالجامعة العربية والذي قدم الأمسية: "إننا نناقش كتابا غير عادي لرئيس الصالون د. يحيي الجمل"، مشيرًا إلى ان الصالون الثقافي بدأ منذ عامين ونصف وتمكننا من أن نرسخ هذا التقليد بشكل دوري شهريا. وأضاف العزاوي، أن الكتاب الأول الذي صدر عن الصالون كان للروائى إبراهيم أصلان والثاني كان حول المرأة التي هي نصف المجتمع والذي شاركت خلاله 8 وزيرات من الدول العربية المختلفة وهو صادر عن الندوة التي رعتها جامعة الدول العربية والمكتب الإقليمي للأمم المتحدة وهناك كتاب آخر للمفكر د. صلاح فضل وثالث للمؤرخ والسفير اللبناني د. خالد زيادة بالإضافة الى الكتاب الجديد الصادر عن د. يحي الجمل وهو كتاب غير عادي لمفكر غير عادي في مجالات عديدة وهو رجل يتماز بالبساطة والشجاعة وأنا عندما أقرأ ليحيى الجمل أشعر في مواقفه السياسية أنه يمتاز بالشجاعة. من جانبه أعرب د. يحيي الجمل عن سعادته بإصدار هذا الكتاب، مشيرًا الى أنه يتميز بالبساطة والصدق قائلًا "لن يقرأه أحد إلاّ ويشعر بالصدق لأني لم أدَّعِ فيه شيئًا". وأضاف قائلًا: "إنني أحب الأدب واخترت أن يكون الأدب هوايتي والقانون مهنتي.. ولم أُحب أن أكون في موقع تنفيذي وإنما كنت أحب الجامعة والإشراف على رسائل الدكتوراه "، وأكما: "أنا أعتز برسالتي التي ناقشها أكثر من 3 أساتذة من كبار رجال القانون الدولي والذين أعطوني مرتبة الشرف الأولى مع تبادل الرسالة مع جامعات العالم وهو ما لم يُعط لأحد فقد حصل البعض على مرتبة الشرف الأولى أو الثانية ولكن لم يحصل أحد على تبادل الرسالة مع دول العالم". من جانبه قال د. صلاح فضل رئيس اكاديمية النقد الادبي الذي كتب مقدمة الكتاب أني أواجه مشكلة كلما أقرأ سيرة ذاتية لكاتب وأحاول أن أُميزها هل هي سيرة ذاتية أم نص أدبي بعد تأمل إنتهيت إنه عندما يكون كاتب السيرة ذات ميول أدبية ستخرج أدبية لذلك فإن سيرة الأدباء الخالصين للأدب هي تعتبر نصًا أدبي أما سيرة المفكريين العظماء في الفكر القانوني أو السياسي والدبلوماسي فهل تكون السيرة أدبية، هذا يحتاج الى دراسة عميقة في النقد الأدبي مشيرًا الى أن السيرة التي كتبها يحيى الجمل فيها الكثير من الجمال ونقل للواقع عن طريق نص أدبي ممتع إذن هي سيرة ذاتية أدبية فيها كل شروط الأدب خاصة إنك لو قرأت سيرة ذاتية لأي شخص وأعدت قراءتها أكثر من مرة وتجد متعة فيها فهي نص أدبي، وهذا ماتحمله السيرة الذاتية ليحيى الجمل فهو لم يبوح لك بأسراره في القراءة الأولى بل عندما تقرأه أكثر من مرة. وأضاف فضل بأن عنوان السيرة ملفت للنظر حيث إن كلمة قصة تعني إن الكاتب يريد أن يكتب أكثر من قصة كما إن كلمة عادية هي يراها المُتلقي بها لكثير من التواضع لكنها فيها الكثير من الدهاء لأنها تستفز القارئ وهذا الدهاء هو شرط المبدعين. اما الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق قال إن الكتاب هو سيرة ذاتية لكنه يدخل ضمن النصوص الأدبية ولذلك لابد أن أتحدث عنه بوصفه نصًا أدبيًا فعندما قرأته قد شدّني كثيرًا وبعد الإنتهاء منه سألت نفسي هل هذا الكتاب هو قصة حياة عادية أم ماذا موضحًا أن الكتاب يحكي قصة حياة أحد أبناء الطبقة الوسطى مشيرًا الى أن أغلب من كتبوا سيرَهم الذاتية هم من أبناء الطبقة الوسطى ودائمًا موضوعهم الأساسي هو الكفاح وهم من الشرائح الدنيا المستورة نسبيًا التي بالكاد تتمكن من تعليم أبنائها وهذه الطبقة لاترغب أن تزل الى الطبقة الأدنى وتتطلع الى الإنتساب الى الطبقة العليا. من جانبه أثنى الأمين العام لمجلس الوحدة الإقتصادية السفير محمد محمد الربيع على أهمية الصالون الثقافي الذي أسسه السفير قيس العزاوي الذي يحاول لملمة اللحمة العربية التي تتفتت كل يوم ثقافيًا وسياسيًا وإجتماعيًا وهو يحاول أن يجمعها بهذا الجمع العربي الكبير من دبلوماسيين ومثقفين وإعلاميين موضحًا أنه من المتابعين جيدًا لكتب ومؤلفات يحيى الجمل. من جهته قال نوري عبد الرزاق السكرتير العام لمنظمة تضامن الشعوب الأفروآسوية أن الجمل له نشاط آفروآسيوي بأن ساهم في معظم المؤتمرات التي عقدتها حركة التضامن وإن هذا البعد يضيف الى شخصيته المتكاملة في جميع المجالات وهذا البعد الذي يمتد الى حركة عدم الانحياز وهو ربما قد وصل الى نوع من القمم الكبيرة. وحضر الجلسة نخبة من المفكريين والسياسيين والأدباء العرب والمصريين كما حضر اللقاء سفراء الدول العربية وعدد من دبلوماسيي الجامعة العربية.