يقضي الحاج في مشعر منى ليلة الحادي والثاني والثالث عشر من ذي الحجة، أو ليلتين لمن أراد التعجل، تحقيقًا لقوله تعالى "واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون"، والواجب على الحاج رمي الجمرات الثلاث طول الأيام التي يقضيها في منى ويكبّر الله مع كل حصاة، ومن السنة الوقوف بعد رمي الجمرات الصغرى والوسطى، مستقبلًا القبلة رافعًا يديه يدعو بما شاء ويتجنب مزاحمة ومضايقة إخوانه المسلمين. أما جمرة العقبة الكبرى فلا يقف ولا يدعو بعدها، فمن أراد التعجل فى يومين وجب عليه رمي الجمرات قبل غروب الشمس، فإذا غربت عليه الشمس وما زال في منى لزمه البقاء للمبيت فيها الليلة الثالثة عشرة، والرمي ما لم يكن متهيئًا للتعجل، فيخرج ولا يلزمه المبيت بمنى بعد رمى الجمرات. في آخر أيام الحج يتوجه الحاج مرة أخرى إلى مكةالمكرمة للطواف حول البيت العتيق بعد أداء الحجاج مناسكهم، ليكون طواف الوداع آخر عهد بالبيت العتيق، امتثالًا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي قال: "لا ينفرن أحدكم حتى يكون آخر عهده بالبيت"، وطواف الوداع هو آخر واجبات الحاج التي ينبغي أن يؤديها قبل سفره مباشرة، ولا يُعفى من طواف الوداع إلا الحائض والنفساء.