يشارك الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ، في قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" التي تشتضيفها العاصمة البلجيكية (بروكسل ) بعد غد / الأربعاء / وذلك لبحث العديد من الملفات الهامة ، لا سيما قضايا الدفاع و الأمن المشترك. و تأتي قمة "الناتو " في العاصمة البلجيكية ، امتدادا لقمة "ويلز" 2014 ، و (وارسو ) 2016 اللتين حددتا توجهات الحلف ل، ا سيما فيما يتعلق بالدفاع "الجماعي". و كشف مصدر مسؤول بالرئاسة الفرنسية اليوم / الإثنين / أن قادة "الناتو" سيعقدون، في اليوم الاول، اجتماعا ، يليه عشاء عمل ، لبحث المهام الرئيسية للحلف و "البيئة الاستراتيجية " له ، وأبرز التحديات الأمنية التي يواجهها أعضاؤه . وسيبحث قادة "الناتو" في اليوم الثاني لاجتماعاتهم : ملف افغانستان ، بحضور الرئيس الأفغاني أشرف غني ، في اطار مهمة "الدعم الحازم" للحلف ، والتي تعد أكبر مهمة له حاليا. كما سيجتمعون برئيسي أوكرانيا بترو بوروشنكو ، وجورجيا ، جيورجي مارجفيلاشفيلي ، باعتبار بلديهما شركاء للحلف. وستشهد "قمة بروكسل " إعلان إرسال بعثة "غير مقاتلة " إلى العراق، بجانب التحالف الدولي ضد "داعش" ، بهدف القيام بمهام تدريب ، ومشورة لضباط و مسؤولين مدنيين بوزارة الدفاع العراقية ، فضلا عن إصدار إعلان جديد عن العلاقات بين "الناتو" والاتحاد الأوروبي ، وفي مجال "الأمن العابر للأطلسي". كما ستبحث القمة سبل تعزيز "قدرة الرد " و"تنقل الجنود " و"تهيئة هيكل القيادة " بحلف الناتو لتمكينه من مواجهة التحديات الاستراتيجية الجديدة، حسب "الإليزيه" الذي ذكر أنه تم ، خلال "قمة وارسو " 2016، وضع ما سمي ب"التواجد المتقدم المعزز في شرق اوروبا " وأن ( باريس ) تشارك في هذه العملية خلال العام الجاري في ليتوانيا. و حول العلاقات مع روسيا، أفاد "الإليزيه " بأن الحلفاء سيؤكدون "مجددا" تمسكهم ب"المقاربة المتوازنة " التي تم اعتمادها في (وارسو) عام 2016 و التي تجمع بين الحزم و الحوار الجاري عبر قنوات رفيعة المستوى بين "الناتو" و روسيا. و سيتطرق المشاركون في "قمة الناتو" إلى الاتفاق الأخير بين اليونان و مقدونيا لتغيير اسم "الأخيرة " إلى "مقدونيا الشمالية " وبالتالي إزالة العائق أمام انضمامها للناتو. و فيما يتعلق بالانفاق العسكري، أوضح " الإليزيه " في بيانه ، أن "قمة ويلز" شهدت التعهد بوقف خفض الانفاق العسكري وزيادته إلى مستوى 2% من حجم الناتج المحلي الإجمالي و ان يكون 20 % من الجهد المبذول في صورة معدات، مشيرا إلى أن موازنة الدفاع في فرنسا بلغت حاليا نسبة 18 % ، وأنها سترتفع تدريجيا لتصل الى الحد المستهدف، وفق لقانون البرمجة العسكرية "2019-2025" . كما أبرزت الرئاسة الفرنسية ، التقدم الملحوظ الذي يحققه الاتحاد الأوروبي في المجال الدفاعي ، والمتمثل في اعلان تسع بلدان أوروبية - بينها فرنسا مؤخرا - عن تشكيل قوة تدخل عسكرية أوروبية مشتركة ، وفي تطبيق الاتحاد الاوروبي لبند التعاون الهيكلي الدائم " لاتفاقية لشبونة " و كذلك في استحداث صندوق أوروبي للدفاع لتمويل البحث و تنمية قدرات دول الاتحاد. ووفقا لبيان "الإليزيه " فإنه من المقرر أن يعقد الرئيس ماكرون عددا من اللقاءات "الثنائيةً" ،على هامش "قمة بروكسل" ، و يضم الوفد المرافق للرئيس الفرنسي وزيري الخارجية جون ايف لودريان ، والجيوش فلورانس بارلي.