"ما أجمل أن نجتمع معًا.. بالحب يقول الرب لنا، وما اجتمع باسمي اثنان معًا.. إلا وهناك أكون أنا".. هكذا بدأت الصلاة في افتتاح أولى فعاليات الدورة الرابعة للتنشئة المسكونية بالمعهد المسكوني للشرق الأوسط، اليوم الثلاثاء، في "برمانا"، جبل لبنان، والتي ينظمها الاتحاد العالمي المسيحي لطلبة الشرق الأوسط. جاء ذلك بحضور الأمين العام للمعهد الدكتور زاهي عازار، والسكرتيرة الإقليمية للاتحاد العالمي المسيحي للطبة، إلسي وكيل، وبمشاركة عدد من ممثلي البلاد العربية من مختلف الكنائس الشرقية من لبنان ومصر والسودان، والعراق والأردن وفلسطين وسوريا. شهد الافتتاح عدة فعاليات كانت بدأت بالصلاة المسكونية التي اشترك فيها كل الطلاب ممثلي الكنائس، ثم ألقى الدكتور زاهي كلمة على طلاب المعهد الجدد، أوضح خلالها أهمية الدراسة المسكونية وغاية المعهد في إنشاء جيل عربي مثقف بفكر واعٍ لنشر الروح الواحد بين الكنائس سعيًا نحو وحدة كنيسة المسيح. وقال: "معظم الكنائس قد تعيش اليوم في حالة من التوتر نظرًا لما يشهده العالم العربي من صعوبات على الصعيد السياسي والأمني، إلا أن في كل مرة ينظم فيها المعهد هذا اللقاء السنوي هو إنجاز نشكر الله من أجله". وتابع: "لقد اجتمعنا اليوم على قضية أساسية تخص التنشئة المسكونية والتي أنتم جزء أساسي منها، وهي خطوة كبيرة في حياة كنيسة المشرق، لنكتشف فيها كل يوم عناصر الوحدة". وأوضح أن التنشئة المسكونية تتضمن كل الكنائس ممثلة في الحركات الشبابية وقال: " أن هذه المناسبة عظيمة سمح بها الله في هذا المشرق بان تتلاقى هذه الكنائس التاريخية لنسعى ونبنى ونحلم بكنيسة المسيح الواحدة". وأضاف: "شريحة كبيرة من الشباب لا يعرفون التنشئة المسكونية ومشاركة عدد الطلبة في الدورة الرابعة في المعهد في هذا العام هو مشاركة في التوجه المسكوني ووحدة كنيسة المسيح التي نسعى ونصلي من أجلها؛ ولكن النوايا الحسنة فقط لا تمثل اي دور في الاتجاه نحو غرض الوحدة ولكننا ندعم تأهيل شباب منخرط في هذا العمل لأنه ليس عمل لاهوتي أو فكري أو عقائدي فقط؛ لكنه هذا العمل مترجم في المحبة والتقارب وإن لم تكن المحبة موجودة فباطل". وفي ختام كلمة الأمين العام للمعهد المسكوني، أكد أن ضرورة العمل المسكوني منذ أن بدأت التنشئة المسكونية بالمعهد في عام 2015 تحت شعار ثابت وهو "المعرفة والمحبة والصلاة"، متابعًا للطلاب: "أنتم هنا للتحصيل المعرفي المكثف لبناء أواصر المحبة بين مختلف الكنائس". وبعد أن انتهى الأمين العام للمعهد، ألقت السكتيرة القليمة للاتحاد العالمي الطلبة، "إلسي وكيل"، كلمة رحبت خلالها بالطلاب الجدد بالمعهد، وأشارت إلى عدة ملحوظات مهمة لضمان سلامة الهدف الرئسي من الدراسة بالمعهد طوال مدة الدراسة. وقالت: إن "المعهد المسكوني للشرق الأوسط كان بمثابة حلم وبسماح من الله نشهد اليوم تحقيقه واستمراريته نحو السنة الرابعة على التوالي، نسعى من خلاله إلى تحقيق كنيسة الله من خلال العمل المسكوني الذي يجمع مشاركة كافة الكنائس، لإتاحة الفرصة للتعرف على الثقافات المختلفة لفتح آفاق معرفية غير التي تربينا عليها منذ الطفولة والتي بدورها شكلت صورة ذهنية غير الواقعية لكل منا نحو الآخر".