أكد الدكتور محمد عبدالعاطى، وزير الموارد المائية والرى، أن مصر تتعامل بنجاح مع الوضع الحالى لمواجهة ندرة المياه من خلال تنفيذ العديد من برامج تحسين كفاءة استخدام مياه الري، والعديد من آليات إعادة تدوير المياه. وقال الوزير فى كلمته أمس الأربعاء أمام المؤتمر الدولى رفيع المستوى حول المياه من أجل التنمية المستدامة المنعقد بالعاصمة الطاجيكية دوشانبى، لمدة 3 أيام، أن الوضع المعقد، لمصر لا يمكن معه قبول تناقص حقوق مصر التاريخية والاستخدامات الحالية فى مياه النيل، مشيرا إلى أنه لا أحد على الأرض سيقبل بموت شعبه بسبب العطش والمجاعة، وأنه أيضًا لا يمكن إهمال الوضع البيئى والاقتصادى الصعب فى الدول الشقيقة فى حوض النيل. وتابع أن هناك دائما فرصة للتوصل إلى حل وسط، خاصة وأن حوض النيل لا يعاني من نقص فى المياه، حيث يصل معدل سقوط الأمطار السنوى فى دول الحوض ككل إلى 7375 مليار متر مكعب، يقع منهم 1661 مليار متر مكعب داخل الحوض وهذا يعنى أنه يتم استخدام 5٪ فقط من موارد مياه النيل لذلك يجب التأكيد على أن الإدارة الجيدة هى المفتاح. وأشار الى أن المياه من أهم أهداف التنمية المستدامة باعتبارها ركيزة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية وهو ما أخذته مصر فى اعتبارها عند إعداد خطتها القومية للموارد المائية للفترة من 2017 إلى 2037 مع وضع عام 2030 كمعلم رئيسى تماشيًا مع رؤية مصر 2030 وتتمثل الدعائم الرئيسية الأربع فى الخطة القومية للموارد المائية فى الترشيد وتنمية موارد جديدة وتحسين نوعية المياه وزيادة المعرفة والوعى وإصدار التشريعات اللازمة. وأشار "عبد العاطى" إلى أن الفجوة بين الاحتياجات والمياه المتوافرة تبلغ حوالى 21 مليارمتر مكعب سنويا يتم التغلب عليها عن طريق إعادة استخدام مياه الصرف والاعتماد على المياه الجوفية السطحية فى الوادى والدلتا والذى يدل على أن نظام إدارة مياه النيل فى مصر يصل إلى كفاءة عامة تتجاوز ال80٪. وكشف عبدالعاطى أن مصر تستورد فعليًا كمية من المياه تساوى 34 مليار متر مكعب سنويًا، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تؤدى تأثيرات تغير المناخ فى الساحل الشمالى لمصر إلى هجرة ما لا يقل عن خمسة ملايين شخص من دلتا النيل إذا لم يتم اتخاذ إجراءات التكيف المناسبة كما تتنبأ دراسات تغير المناخ بانخفاض إنتاجية محصولين رئيسيين فى مصر (القمح والذرة) بنسبة 15٪ و19٪ على التوالى بحلول عام 2050 وتمليح حوالى 15 ٪ من أكثر الأراضى الصالحة للزراعة فى دلتا النيل هذا دون إغفال تأثيرات تغير المناخ على أنماط سقوط الأمطار فى حوض النيل، وتأثيرها على تدفقه. وأعلن عبدالعاطى عن انطلاق أسبوع القاهرة للمياه لأول مرة تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال الفترة من 14-18 أكتوبر من كل عام بالقاهرة، تحت شعار "الحفاظ على المياه من أجل تحقيق التنمية المستدامة" وهو ما يأتى ضمن أهداف المؤتمر الذى يسعى لإلقاء الضوء على أهمية المياه كأحد أهم ركائز التنمية المستدامة والتحديات المائية التى تواجه العالم.