أخذت نهاية الكون فى الأديان أبعادًا جديدة، غَلف بعضها الطقوس الدينية، سواء من خلال القول بوجود علامات على نهاية الكون، أو يوم الدينونة كما فى اليهودية، أو يوم القيامة كما فى المسيحية والإسلام، وكان الزمن المُنتهى هو العلامة المميزة للأديان أيضًا، حتى فى المفهوم الزرادشتى لا يزال هناك اعتقاد بأن الكون له بداية ونهاية، وربما ما زال التأثير قائمًا حتى اليوم، حتى على العلماء أنفسهم. ويقول الشيخ عبدالخالق الشبراوي، شيخ الطريقة الشبراوية، ورئيس جبهة الإصلاح الصوفية، إن الأديان السماوية كلها حددت علامات ليوم القيامة، وانتهاء الزمن، وقالت إن الله عز وجل لم يعط علم قيام الساعة لأحد. ويضيف «الشبراوي» أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حدد علامات يوم القيامة فى أحاديثه الشريفة، لافتًا إلى أن العالم على مشارف ظهور المهدى المُنتظر، بعدما ظهرت بعض علامات قيام الساعة مثل التطاول فى البنيان وغيرها. ويشير شيخ الطريقة الشبراوية، إلى أن القرآن الكريم والأحاديث الشريفة أوضحا علامات يوم الدين، ولا يمكن الخروج عليها، لافتًا إلى أن الدين الإسلامى ذكر بأن نهاية الكون ستكون مفاجئة. وتابع، أن كل ما تدعيه بعض الدراسات أو الأبحاث التى تقول بنهاية العالم، ما هى إلا ادعاءات ليس لها أساس فى أى دين سماوي. وبحسب دراسة أعدها مركز بحثى حول نهاية العالم فى المعتقدات الدينية، فإن هناك تشابها بين المعتقدين المسيحى واليهودى فيما يخص نهاية العالم، وتتلخص فى نزول المسيح المُنتظر وقيام معركة هرمجدون وهى المعركة الفاصلة النهائية بين ما يمكن وصفه ب«الخير» و«الشر»، أى ستكون بين أتباع الله وأتباع الشيطان، وعلى إثرها تكون نهاية العالم ليحكم بعدها المسيح العالم ويعيشون عيشة أبدية، ثم يُرفعون إلى السماء مع المسيح وتُدمر الأرض، وتحدث هذه المعركة بعد سماع النفير السادس من بين الملائكة السبعة. و«هرمجدون».. كلمة عبرية الأصل تنقسم إلى مقطعين الأول «هر» وتعنى التل أو الجبل، و«مجدون» وهى هضبة فى منطقة فلسطين على بعد 90 كيلومترا شمال القدس، و30 كيلومترا جنوب شرق مدينة حيفا، وكانت قديمًا مسرحًا لحروب ضارية. وفى الدين الإسلامي، وصف القرآن الكريم نهاية الكون ب«الساعة»، حيث يقول الله تعالى فى سورة «طه» الآية الخامسة عشرة: «إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ» بما يعنى أن نهاية الكون ستكون مفاجئة للناس ولن يعلمها إلا الله. وبحسب كتب العقيدة، فإن العلامات الكبرى ليوم النهاية، هى ظهور المهدى والدابة المُتكلمة، وطلوع الشمس من مغربها، والدخان، ونزول المسيح من السماء، وخروج يأجوج ومأجوج.